يبدو أن مدرب المنتخب السعودي البرازيلي جيلسون نونيز لم يكن يتوقع أن يخسر أحد لاعبيه الذين يعتمد عليهم فنياً، وهو اللاعب أحمد الكعبي، الذي اضطر المدرب إلى استبداله قبل بداية المباراة بدقائق لدواعي إصابته بشد عضلي، إذ حل عبدالعزيز الدوسري بديلاً عنه، هذا التبديل لم يحدث إرباكاً في طريقة لعب"الأخضر الشاب"الذي بدأ اللقاء وهو حريص على إحباط أية مفاجأة ينوي الماليزيون تنفيذها، لذلك حمل اللاعب معتز موسى لواء المبادرة عبر تسديدة أضاعت طريقها نحو مرمى الحارس الماليزي عبدالحميد عبدالهادي. كاد مدافع المنتخب السعودي محمد عيد أن يكلف فريقه هدفاً باكراً عقب فشله في إبعاد إحدى الكرات وتحديداً في الدقيقة السابعة وكادت أن تعانق شباك حسين شيعان. الدقيقة العاشرة كانت هي موعد أول أهداف"الأخضر الشاب"بإمضاء المهاجم محمد السهلاوي الذي نجح في استثمار احد الأخطاء على مشارف منطقة الخطورة الماليزية وحولها داخل الشباك هدفاً سعودياً أول. هذا الهدف لم يوقف الهجمات"الخضراء"التي توالت في شكل مكثف على المرمى"الأصفر"وتناوب عليها المهاجمون محمد السهلاوي ونايف هزازي في ظل مساندة مستمرة من لاعبي الوسط عقيل القرني وعلي عطيف وعبدالعزيز الدوسري. ونجح لاعبو المنتخب السعودي في فرض سيطرتهم على منطقة المناورة، ما مكنهم من حصر نظرائهم في مناطقهم الخلفية وبالتالي التقوقع في منطقة الدفاع، هذا الوضع أسهم في سهولة وصول لاعبي"الأخضر الشاب" إلى المرمى الماليزي، وتوالت الهجمات السعودية بغية إضافة هدف التعزيز وتناوب السهلاوي وهزازي على إضاعة فرص محققة كادت أن تزيد الغلة"الخضراء". وتكفل لاعب الوسط عبدالعزيز الدوسري بمهمة الوصول إلى المرمى الماليزي عبر تسديدة قوية من 30 ياردة تقريباً تكفلت العارضة بمنعها من معانقة الشباك. ويبدو أن لاعب الوسط الماليزي رحيم شفيق شعر بالغيرة من الكرة السابقة وكرر المحاولة على مرمى شيعان، وجاءت محاولته نسخة كربونية من سابقتها إذ نجحت العارضة السعودية في التكفل بإبعادها. الهجمة الأخيرة كانت هي آخر عهد هذا الشوط بالكرات الخطرة إلى نهاية الشوط الأول. جفين البيشي حاول تعزيز النتيجة بعد أن حول إحدى العرضيات برأسه إلا أنها مرت بجوار القائم الماليزي. مع تبدل أحوال الطقس المفاجئ بهطول أمطار غزيرة على ملعب المباراة دانت السيطرة نسبياً لأصحاب القمصان"الصفراء"عطفاً على اعتيادهم على الملاعب المغمورة بالماء، وحاولوا الوصول إلى مرمى المنتخب السعودي ولكن دون تهديد حقيقي. علي عطيف أجهض الأحلام الماليزية في تحقيق هدف تعديل الكفة، ونجح في استثمار خطأ مشابه للهدف الأول وسدد كرة جميلة فشل حارس ماليزيا عبدالهادي في التصدي لها ليمنح المنتخب السعودي التقدم بهدفين من دون رد. عقب هذا الهدف بدأت لعبة المدربين، إذ أجرى نونيز تبديلين ألحقهما راجاغلوبز بمثلهما، ولكن فرصة البديل أحمد الفريدي في المشاركة لم تدم طويلاً، عقب أن تلقى بطاقة حمراء احتج عليها هو وزملاؤه طويلاً. الثلث الأخير من شوط المباراة الثاني شهد حرصاً ماليزياً كبيراً على تقليص الفارق واستثمار النقص السعودي، لكنه لم يستطع التسجيل في ظل حاجز دفاعي قوي إلى حين إعلان الحكم التايلندي فوز المنتخب السعودي بهدفين من دون رد رفع بها رصيده إلى 4 نقاط من فوز وتعادل.