أكدت العميدة المشاركة للشؤون الإدارية في كلية التمريض التابعة للشؤون الصحية في الحرس الوطني في جدة الدكتورة تقوى عمر أن النظرة الاجتماعية لمهنة التمريض اختلفت في السنوات الأخيرة عما كانت عليه في السابق، وقالت ل"الحياة""هنالك إقبال كبير ورغبة لدى الفتيات السعوديات للالتحاق بمهنة التمريض، إذ لمسنا ذلك من خلال الأعداد الكبيرة الراغبة في الالتحاق بالدراسة في الكلية، وهذا أتاح لنا الفرصة في اختيار الأفضل من خلال اختبارات اللغة الانكليزية واختبارات القبول، واعتمدت 60 طالبة كدفعة أولى في الكلية بدأن الدراسة مع بداية العام الدراسي الحالي". جاءت تصريحات الدكتورة عمر على هامش فعاليات افتتاح كلية التمريض التابعة للحرس الوطني، والذي ترعاه حرم خادم الحرمين الشريفين، الأميرة حصة الشعلان مساء اليوم. وأضافت أن برنامج التمريض الموضوع من الكلية يهدف إلى تخريج ممرضات من الدرجة الأولى، لديهن القدرة والخبرة في التعامل المباشر مع المجتمع بجميع فئاته، لاسيما وأن الطالبة تخضع لسنة امتياز قبل التخرج تعمل فيها كمتدربة في مستشفى الحرس الوطني. وأكدت عمر أن الطالبات سيعملن بعد تخرجهن في مستشفى الحرس الوطني بحسب اختيارهن، فجميع الطالبات لديهن وظائف شاغرة في هذه المستشفيات. وقالت"نحن نسعى من خلال كلية التمريض العمل مع فريق طبي متكامل في جميع مستشفيات الحرس الوطني، لاسيما وأن لدينا نقصاً كبيراً في الكوادر الوطنية العاملة في مجال التمريض". مشيرة إلى أن نسبة الممرضات الأجانب في مستشفيات السعودية تتجاوز 80 في المئة. وقالت: لدينا في المستشفى 42 جنسية تعمل في مجال التمريض، ونحن نسعى إلى توطين هذه الوظائف بالفتيات السعوديات المؤهلات للعمل في هذه المهنة، إذ أن تغير النظرة الاجتماعية السلبية لمهنة التمريض أكدته عدد من طالبات الكلية ل"الحياة"بأن الدافع الرئيس وراء التحاقهن بمهنة التمريض هو رغبة أهاليهن في الالتحاق بمهنة التمريض. وتقول الطالبة عهود الصالحي"كان أهلي الداعم الأكبر لي للالتحاق بالكلية، خصوصاً شقيقتي الكبرى التي تعمل في مهنة التمريض، والتي حرصت على دخولي الكلية باعتبار أنها مهنة إنسانية ولها مستقبل مضمون". وتتفق معها الطالبة علا عبدالله بقولها"كنت أحلم بالعمل في مهنة التمريض لاسيما وأنها مهنة إنسانية بالدرجة الأولى تتيح للمرء مساعدة أفراد مجتمعه بشكل مباشر، وكذلك مهنة اجتماعية تسهم في تنمية مهارات الإنسان"، فيما أكدت مروج عبد العال تأييد جميع أفراد أسرتها لاختيارها مجال التمريض وهذا ما دفعها للالتحاق بالكلية. من جانبها، أشارت عميدة كلية التمريض التابعة للحرس الوطني في جدة الدكتورة وفيقة سليمان ل"الحياة"إلى أن الكلية تقدم برنامجين مختلفين أحدهما تقليدي وهو يستهدف مخرجات التعليم الثانوي، وتخضع فيه الطالبة لدراسة الأكاديمية في الكلية لمدة أربع سنوات يسبقها فصل دراسي تمهيدي متخصص للغة الانكليزية باعتبارها اللغة الرسمية المعتمدة في الكلية، وتليها سنة امتياز تدرب فيها الطالبة في مستشفى الحرس الوطني. وأضافت أما البرنامج الثاني فهو مخصص لمخرجات التعليم العالي، من كلية العلوم والحاصلات على درجة البكالوريوس في علوم الأحياء، أو الكيمياء، أو الفيزياء، أو الرياضيات. وقالت: تخضع الطالبات إلى برنامج لمدة عامين يسبقه فصل دراسي تحضيري متخصص في اللغة الإنكليزية، وتليه سنة الامتياز وهي السنة التطبيقية في مستشفيات الحرس الوطني. وعن سبب قصر مدة البرنامج لطالبات بكالوريوس العلوم تقول سليمان"يعود السبب في قصر البرنامج لاستيفاء الطالبات جميع متطلبات المواد العامة في كلية العلوم". وأشارت سليمان إلى أن الكلية تسعى إلى زيادة طاقتها الاستيعابية، بحيث يتم قبول 100 طالبة بدلاً من 60 طالبة في الفصل الدراسي الواحد في السنوات المقبلة وذلك عند الانتقال للمباني الجديدة الدائمة للكلية. وعن الخطط المستقبلية لكلية التمريض في جدة قالت سليمان: سيتم التوسع في البرامج المقدمة للطالبات منها برامج مرحلة الماجستير في تخصصات تمريضية دقيقة منها العناية البحثية وبرنامج الأورام السرطانية وآخر متخصص في العناية بحديثي الولادة وآخر عن صحة المرأة. وأضافت كما تشمل الخطط المستقبلية للكلية سعودة أعضاء هيئة التدريس في الكلية، إذ اعتمدت الكلية 35 متقدمة للدراسة في الخارج للحصول على درجة الماجستير والدكتوراه في مجالات التمريض المتخصصة، حيث تتمكن المتقدمة بعد صدور الموافقة على ابتعاثها من إكمال دراستها في البلد الذي تريد ولدى الجامعة التي تفضل بشرط أن تكون معتمدة لدى وزارة التعليم العالي سواء في أميركا وكندا وبريطانيا وأستراليا. وعن سبب تحديد تلك الدول الأجنبية قالت سليمان: يعود السبب في تحديد الدول الأجنبية إلى الرغبة في تنوع خبرات المتقدمات، إذ أن جميع المتقدمات من مخرجات التعليم المحلي سواء الحاصلات على درجة البكالوريوس أو الماجستير، ونحن نرغب في تنوع خبراتهن والعودة إلى السعودية بخبرات تلك الدول، بهدف تولي مناصب أكاديمية في الكلية في ما بعد. مؤكدة أن السبب الرئيس في إبتعاث أعداد كبيرة من الطالبات للدراسة في الخارج هو الاستبدال بأعضاء هيئة التدريس الحاليين من العمالة الأجنبية آخرين من السعوديات. وأشار المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية في الحرس الوطني الدكتور عبدالله الربيعة إلى أن الرؤية الهادفة لكلية التمريض هي تقديم مراكز للامتياز في تعليم التمريض وفلسفتها والارتقاء بأهم قيم الرعاية من جميع النواحي وخصوصاً الدينية والتاريخية مع مراعاة التغير الاجتماعي في السعودية. وقال: تهدف كلية التمريض من برنامجها إلى تحضير ممرضات مسؤولات وقادرات على تقديم عناية تمريضية متكاملة من خلال مختلف المرافق الصحية والحرص على التأكيد على تطبيق الناحية الأكاديمية"نظرياً وعملياً".