لم نكن ننتظر أن يحمل اليوم الأخير من تصفيات كأس العالم 2010 شهادة تراجع كرة القدم في الخليج وفشلها في الحضور بين 32 منتخباً ستخوض نهائيات المونديال الصيف المقبل، ولعل المؤلم أن يأتي هذا التراجع أمام منتخبات متواضعة على نحو نيوزيلاندا وكوريا الشمالية التي لم تجد صعوبة في تخطي منتخبات كالبحرين والسعودية والعراق وقطر والإمارات. وبالأمس برهن المنتخب البحريني أن كرة القدم في الخليج تحديداً ليست بخير، عندما فشل في تخطي منتخب نيوزيلاندا المتواضع، بل وحتى لم يستطع الظهور بمستوى جيد، تاركاً الحسرة لأنصار الكرة الخليجية الذين راهنوا كثيراً على أن أسوأ المنتخبات في الخليج يستطيع عبور منتخب نيوزيلاندا! الطريف في الأمر أن بعض المتحمسين أخذ يتحسر على أداء البحرين، ويتمنى لو أن المنتخب السعودي هو من لعب المباراة الحاسمة، وتناسى هؤلاء أن من يتمنون حضوره فشل في تخطي منتخب البحرين، وبالتالي لن يكون قادراً على مجاراة نيوزيلاندا، خصوصاً أن «الأخضر» لم يتمكن من التغلب على المنتخب الكوري الشمالي ذهاباً وإياباً، لم نكن نتمنى تلك الجولة الخاسرة للمنتخبات الخليجية، وهي التي كانت تصول وتجول في تصفيات كأس العالم، غير أن ما حدث أمر يجعلنا نتساءل عن أسباب هذا التراجع؟ وعلى رغم أن منتخب البحرين استطاع أن يصل الى مباراتي الملحق الآسيوي بعد تخطيه المنتخب السعودي، إلا أن إلاعلام أعطى هذا المنتخب أكبر من حجمه ورشحه لبلوغ نهائيات كأس العالم، من دون النظر الى أن لنيوزيلاندا حقوقاً مشروعة في التأهل، واعتمد الإعلام في عباراته «التفاؤلية» على أن المنتخب البحريني استطاع تخطي جاره السعودي من دون أن ينظر أحد إلى أن المعيار، الذي تمّ القياس عليه لم يكن عالياً وأن المنتخبات الخليجية ذات مستوى منخفض عموماً. ما أعتقده أن هناك سوء تخطيط من الاتحادات الوطنية لتصفيات كأس العالم، في مقابل الاهتمام بكأس الأمم الآسيوية والمسابقات الأخرى، وهو أمر لا يعترف به الآسيويون الذين لا يعيرون اهتماماً كبيراً لتلك البطولات، ويصبون اهتمامهم بصفة دائمة في تصفيات كأس العالم، لذلك نجد أن المنتخب الكوري الجنوبي لا يحقق نتائج جيدة في كأس الأمم الآسيوية غير أنه أول الموجودين في المونديال، وهي عادة لم يخلفها منذ العام 1986 لن تكون هذه الجولة نهاية المطاف لكنها مصير لم نكن نتمناه لمنتخبات كانت لها الغلبة في القارة الآسيوية. [email protected]