ظاهرة التسول أخذت منحى خطيراً جداً ويحتاج إلى معالجة جذرية وعاجلة خاصة أننا مقبلون بمشيئة الله تعالى على شهر فضيل وهو رمضان حيث يكثر التسول بطريقة كبيرة جداً سواء في المساجد أو الشوارع أو بداخل الحارات والملفت للنظر أن جل المتسولين من النساء والأطفال وهناك من النساء من يخدشن حياءهن ويتقنّ النعومة المفرطة في حديثهن حينما يتسولن ولعل ذلك يؤدي إلى عواقب وخيمة لاسيما وأن المتسولات ينصبن جل اهتمامهن في كيفية الحصول على المال أياً كانت الوسيلة وكيفما جاء مصدره لذا نجدهن يتفنن في تعاملاتهن مما يوقع ضحاياهن في مصيدتهن لاسيما وأن النفس أمارة بالسوء وهناك عدة جوانب أخرى بها سلبيات عظيمة تؤدي لعواقب وخيمة. (الندوة) رصدت حال شوارع العاصمة المقدسة ووقفت ببعض منها حيث برز على سطحها المتسولات واللاتي فاقت أعدادهن أضعاف المارة بهن ففي شارع الحج بلغ ببعض المتسولات الدخول عنوة للمحلات التجارية وفي وضح النهار المهم هو جمع أكبر محصلة من المال وفي شارع الشهداء بالزاهر تحديداً بداخل إحدى محطات الوقود حملت متسولة أخرى طفلاً بين يديها وأخذت تواصل مطارداتها للسيارات وفاهها يردد عبارتها التي حفظها عمال محطة الوقود وهي (عاوزة بس قيمة حليب الواد) ومن باب التطفل مكثنا بعض الوقت في مراقبتها مما اتضح لنا بأنها تحصلت على مبالغ مالية ممن استدرت عطفهم لتمكنها من جلب حليب ذلك الطفل بل تتيح لها شراء صيدلية دوائية بكل مستلزماتها وعامليها! حيث غادرنا وهي تواصل ما بدأته وبنفس الطريقة والعبارة. المنطقة المركزية وبالمنطقة المركزية للحرم المكي الشريف أحاط المتسولون من النساء والأطفال الأربع جهات بدءاً من شارع اجياد والغزة وجبل الكعبة وحتى شارع إبراهيم الخليل وجاءت الجنسية النيجيرية والمالية في المرتبة الأولى لكثرة أعدادهم ثم تليها البرماوية والبنجلاديشية واليمنية وجنسيات أخرى كان أبرزها المصرية والهندية وحتى نسلط الضوء أكثر على هذه الظاهرة وحتى نقف على طرق علاجها من جذورها ولتوعية المواطنين حتى لايقعوا في شباك هذه الفئات التي هان لديها كل شيء فلم تعد تفرق أمام جشعها بين الخطأ والصواب حيث كان لنا اللقاء بعدد من المواطنين والمشايخ والمختصين ولم نغفل الجانب الأهم مع بعض المتسولين فكان لنا التالي: حيث تحدث لنا في البداية المواطن بركات بن هليل القرشي قائلاً أولاً نحمد الله على نعمتي الدين والعقل ونسأله سبحانه وتعالى أن يديم علينا أمنه وأمانه وأضاف القرشي إلى أن ظاهرة التسول ليست وليدة الأمس أو اليوم إنما هي منذ قرون مضت وقد جاءت المملكة بجغرافية مهمة لدى هذه الفئة المقززة لكونها حاضنة بيت الله ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم حيث تشهد موسمي الحج والعمرة وهذا ما جعل المتسولين يحرصون على التواجد حيث يحضرون للمملكة على أنهم زائرون وفي الباطن هم شحاذون وإن صح التعبير سالبون لحقوق الآمنين ويؤكد القرشي إلى أن هذه الظاهرة باقية بعد مشيئة الله مالم يقف المواطن ويعاضد الجهات المختصة بعدم الانصياع لمثل هؤلاء من أجل القضاء عليها ويستطرد المواطن سعود عبيد الصاملي إلى أنه ذات يوم وبينما هو خارج من أحد البنوك المصرفية فوجئ بأمرأة بدت له في وضعية سيئة مدعية بأن أشخاصاً كادوا يختطفونها لولا لطف الله واردفت له قائلة بأنهم تمكنوا من سرقة حقيبتها اليدوية وبها نقودها وكافة مستلزماتها الشخصية ورجته إعطاءها مبلغاً من المال حتى تتمكن من إيجاد وسيلة نقل لها إلى منزل ذويها وأيضاً شراء ما تسد به جوعها ويقول الصاملي لم أشعر إلا وأنا اخرج لها مبلغ مائتي ريال وأضعها بيدها وبعد مغادرتي بقليل تذكرت أني تركت بطاقة الصراف بالبنك مما دعاني إلى الرجوع الفوري وعند وصولي وارتجالي من سيارتي فإذا بالمرأة نفسها تقف أمامي وتعيد لي قصتها كما سمعتها أول وهلة وهنا أحسست بأنها متسولة وقد وقعت وكان اللي كان وسألت الله وحده العوض وأن يصلح حال هؤلاء ويهديهم لجادة الصواب والحق فقد انساهم حب المال الحياء فضعف إيمانهم إذ إن الحياء شعبة من الإيمان. خلل المجتمع ويقول المواطن خالد معيض الثقفي الحقيقة أن ظاهرة التسول موجودة وباقية إلى أن يشاء الله وحمل الثقفي ابناء المجتمع تفشي هذه الظاهرة السيئة من خلال تجاوبهم السريع حيث جعلوا من أنفسهم أمام هؤلاء المتسولين مكسباً كبيراً ليبدأوا في سرد قصصهم المبكية والمحزنة تارة أخرى وكل مامن شأنه يدق قلوب المتعاطفين حتى تمطر عليهم جيوبهم بالغنائم وأشار الثقفي إلى الجهود المبذولة التي تبذلها الجهات المختصة إلا أنه ومهما بذل فلن تختفي هذه العادة الذميمة التي شوهت كل صور الإنسانية إلا أن يقف المواطنون أنفسهم بالتضافر مع الجهات المختصة والابلاغ عن كل متسول أياً كان جنسه وعمره وعدم السماح له فهؤلاء المتسولون من جنسيات مختلفة منهم من يعيشون بيننا مخالفين لأنظمة الإقامة والبعض الآخر يتحيزون فرص مجيئهم عبر تأشيرات عمرة أو حج وقد خيل لهم بأن مواطني المملكة كنز لاينضب فتجدهم يتفننون في الإلقاء الكلامي ويظهرون على الناس بعاهات محزنة جاءت من صنع أيديهم وذلك من أجل الحصول على المال حتى وإن استغنى عن اعضائه كلها المهم أن تعود له بالنفع والمال الوفير. برامج تثقيف المواطن بدر نادر المتحمي طالب من الجهات المختصة وذات العلاقة باقامة برامج توعوية للمواطنين من أجل تبيان ما يجهله البعض عن هؤلاء المتسولين والذين ان صح التعبير وصفهم بمصاصي دماء العاطفيين وأضاف المتحمي إلى أن وزارة الشؤون الإسلامية يقع على عاتقها الدور الأكبر من خلال حثها المتواصل لأئمة المساجد وخطبائها بتثقيف أبناء أحيائهم وتوعيتهم حتى لايكونوا مصائد في شباك المتسولين وتذكيرهم أيضاً بأهمية التعاون مع الجهات المختصة للقضاء على شوائب هؤلاء كما طالب المتحمي من المختصين تكثيف جولاتهم وعدم التهاون مع المتسولين آملاً المتحمي من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التواجد لقمع هؤلاء أثناء جولات أفرادها وتسليمهم للجهة المعنية خاصة مما يبدر من النساء ودخولهن للمحلات عنوة وهذا قد يدعو للريبة ويجعل أكثر من علامة استفهام لاسيما وأن هؤلاء المتسولات من جنسيات مختلفة فجميعهن من مخالفات الإقامة أو قادمات للعمرة إلى أرض المملكة بينما العاملون بالمحلات من بني جلدتهم أو من بلدان تجاورهم وهذا يشجع إلى اتيانهم مالا يرضاه الله وليس من أخلاقيات ابناء هذا المجتمع. مآرب أخرى ! كما ولفت المواطن سعيد بن مبروك الدوسري إلى أن الشباب المراهق اصبحوا هدفاً للمتسولات مما يدعو إلى أهمية رفع برامج الوعي لدى الشباب أنفسهم وأولياء أمورهم عبر الجهات ذات العلاقة وإشراك العلماء من المشائخ وخطباء المساجد ومن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقائمين على النشاطات الترفيهية حيث يكون بها نسب الشباب تصاعدياً مما يتيح الفرص للدعاة والمسؤولين في الالتقاء بهم وإلقاء الندوات والمحاضرات الدينية والثقافية. من جانبه أكدت إحدى المتسولات بأنها قدمت للمملكة بتأشيرة عمرة وكان هدفها الأساسي في الحضور هو استدرار عطف المواطنين والمواطنات من أجل الحصول على مبالغ مالية لتحسين وضعها المعيشي ببلدها هذا الاعتراف لم يكن ليأت لولا اننا ابرمنا تعاقداً معها بأن تحظى بمبلغ من المال مقابل الاجابة بمصداقية على تساؤلاتنا دونما الحصول على بياناتها الشخصية وهذا ما شجع متسولة أخرى استدلت علينا من قبل سابقتها حيث جاءت ولسانها يردد إنها صادقة فيما ستقول حيث أشارت أيضاً إلى أن زوجها دفع بها لممارسة التسول من أجل الحصول على المال بعدما فشلت كافة مساعيه خاصة وأنها نوهت إلى أنها وزوجها يعيشان بمكة دونما إقامة نظامية بل بينت أن لها ابنة في عمر الزهور تمارس معها مهنة التسول حيث تبدأ عملها من بعد صلاة العصر إلى ما بعد صلاة الفجر. متابعة مستمرة من جهة أخرى فقد أكد الشيخ أحمد بن قاسم الغامدي مدير عام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكةالمكرمة ل(الندوة) بأن الهيئة تقوم بواجباتها على مدار الساعة وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإنه في حال وصادف أفراد الهيئة ما قد يدعو للريبة من خلال تواجد بعض النساء بداخل أحد المحال خاصة المتسولات فإن أفراد الهيئة لايترددون في مباشرة مهماتهم في حال ثبوت الريبة وسؤال المتسولة وكذا اتخاذ الاجراءات في حال وجد صاحب المحل قد تواطأ في ذلك ثم يتم بعد ذلك رفع كافة الوقوعات عبر القنوات النظامية للشرع أما إذا كان تواجد المتسولة من أجل التسول ولم يكن هناك ما يريب أو طال بقاؤها فإن ذلك من اختصاص جهات معنية تجاه مثل هذه الحالات كإدارة مكافحة التسول. وقفة صارمة وأضاف الشيخ الغامدي إلى أنه يجب على أبناء المجتمع الوقوف وبحزم ضد فئات هذه الظاهرة بعدم الإذعان إليهم والرسول عليه الصلاة والسلام قال (لايزال المرء يسأل حتى يلقى الله وليس في وجهه مزعة لحم) مشيراً فضيلته بأن من يسأل تكسراً فإنما يسأل جمراً وأن المسألة لاتحل إلا لثلاث رجل تحمل حماله، ورجل اصابته فاقة فيشهد له اثنان من العقلاء فيأخذ حتى يقيم حاجته، ورجال اصابته جائحة بمعنى شيء أتى على ماله فأصابه. أما تلك الفئات التي فرضت نفسها بيننا فإنما هي تواصل خداعها على البسطاء من أبناء هذا البلد المعطاء مما ينبغي بل ويجب على أبناء وبنات المجتمع وحتى المقيمين على ثرى هذه البلاد الطاهرة نبذهم وعدم تشجيعهم لذلك. تنسيق مشترك وشدد الناطق الإعلامي بإدارة جوازات منطقة مكةالمكرمة الرائد محمد بن عبدالله الحسين إلى أن الجوازات وبالتنسيق مع مكتب مكافحة التسول تقوم بجولات مكثفة كل حسب اختصاصه حيث يتولى منسوبو مكافحة التسول من يقبض عليهم في التسول بينما يتولى أفراد الجوازات باقي الاجراءات المتبعة حيالهم حسب الاختصاص وأشار الرائد الحسين إلى التنسيق بين كافة القطاعات الحكومية مستمر بغية تضافر جهودها في التصدي لهذه الظاهرة المشينة ومكافحتها منوهاً إلى ضرورة تعاون المواطنين والمقيمين مع الجهات الرسمية وذلك لتقديم البلاغات والمعلومات المتوفرة لديهم كي نوأد هذه الظاهرة المشينة في مهدها لكي نحافظ على حرمة المكان والزمان من تطفلات وتشويهات شرذمة المرتزقة ممن امتهنوا التسول وبات الاستجداء والتكسب بعواطف وكرم أهل البلد الحرام ديدناً لهم.