حذر المشرف على مركز الدراسات الزلزالية في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله محمد العمري من هزات أرضية محتملة في المنطقة الشرقية، وقال ل"الحياة":"إنها قد تكون أعنف مع مرور الزمن من الهزة التي تعرضت لها منطقة حرض النفطية عصر أول من أمس". وأضاف العمري"على رغم تصنيف المنطقة الشرقية ضمن المناطق التي تعتبر هادئة زلزالياً، لكن ذلك لا يعني أنها آمنة، بحكم وقوعها على الصفيحة العربية، التي تتحرك باستمرار، لتصطدم مع الصفيحة الآسيوية". وأبدى مخاوفه من المستقبل، مؤكداً أن"المنطقة لا يمكن أن تكون آمنة مع وجود التحركات الجيولوجية المستمرة". وسجلت المنطقة 33 هزة أرضية، تركز غالبيتها في منطقة حرض النفطية. وتباينت الآراء حول مسببات الهزة، إذ تشير تقديرات إلى ارتباطها بتحرك الصفيحة الإيرانية، فيما تميل آراء أخرى لعمليات التنقيب عن النفط في المنطقة، وسحب كميات كبيرة من باطن الأرض واستبدالها بمواد سائلة لتغطية الفجوة الأرضية. وتحوي المنطقة حقول نفط عدة، أبرزها حرض، والغزال، والوضيحي، ووقر، وجنين، والتينات إضافة إلى عدد من الحقول الصغيرة المجاورة. وتحوي منطقة حرض 280 كيلومتراً جنوب غربي الظهران معملاً للغاز، تصل طاقته الإنتاجية إلى 1.6 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم، من أصل سبعة بلايين قدم مكعبة، تنتجها معامل"أرامكو السعودية"يومياً بغرض البيع. وإنتاج 90 طناً مترياً من الكبريت الخام. كما يتولى المعمل استخلاص 145 ألف برميل يومياً من المكثفات عالية الجودة التي تُنقل بواسطة خطوط أنابيب إلى معمل بقيق لمعالجتها، قبل إرسالها إلى مصفاة رأس تنورة، التي تتولى تجزئتها إلى منتجات نهائية لتغطية طلبات السوق المحلية. واعتبر رئيس شركة"أرامكو السعودية"وكبير إدارييها التنفيذيين عبدالله صالح جمعة معمل حرض، والذي افتحه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز قبل نحو عامين،"نموذجاً للجيل المستقبلي من معامل الزيت والغاز في العالم، ومنظومة تنموية متكاملة". ويقع في الجزء الجنوبي من حقل الغوار العملاق. ويتكون من معمل غاز عملاق، ومعمل متطور لفرز الغاز من الزيت. وقال العمري:"إن الزلزال الذي سجله المقياس، وشعرت به الأحساء ليس غريباً، بل متوقعاً، لأن المنطقة قريبة من الخليج العربي، الذي يجاور منطقة زلزالية نشطة"، مضيفاً أن"هذا الزلزال ناتج من اصطدام الصفيحة العربية والصفيحة اليوراسية، وهو يعد من أعنف الاصطدامات الزلزالية". ونفى وجود"غرابة في أن تشعر الأحساء وسكان الخليج العربي بالهزات الأرضية، فالمنطقة مصنفة على أنها منطقة زلازل". وان كانت هناك ترجيحات أن يكون لأعمال التنقيب عن النفط في المنطقة دور في حدوث الهزة الأرضية. وأكد خبراء درسوا جيولوجيا المنطقة، أن الخليج العربي، الذي يقع على الصفيحة العربية"مهدد بزلازل قوية، نتيجة قربه من الصفيحة النشطة في إيران، التي تحدث في جنوبها، لذا يشعر به سكان الخليج العربي المحاذون للجنوبالإيراني". وتعد الحافة الشرقية للصفيحة، التي تشمل الساحل الشرقي من الخليج، من"المناطق شديدة النشاط، لاندفاع الصفيحة العربية الواقعة عليها واصطدامها بصفيحة إيران، لذا ترصد باستمرار نشاطات زلزالية في الخليج العربي".