شهدت أجهزة الصراف الآلي ازدحاماً غير مسبوق، جراء تداول أسهم شركة إعمار المدينة الاقتصادية، الذي بدأ ظهر أمس بسعر 40 ريالاً، ما دفع الكثير من المكتتبين للتفاؤل لبيع أسهمهم. وكانت هيئة سوق المال السعودية حددت وقتاً منفصلاً عن وقت السوق لتداول أسهم"إعمار"يبدأ من الثانية عشرة والنصف ظهراً إلى الرابعة عصراً، لامتصاص الضغط الناجم عن بيع الأسهم. وانخفض سعر السهم لأقل من سعر الافتتاح 32 ريالاً بعد نحو ساعتين من بدء التداول، وقبل ذلك تحرك في شكل متذبذب بين 42 و44 و 45 ريالاً حتى وصل إلى 50 ريالاً، وسرعان ما يعاود النزول، إذ لم يستقر فيها، إلا لثوان معدودة، وعلى رغم أن سعر السهم سيقيد في إغلاق اليوم الأول من التداول بنظام النسب العشر المعمول به في السوق السعودية، إلا أن محللين اقتصاديين أكدوا أن السهم لن يلبي طموح المكتتبين، نافين المقولات التي تداولها الناس، التي توقعت أن يصل سعره إلى نحو 100 ريال. وقال المحلل حسين الفرج:"بلغت القيمة المتداولة للسهم في منتصف تداوله 18 في المئة من تداول السوق الإجمالي وراوحت في الانخفاض بين 15 في المئة إلى 12 في المئة بسبب التذبذب الحاصل في سعر تداول السهم، ما يعني أن التوقعات التي سمعناها من المفرطين في التفاؤل غير صحيحة، وهو الأمر الذي شددت عليه قبل التداول". وأضاف:"سبب العبث في سعر السهم من خلال الإشاعات عن البيع في السوق السوداء التي غذتها التوقعات غير العقلانية التي تحدثت عن بيع مستثمرين أسهمهم فيها بين 100 ريال و 140 ريالاً للسهم الواحد، إلى توقعات لدى القطاع الواسع من المكتتبين بالبيع بأسعار لا تقل عن هذه الأسعار، متجاهلين طبيعة السوق، وعمليات العرض والطلب، وهذا الأمر أربكهم، ودفع بالسهم إلى حال التذبذب التي رأيناها أثناء التداول"، وأضاف:"إن التخوف الذي حمله نزول السهم إلى 32 ريالاً والتوقعات بانخفاضه لمستويات أدنى في الأيام اللاحقة، سيضران بسعر السهم ويدفعانه نحو الانخفاض". وعن نظرته الخاصة حول السهم قال:"يحمل مستقبلاً مشرقاً في السوق على المستوى البعيد، وهو من الأسهم الاستثمارية الجيدة جدا"، مضيفاً:"إن بيعه قبل أقل من 4 سنوات مقبلة، وهي المدة الكافية لإظهار أرباح الشركة سيكون خسارة في نظري، والربح السريع في مثل هذا السهم لا يحقق أرباحاً كبيرة". إلى ذلك تشير الإحصاءات الصادرة عن هيئة سوق المال أن عدد المكتتبين بلغ 10ملايين مكتتب، الأمر الذي أثار التخوف لدى العاملين في قطاع البنوك، خصوصاً أن عملية البيع ستتم في شكل جماعي عبر أجهزة الصراف الآلي التي أوقفت خلال تداولات سابقة نظام تداول المالي بسبب أوامر البيع التي جاءت في شكل جماعي.