في ظل المتغيرات السريعة في حياتنا اليومية، وتعدد خيارات صرعات الموضة المتلاحقة التي لم تسلم منها حتى أجسادنا, انتشرت عيادات ومراكز التجميل التي تتهافت عليها الكثير من النساء للبحث عن مزيد من الجمال لتعجب زوجها، ويسعى البعض الآخر نتيجة عدم الرضا لتصحيح الأنف أو نفخ الوجنات، وتعيش عذاب القلق والحيرة والترقب في سبيل الجمال. لقد ازدادت معدلات ارتفاع حالات الإقبال على إجراء جراحات التجميل، ولم تكن الحوادث التي تطالعنا بها وسائل الإعلام رادعاً للراغبات في مزيد من جرعات جمال تضيف إليهن روعة تظهر مواطن الجمال فيهن، وتخفين المواطن الأقل جمالاً في الشكل والقوام، وقد جاءنا العلم بوسائل علمية وبحثية أصبحت قادرة على تحسين شكل القوام وتصحيح العيوب، والحكمة في الخلق أن العمر يتقدم بالإنسان وتظهر علامات الكبر على الإنسان. من هنا تسعى المرأة جاهدة لإعادة ميلاد جمالها في مقاومة لا تفتر للمحافظة على جاذبيتها وشبابها، حتى إن البعض أنفقن أموالاً طائلة على هذه الجراحات، وهناك نساء يوفرن المال لسنوات طويلة لكي يتمكن من إجراء مثل هذه الجراحات من خلال تحويشة العمر. وقد أظهرت دراسة أن معدل إجراء هذه الجراحات ازداد بنحو ثمانية أضعاف على مدى السنوات العشر الماضية، ومع الانفتاح الفضائي على العالم المترافق مع زحمة نجمات الإعلان، وتزايد الهوس الذي شاع بين كل الناس في العودة إلى روح الشباب. العالم الفضائي له دور كبير في تفتح مرئيات المرأة في جراحات التجميل، ونجد المرأة تبحث بعينيها عن إعلانات الجمال لترفع نسبة جمالها في مناطق جسدها، فتبدأ رحلتها الشاقة لاستعادة شبابها وحيويتها، وغالباً ما يكون في اللجوء إلى عيادات التجميل التي كرست خبرتها وجهودها لتحول حلم الشباب الدائم إلى حقيقة، وهاهي المرأة المعاصرة تعتبر أن الجراحات التجميلية أصبحت من ضرورات العصر، وهذا أدى إلى توسع أطماعها في طلب الجمال لاستعادة النواحي الجمالية في الوجه والجسم، لقد شهدت جراحات التجميل في العالم تطوراً كبيراً، وأصبحت عنصراً جمالياً مهماً تعتني برسم الشكل والمظهر الخارجي ولم تعد رفاهية أو ترفاً، إذ إن الكثيرات يرين إن جراحات التجميل تضع الجمال بين يدى المرأة وتعدها بنتائج رائعة في وقت قياسي، فقد أصبح من الممكن تحسين القوام وتصحيح عيب يرونه غير محبب إليهن وغير متوافق مع معايير الجمال، ومن اجل ذلك لابد للمرأة الباحثة عن مزيد من تصحيح العيوب من إتباع إرشادات ذوي الاختصاص لتحديد مدى الحاجات الفعلية لأي عملية تجميل وأن تستقي الخبرة من تجارب الآخرين التي نسمع بها من وقت إلى آخر عن حوادث جراحات التجميل ومخاطرها. يجب أن تتوقع المرأة التي تخضع لجراحة تجميلية ردود فعل متباينة ممن تلقاهم من الأهل والأصدقاء، وعلينا ملاحظة أن جراحات التجميل تزدهر حالياً بشكل مطرد في العالم عموماً، وقد تغير حياة الكثيرين إلى الأفضل إلا أنها تمثل أيضاً للبعض الآخر كابوساً مزعجاً وخطراً، وحتى إن كانت شكلية الطابع ما زالت مسالة مليئة بالمخاطر يمكن أن تودي بحياة من يخضعون لها، فقد لقي العشرات إن لم يكن المئات حتفهم في السنوات الماضية بسبب تعقيدات جراحة التجميل ومضاعفاتها، وعلى المرأة الخليجية أن تدرك جيداً أنها ليست في موضع مقارنة مع الأخريات، وتثق في ما لديها من مقومات الجمال التي لا تقل عن غيرها، فقط عليها بقليل من العناية والرعاية والاهتمام الذاتي والاطلاع والتثقيف والبحث عن الأفضل من دون هوس أو مبالغة. * كاتبة وإعلامية [email protected]