دنيلسون النصر الحالي ليس البرازيلي العالمي، هكذا جاءت تفاصيل الاطلالة الأولى والمشاركة الاستهلالية لنجم"السامبا"الكبير مع فريقه الجديد النصر السعودي، عبر لقائه امام فريق الطائي في الجولة الخامسة من استحقاق كأس دوري خادم الحرمين الشريفين. وأصيب النقاد والمحللون والرياضيون بمختلف ميولهم بصدمة كبيرة وخيبة أمل عريضة من الأداء الفني غير المقنع الذي قدمه دنيلسون في أول حضور رسمي له مع ناديه في الملاعب السعودية الذي لا يرتقي اطلاقاً إلى مكانة السمعة الدولية والعالمية التي يتمتع بها اللاعب، الذي كان يصنف كأغلى لاعبي العالم قبل سنوات عدة، عندما انتقل إلى الدوري الإسباني وتحديداً إلى نادي ريال بيتس، قبل ان ينتقل إلى فريق بوردو الفرنسي. ورسم دنيلسون بأدائه العادي جداً أكثر من علامة استفهام، وأثار استغراب الجماهير النصراوية التي استقبلته بالآلاف عند حضوره إلى الرياض، ودخوله نادي النصر للمرة الأولى وانتظامه في التدريبات، ولم تيأس هذه الجماهير من فترة اعداد اللاعب الطويلة وغيابه عن لقاءات مهمة امام الاتحاد والأهلي، ووقفت معه بكثافة في التدريبات النصراوية وشجعته بحرارة على أمل ان يكون دنيلسون أوليفيرا وجه السعد على العالمي، وان يعيده مجدداً إلى منصات التتويج عقب غياب طويل قارب العشرة أعوام. في اختيار دنيلسون الأول أمام الطائي، ظهر اللاعب على غير عادته ووضحت الزيادة الكبيرة في وزنه، ما جعله مترهلاً وغير قادر على ممارسة هوياته المحببة في المراوغة وتسحيب لاعبي الفرق المنافسة كما كان يفعل سابقاً مع منتخب البرازيل إذ إنه اشتهر بذلك خلال مسيرته الكروية حتى تمت تسميته بلقب ملك المراوغة في العالم، إذ لم يكن بامكان دنيلسون في لقاء الطائي تجاوز أكثر من مدافع حتى يسقط أرضاً أو يفقد الكرة، ما تسبب في ضياع أكثر من هجمة نصراوية، وكاد يشكل خطراً على الفريق بفعل الكرات المرتدة السريعة التي كان يلجأ اليها لاعبو فريق الطائي طوال مجريات النزال. وحاول دنيلسون جاهداً التغلب على عدم جاهزيته البدنية والفنية بالتحرك في أرجاء الملعب من أجل لفت الأنظار وخطف الاعجاب، إلا انه وقع في فخ الكرات المقطوعة والتمريرات غير المركزة وظهر ذلك تحديداً في الهجمات النصراوية، التي كانت تقطع بسهولة وفي الكرات الثابتة من الأخطاء وركلات الزاوية التي لم يستفد منها الفريق وكانت تصل إلى لاعبي الطائي قبل وصولها إلى لاعبي الفريق النصراوي. ومن النقاط المهمة التي جعلت النصراويين يبدون استياءهم من مستوى دنيلسون إهداره ركلة جزاء في الدقيقة 47 تسبب فيها اللاعب نفسه، ولكنه سددها ضعيفة بطريقة غريبة في احضان حارس الطائي هاني الناهض، ليحرم فريقه من فرصة التقدم في وقت باكر من الشوط الثاني، كما ظهر دنيلسون عصبياً في أكثر من كرة، وكان يطالب الحكم باحتساب الأخطاء في حال سقوطه، سواء كانت صحيحة أم خلافها حتى حصوله على البطاقة الصفراء الأولى له مع الفريق في الشوط الأول عندما تعمد إيذاء لاعب الطائي في سلوك غير رياضي، جعل الحكم ينذره مباشرة ويحذره من تكرار تصرفه حتى لا يضطر إلى طرده من الملعب بالبطاقة الحمراء. عموماً، تجربة دنيلسون الاولى مع النصر كانت عادية وغير مقنعة لكثير من محبي النادي وعشاق الكرة الذواقة، الذين كانوا يمنون النفس بمشاهدة أداء رائع وعطاء فني أكثر امتاعاً مما شاهدوه، خصوصاً ان دنيلسون من فئة ابرز وأميز اللاعبين العالميين.