أعرب استشاري الجراحة التجميلية والترميمية الدكتور هيثم جمجوم وعدد من جراحي التجميل وأطباء الجراحة الجلدية، عن قلقهم الشديد من بعض المفاهيم الخاطئة التي تتناقلها بعض وسائل الإعلام في ما يختص بشفط الدهون كوسيلة لإنقاص الوزن خصوصاً لدى الأطفال، وينبع هذا القلق لناحية فعالية شفط الدهون كوسيلة لإنقاص الوزن، ومستوى الأمان لدى المرضى، والآثار طويلة المدى، إضافة إلى النواحي النفسية والاجتماعية المتعلقة بها. وأعلنت الجمعية الأميركية للجراحة التجميلية في تشرين الثاني نوفمبر الماضي أنه لم يتوافر لغاية الآن أي دليل علمي يدعم فعالية وأمان جراحة شفط الدهون الكبيرة والتي تهدف إلى إنقاص الوزن لدى الأطفال، ولم تكتف الجمعية بذلك، بل أضافت أن شفط الدهون ليس علاجاً أو وسيلة فعالة لعلاج السمنة لدى أي شخص، سواء كان طفلاً أم بالغاً. وأعلنت الجمعية ذلك بعد تقارير وردت في وسائل الإعلام عن إجراء جراحة شفط دهون كبيرة لطفلة تبلغ من العمر 12 عاماً. إضافة إلى نشر الكثير من التقارير الصحافية عن جراحات شفط دهون كبيرة والتباهي بذلك كوسيلة لإنقاص الوزن. وتفيد الدراسات العلمية بأن التخلص من الدهون عن طريق الشفط لا يعطي النتائج الصحية نفسها، كتقليل خطر الأزمات القلبية والسكر مقارنة بالحمية الغذائية أو التمارين الرياضية. كما أن شفط الدهون لا يأخذ في الاعتبار التغييرات في أسلوب الحياة والغذاء اللازمة لإنقاص الوزن على المدى الطويل. وتقول الجمعية إن الأشخاص المؤهلين للخضوع لشفط الدهون هم أولئك الذين يتمتعون بوزن شبه مثالي، ولكنهم يعانون من نتوءات شحمية ودهون زائدة في أنحاء محدودة من الجسم كالصدر، البطن، الخصر، الظهر أو الأفخاذ، والتي تؤدي لدى شفطها إلى تغيير إيجابي في شكل هذه النتوءات، لذلك فإن البدناء غير مؤهلين لشفط الدهون كعلاج للسمنة. ويتابع الدكتور جمجوم أن شفط الدهون لا يمكن استخدامه بتاتاً كعلاج للسمنة لدى الكبار وبشكل خاص لدى الأطفال. والتي بدأت بالتكاثر هذه الأيام نتيجة أسلوب الحياة الجديد والمسيطر، فكثرة المأكولات غير الصحية والمشبعة بالدهون والسكريات وقلة الحركة والجلوس أمام التلفاز وأجهزة ألعاب الكومبيوتر لساعات طويلة من اليوم، أنتجت جيلاً جديداً من الأطفال البدناء، مع كل ما يحمله ذلك من كسل وأمراض كالسكري والضغط وأمراض القلب، ما يمثل مشكلة صحية مهمة أمام هؤلاء الأطفال والأهل والمجتمع ككل. ويأمل الدكتور جمجوم بأن يغير الكثير من الناس وخصوصاً وسائل الإعلام من نظرتهم لشفط الدهون كوسيلة لإنقاص الوزن، فهو يراها وسيلة لتحسين القوام ونحت الجسم لتحقيق التكامل الذي ينشده هؤلاء الأشخاص، وعدم تعريضهم لأخطار هم في غنى عنها. أما بالنسبة إلى من لم يبلغوا من الأشخاص والذين هم في حاجة للجراحات التجميلية، فإنه لا يمكن إجراؤها إلا لدى بلوغهم جسدياً ونفسياً، وحتى عند ذلك ينبغي عليهم وعلى أهلهم فهم المخاطر والمحاذير المتعلقة بهذه الجراحة، خصوصاً بالنسبة إلى النشاط الجسدي وفترة النقاهة. ويؤكد الدكتور جمجوم على نقطة أساسية لدى هؤلاء الأشخاص، وهي أن إجراء الجراحة على أجزاء من الجسم غير مكتملة النمو قد يؤثر في وظيفة هذه الأعضاء ونموها، والأمر نفسه ينطبق على النمو النفسي والعاطفي لهؤلاء الأشخاص الذين قد يندفعون لإجراء جراحة تجميل لأسباب قد تبدو لهم مسألة حياة أو موت، ثم لا يلبثون أن يدركوا أنها كانت مجرد نزوة عابرة لم يحسبوا مضاعفاتها ومحاذيرها وتأثيراتها النفسية عليهم. الدكتور هيثم جمجوم * استشاري جراحة تجميلية وترميمية وزراعة الشعر.