بالشوق للجيران والأصحاب لمرابع الأنس التي في لوحها للدار للحي القديم وعطره لأزقة حفرت على جنباتها يممتها والظن يخدع خاطري أحسست فيها كالغريب وكل من وشعرت أني عائد من غربة مرت سويعات المقام ثقيلة وبدت كعاشقة تناست لوعتي وعرفت أني لم يعد لي عندها لم يبق لي في مقلتيها دمعة لم يبق في صدر الركايا مهجة آوي إليها كي أبوح وأشتكي وغدا الأسى عنوان عمري عندما يممتها بعد العناء وغايتي فارقتها والقلب فيها زاهد واريت أشواقي إليها بعدما والله لولا ضمّها لرفاتهم هل كانت الأوطان لولا أهلها يا من يسائلني الرجوع لموطني كل البلاد لها المنازل نفسها وجهت رحلي للركايا مثقلاً رسم الزمان طفولتي وشبابي للطين للجدران والأبواب عهد الصبا وملاعب الأتراب ألاّ تِضن بأكرم الترحاب لاقيتهم في الحي كالأغراب وبغربة أخرى أنخت ركابي وبدت أواهل دورها كخراب وتنكرت لي فادخرت عتابي جفن يرق لجيئتي وذهابي كانت تسابق فرحتي ومصابي تشتاق لي في غربتي وغيابي همي وترقب عودتي وإيابي خط الفراق حروفه بكتابي أن أستريح بها فزاد عذابي علّ النوى عنها يخفف ما بي واريت تحت أديمها أحبابي ما كان يعبر وصلها بحسابي إلا رسوم حجارة وتراب؟ عذراً فظني قد وعيت جوابي في القلب بعد تفرق الأحباب الغربتان