لم يجد الروائي تركي الحمد عقب المباراة الشهيرة بين السعودية وألمانيا في"مونديال"2002، أبلغ من العبارة الشعبية"يخلف الله"، تعبيراً عن امتعاضه من الهزيمة النكراء التي نالها"الأخضر"على يد أحفاد بيسمارك، في واحد من أحلك ايام الكرة السعودية، ويقول الحمد في حديث صحافي أجراه معه أخيراً الزميل منصور الجبرتي، إنه ما زال يتجرع مرارة"المونديالات"لأن هناك من يعشمه دائماً بإمكان وصول المنتخب السعودي الى أبعد من الدور الثاني، قبل أن يكتشف مع بدء مباريات المنتخب في كأس العالم أنه وقع ضحية التضليل مجدداً، وأن اللاعبين السعوديين ليسوا في أفضل حال! وعقب خسارة المنتخب السعودي أمام بدلاء اليابان الاربعاء الماضي بثلاثية، كادت تكون سداسية، أخذت أردد على طريقة تركي الحمد:"يخلف الله"، بعدما برهن أداء اللاعبين في المباراة على أن الكرة السعودية بدأت تهرول نحو الهاوية، وأن"الأخضر"في طريقه للانضمام الى نادي المنتخبات التي"سادت ثم بادت"، الى جانب منتخبات كانت يوماً ما عريقة، كالجزائر والكويت وهنغاريا والدنمارك والأوروغواي. وزاد من امتعاضي في ذلك اليوم أن بعض أعضاء اتحاد الكرة ما زال يدافع عن المدرب البرازيلي"المفلس"باكيتا، على رغم إخفاقاته المتوالية وسقطاته"الغبية"، بعبارات مستهلكة وآراء توحي بعدم القدرة على اتخاذ القرار الصائب، ومن بين الذين تبرعوا للدفاع عن باكيتا عضو اتحاد كرة القدم الدكتور حافظ المدلج، خلال حديثه الى الزميل بتال القوس في قناة"العربية"، عندما حمد الله وشكره على عظيم نعمه بأن خسر المنتخب مباراته ضد اليابان، حتى يتمكن مسؤولو الاتحاد من مواجهة باكيتا بالأخطاء وتصحيح أوضاع المنتخب قبل المنافسات المقبلة، وكأن لباكيتا حسنات حتى نتمنى الخسارة من أجل أن نجد عليه ممسكاً ونحاسبه على سيئاته! ولا أختلف مع المدلج في أن اللجوء الى اقالة المدرب حل سلبي وغير مضمون العواقب، لكن في المقابل، أن نضع الثقة في غير أهلها، ونطالب الشارع الرياضي بالصبر وبتبني قناعات شخصية تدافع عن مدرب، برهنت نتائج وعروض المنتخب الأخيرة أنه لا يمتلك الكثير لتقديمه للكرة السعودية، فهذا حتماً سيصل بنا الى مرحلة سوداوية، يستحيل معها الوصول الى حل ينهي معاناة المنتخب مع أصحاب القبعات. وليس عيباً أن نعترف بأن التعاقد مع باكيتا وكالديرون هفوة لا يرتكبها اتحاد كرة قدم حديث التأسيس، ولكن العيب فعلاً أن نتابع سقطات المدرب الحالي وعدم تطور مستوى المنتخب وتراجعه في التصنيف الدولي، من دون أن نحرك ساكناً، بل ونزيد على ذلك بالتطبيل لباكيتا وتصديق وعوده بأنه سيقود المنتخب الى"مونديال"2010، وبأنه سيعمل على تطوير أداء لاعبي المنتخب. عموماً، لن أطيل في الجدل حول استمرار مدرب أخذ من الفرصة ما يكفي لإثبات قدراته، إذ إنه يجب علينا أن نفكر ملياً في مدرب بديل يستحق أن نمنحه فرصة العمل لسنوات، وأن نقف خلفه ونصبر عليه، خصوصاً أن سمعة الكرة السعودية أصبحت في الميزان، وهي تنتظر استحقاقات مهمة في العام المقبل، ستحدد موقعها على الخريطة الكروية. [email protected]