تتجدد سنوياً تأكيدات المسؤولين في وزارة الشؤون الاجتماعية عن وجود عصابات داخل السعودية تساعد على تهريب المتسولين إلى المدن الكبرى، خصوصاً وأن هناك شبكات تعمل على تجنيد فئات معينة من المتسولين من خلال بتر أطرافهم السليمة، بهدف استدرار عاطفة المحسنين، لاسيما وأن هذه الشبكات تعمل على تشويه الأجساد البشرية بطريقة تقشعر لها الأبدان. وصناعة التشويه التي تتفنن في ابتكار عاهات مختلفة، غالبية ضحاياها من الأطفال والنساء، إذ تعمد المنظمات المشبوهة على استغلال حاجة الفقراء للمال، والضغط عليهم من أجل دفعهم للتسول على اعتبار أنها تجارة تدر ربحاً وافراً للطرفين. وتسعى غالبية دول العالم إلى منع التسول ومطاردة المتسولين ومكافحته بشتى الطرق، وقد تفلح في أحيان وتفشل في أخرى، خصوصاً وأن هناك ثمة علاقة بين الجريمة والتسول التي تبدأ طريقها بالانحراف من خلال الممارسات غير المشروعة. وفي هذا الشأن أبرمت السعودية خلال الفترة الماضية اتفاقات مع سفارات خمس دول هي اليمن، وتشاد، ونيجيريا وباكستان، وأفغانستان، للحد من عمليات تسول الأطفال، بعد اكتشاف ارتفاع نسبة المتسولين من هذه الجنسيات في البلاد. وتعود أسباب ظاهرة التسول بشكل أساسي للفقر وقلة الحال، إلا أن نظرة المجتمع للتسول تختلف من بلد لبلد، ومن شخص إلى آخر، إذ يرى البعض أن اعتماد الغالبية على التسول كمهنة يومية تدر دخلاً جيداً سببه تعاطف الناس، مع الاستجداء الكاذب للكثير من المتسولين. وفي الوقت الذي تعلن فيه مكافحة التسول في مدينة جدة"الطوارئ"من خلال التوسع في نشر لجانها وفرقها لمطاردة المتسولين أثناء المواسم الدينية مثل الحج والعمرة وشهر رمضان والأعياد، تبقى المسألة ظاهرة سلبية يصعب القضاء عليها.