وُلِد العالم من جديد عام 1989، عندما سقط سور برلين الذي كان المؤشر، لإنهاء الحرب الباردة، وقيام نظام عالمي جديد تستند فيه التعاملات على العلاقات البشرية المتوازنة والانفتاح بين الدول وتهميش الحدود الجغرافية، والتركيز على المادة كعصب رئيسي للحياة في كل جوانبها، بما فيها الجانب الرياضي، فابتدعت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر أسلوب الخصخصة Privatization في تفعيل الحركة التجارية البريطانية من خلال تحجيم الهيمنة الحكومية ومنح مساحة أوسع للقطاع الخاص ليضطلع بدوره في بلورة النهضة الاقتصادية الحديثة. وبالفعل نجح هذا التوجه بشكل لافت وانتشر في كل بقاع المعمورة، بل أصبح مطلباً ملحاً من منظمة التجارة العالمية، إذا ما أرادت الدول الانضمام إلى عضويتها وامتدت الشركات التجارية بنجاحاتها إلى الحياة الرياضية فأصبحت تدعم الأنشطة الرياضية عبر الإعلانات أو الرعاية أو حتى امتلاك الأندية، وهذه الدول هي التي تحقق نجاحات عملاقة في المجال الرياضي، تجسيداً لحقيقة العلاقة الطردية بين الرياضة والاقتصاد، فالدول الأكثر إنفاقاً هي تلك التي تعتلي العرش الرياضي - بصفة عامة - مثل أميركا وإسبانيا وانكلترا وإيطاليا. وعلى الصعيد المحلي، شهدت الرياضة السعودية قفزة نوعية في مسيرتها خلال الثمانينات والتسعينات الميلادية، وهي الفترة التي ارتفع فيها الإنفاق الحكومي على النشاط الرياضي، وشيدت إبانها المنشآت الرياضية العملاقة والعكس صحيح، فعندما تراجع الإنفاق في السنوات الأخيرة تراجع المستوى العالم للرياضة السعودية. وفي تصوري فإن الوقت حان لأن تضطلع الشركات والمؤسسات والبنوك بدورها تجاه شباب الوطن، وذلك أقل الواجب تجاه بلد فتح الباب على مصراعيه لزيادة أرباح القطاع الخاص، من دون قيد أو شرط، فقد آن الأوان، لأن يخفف القطاع الخاص الحمل عن كاهل الدولة من خلال المشاركة الفعالة في النشاط الرياضي الذي بات صناعة، وأصبح أرضاً خصبة للاستثمار الذي توجهت له مشكورة بعض الشركات مثل"الاتصالات"و"موبايلي"و"راديو وتلفزيون العرب"، ولكن ما نطمح إليه أكثر بكثير من ذلك، فنحن نتطلع إلى الرعاية الكاملة أو الامتلاك حتى تصل الرياضة السعودية إلى مستوى التطلعات، وتتمكن من الوصول إلى العالمية، التي تتطلب إنفاقاً عالياً لن يقوى عليه سوى القطاع الخاص. روعة الآسياد بعيداً من الميداليات بألوانها المختلفة والمنافسات الرياضية المتعددة نجحت قطر في إخراج"كرنفال رياضي رائع، هو الأفضل في القارة الآسيوية، عبر التاريخ من حيث الافتتاح والاختتام والتنظيم، وبذلك تكون أعلنت عن جاهزيتها لتنظيم الأولمبياد، وكرياضيين فإننا نثمّن للقطريين جهودهم الرائعة التي آلت إلى نجاح باهر. [email protected]