زاد صافي ربح شركة جرير للتسويق عن أعمالها للعام 2009 إلى 374 مليون ريال من 332.8 مليون عام 2008، ارتفاع بنسبة 12.40 في المائة، والذي جاء بفعل زيادة مبيعات الشركة، خاصة الأقسام ذات الهامش الربحي المرتفع على حساب مبيعات أجهزة الحاسب الآلي ذات الهامش الربحي المنخفض ونتيجة لذلك قفز ربح السهم إلى 9.35 ريالات من 8.32 للعام السابق، وبهذا انخفض متوسط مكرر ربح السهم عن عام 2009 دون 15 ضعفا، وتمت زيادة رأس مال الشركة من 300 مليون ريال إلي 400 مليون وذلك بزيادة عدد الأسهم القائمة من 30 مليون سهم إلى 40 مليون، بمنح سهم لكل ثلاثة أسهم يمتلكها المستثمر. أداء متميز لشركة على جميع المستويات، والمأمول أن تتخذ الشركات الأخرى، خاصة الخاسرة منها، جرير للتسويق مثالا لمحاكاة أدائها النموذجي. يسعد أي محلل مالي أن يلقي نظرة فاحصة على قوائم هذه الشركة ليرى النمو والتطور يزحف عاماً بعد عام. فعلى مدار السنوات الخمس الماضية، قمت بتحليل سهم "جرير" ثلاث مرات، كانت كل مرة أفضل من سابقتها، لذلك أصبح للسهم جاذبيته التي رفعت سعره إلى مستويات عالية. وسهم "جرير" واحد من الأسهم التي عاود الارتفاع فوق مستوى سعره بعد انهيار 2006، فقد كان أعلى سعر له قبل الانهيار 135.50 ريالاً، قفز بعد ذلك خلال عام 2008 إلى أكثر من 140 ، وأغلق الأسبوع الماضي على 145.25 ريالاً، نزولا من أعلى سعر له خلال عام، والبالغ 149.25 ريالاً. وتعتبر جرير للتسويق من الشركات الرائدة في مجالات توزيع المستلزمات المدرسية والمكتبية، الكتب، أجهزة الحاسب الآلي ومستلزماته داخل المملكة، إضافة إلى نشاطها الأخير في أسواق دول مجلس التعاون الخليجي. ويدعم قسم التجزئة، نحو 27 معرضا، وأربعة مكاتب لمبيعات المؤسسات، ستة أقسام لمبيعات الجملة، إضافة إلى سبعة مكاتب للبيع المباشر. وبدأ قسما الشركة، التجزئة والجملة، كلا منهما على حدة، وبشكل مستقل حتى تم دمجهما في يناير من العام 2000، ليصبحا شركة مساهمة سعودية مغلقة، وفقا لقرار وزير التجارة رقم 1193 المؤرخ 11/7/1421، ومنذ عام 1980 وحتى تاريخه تمكنت "جرير" من تحقيق نمو قوي وربحية كبيره من عمليات الجملة، والتجزئة. كان من أبرز العناصر الرئيسة التي ساهمت في نمو "جرير": افتتاح المعارض الجديدة؛ تطوير علاماتها التجارية المسجلة "مكتبة جرير"، "روكو" Roco، "رويال فالكون“ Royal falcon؛ النمو العام في سوق منتجات الشركة؛ استقطاب والحفاظ على فريق إداري قوي؛ وكذلك تنفيذ نظام معلومات إدارية MIS حديث باستخدام الحاسب الآلي لتعزيز الكفاءة العملية. وتتمثل أغراض الشركة في تجارة الجملة والتجزئة في الأدوات المكتبية والمدرسية وألعاب الأطفال غير النارية والوسائل التعليمية وأثاث المكاتب والأجهزة والأدوات الهندسية وأجهزة وبرامج الحاسب الآلي إضافة إلى شراء المباني السكنية والتجارية والأراضي لإقامة مبان عليها واستثمارها بالبيع والتأجير لصالح الشركة. واستنادا على اقفال سهم شركة جرير للتسويق الأسبوع المنتهي بتداول يوم الأربعاء؛ 15 ربيع الثاني، الموافق 31 مارس 2010؛ 145.25 ريالاً، بلغت القيمة السوقية للشركة 5.81 مليارات ريال، موزعة على 40 مليون سهم، يبلغ عدد الأسهم الحرة منها نحو 35 مليون سهم. ظل نطاق سعر السهم خلال الأسبوع الماضي بين 144.5 ريالاً و 149.25، في حين تراوح خلال عام بين 121.25 ريالاً و 150.50، ما يعني أن سعر السهم تذبذب خلال عام بنسبة 21.53 في المائة، وهو تذبذب منخفض، ويشير إلى أن سهم "جرير" منخفض المخاطر. من النواحي المالية، أوضاع الشركة النقدية ممتازة، فقد بلغ معدل المطلوبات إلى حقوق المساهمين 72.99 في المائة، ومعدل الخصوم إلى الأصول 42.19 في المائة، وهما مقبولان في ظل معدلات السيولة النقدية الممتازة، فبلغ معدل السيولة النقدية 1.48، والسيولة الجارية 1.78 ، وهما معدلان ممتازان، ما يوحي بأن الشركة محصنة بشكل جيد ضد أي التزامات مالية قد تواجهها، خاصة على المدى القريب. وفي مجال الإدارة والمردود الاستثماري، جميع أرقام الشركة تضعها في مركز الممتاز، فقد حققت الشركة نموا في حقوق المساهمين بنسبة 14.15 في المائة عن العام الماضي و نسبة 10.49 في المائة عن الأعوام الخمسة الماضية، ونمت إيرادات الشركة بنسبة 25.17 في المائة عن السنوات الخمس الماضية، وهي أيضا نسبة ممتازة. وللربحية نصيب جيد ضمن نشاطات الشركة، فبلغ الربح الصافي للعام الماضي 2009 نحو 374 مليون ريال ارتفعا من 333 مليون عام 2008،. من ناحية السعر والقيمة، يبلغ مكرر الربح الحالي 15.53 ضعفا، ومع أنه مكرر مرتفع نسبيا، إلا أن مكرر الربح على النمو البالغ 0.61 ريما يهمش ذلك. المشكلة الوحيدة في سهم جرير قيمته الدفترية البالغة 18 ريالاً، والتي تعني أن مكرر القيمة الدفترية يبلغ ثمانية أضعاف، ما يشير إلى أن سعر السهم عند 145.25 مبالغ فيه وأكبر من قيمة السهم العادلة، خاصة وأن قيمة السهم الجوهرية في المتوسط عند 121 ريالاً، وأما السبب الرئيسي فهو جاذبية السهم الناجمة عن ثقة المستثمرين المتنامية في الشركة. وبعد دمج جميع مؤشرات أداء السهم، ربما يكون هناك ما يبرر سعر سهم "جرير" عند 145 ريالاً بسبب جاذبيته وليس بسبب قيمه الجوهرية أو الدفترية. هذا التحليل لا يعني بأي حال من الأحوال توصية من أي نوع، ويقتصر الهدف الرئيسي منه على وضع الحقائق أمام المستثمر للاستئناس والاسترشاد.