حذرت عميدة كلية التمريض في جامعة الملك سعود للعلوم الصحية في محافظة جدة الدكتورة تقوى عمر من ارتفاع معدلات تسرب الممرضات السعوديات من العمل. وقالت على هامش مؤتمر صحافي عقد أمس (الأربعاء) في مستشفي الملك خالد للحرس الوطني بجدة: «على رغم عدم وجود إحصاءات دقيقة عن معدلات تسرب الممرضات السعوديات من العمل، إلا أن الملاحظ أن معدلات التسرب تسجل ارتفاعاً مطرداً، خصوصاً بعد مزاولتهن للمهنة بفترة بسيطة لا تتجاوز العام». وأرجعت عمر ارتفاع نسب التسرب لدى السعوديات بعد ممارسة المهنة بفترة وجيزة إلى طبيعة العمل في هذا المجال الذي يتطلب الدوام لفترات طويلة تصل إلى 12 ساعة، وكذلك العمل في الأعياد، إضافة إلى العمل في النوبات الليلية، مشيرة إلى أن السوق السعودية في حاجة إلى ما يقارب 900 ألف ممرضة. وقالت عميدة كلية التمريض في جامعة الملك سعود للعلوم الصحية: «إن عدد وظائف التمريض المتاحة في السوق السعودية 120 ألف وظيفة بحسب الإحصاءات الأخيرة، وتمثل السعوديات منهن 30 في المئة، في حين أن الحاصلات على «بكالوريوس» في علوم التمريض من السعوديات لا يتجاوز 10 في المئة»، مؤكدة أن كلية التمريض في جامعة الملك سعود للعلوم الصحية التي بصدد تخريج دفعتها الأولى من طالبات التمريض البالغ عددهن 15 طالبة، تحرص على أن توعّي الطالبة ومجتمعها بأهمية هذه المهنة وأن تكون شاغلتها من الكوادر الوطنية. وبينت عمر أن الكلية تعمل على رفع وعي طالباتها والمجتمع السعودي بأهمية هذه المهنة من خلال مشاركة الطالبات في الفعاليات الطبية مثل حملة تطعيم ضد شلل الأطفال التي أقيمت أخيراً في جدة، في وقت لفتت فيه إلى أن خريجات الدفعة الأولى من كلية التمريض متخرجات في الجامعات السعودية من كلية العلوم. وقالت: «تحتوي الكلية على مسارين تعليميين الأول هو لمخرجات التعليم الثانوي من القسم العلمي، ويشترط في الطالبة أن تكون حاصلة على ما يزيد على 90 في المئة من الثانوية العامة، أما المسار الثاني فهو لخريجات كليات العلوم من الجامعات السعودية، إذ إن الهدف منه الاستفادة من هذه المخرجات للعمل في المجال الطبي، خصوصاً وأن شهادة العلوم لا تعتمد للطالبة لتعمل في مختبرات المستشفيات». موضحة أن مدة دراستها لدرجة البكالوريوس الثانية عامين ونصف إضافة إلى فصل دراسي كامل مخصص للغة الإنكليزية. من جانبه، أفاد مدير جامعة الملك سعود للعلوم الصحية التابعة للحرس الوطني الدكتور حسين باعقيل أن الهدف من إنشاء جامعة متخصصة في تدريس العلوم الطبية هو محاولة لتوفير حاجات الوطن من الكوادر السعودية المؤهلة في مجال الطب بمختلف تخصصاته، من خلال طرق تدريس مستحدثة في هذا المجال تعتمد في الأساس على إيجاد حلول للمشكلات الطبية في التخصصات كافة، مشيراً إلى أن الجامعة رعت خصوصية المجتمع السعودي من خلال إيجاد بعض التخصصات الطبية الخاصة بالفتيات مثل مهنة «التوليد». وأكد في الوقت ذاته أن أساس الدراسة والمنهج في الجامعة يعتمدان على احترام الفرد واحترام قيمة وخصوصية مجتمعه والرقي بالفكر الإبداعي لديه.