وصف رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بأنه ذو رؤية مستنيرة ونظرة ثاقبة، يسير وفق خطط مدروسة، يعضده في ذلك ساعده الأمين ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ما يؤكد أن المعنى في طريق الإصلاح والبناء هو حقيقة واقعة. وأشاد المجلس خلال جلسته العادية أمس، بصدور الأمر الملكي المتضمن إصدار نظام هيئة البيعة، إذ وصف بأنه أتى ضمن الخطوات الاستكمالية لمسيرة الإصلاحات، التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز. وقال رئيس مجلس الشورى في افتتاحية جلسة أمس إن"المجلس يهنئ القيادة والشعب بصدور الأمر الملكي الكريم المتضمن إصدار نظام هيئة البيعة، ليأتي ضمن الخطوات الاستكمالية لمسيرة الإصلاحات التي يقودها الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، تعزيزاً للاستقرار السياسي وضماناً للوحدة الوطنية، ودفعاً لعجلة التنمية الشاملة". وأضاف أن"نظام هيئة البيعة يأتي ضمن سلسلة الإصلاح والتحديث والعمل السياسي المنظم في المملكة لدولة تنطلق من شرع الله ونهج الكتاب والسنة، والإفادة من النظم المعاصرة، لا سيما في الشأن السياسي والشأن الدستوري". ولفت ابن حميد إلى أن صدور هذا النظام الجديد يعد ترسيخاً لحرص قادة هذه البلاد على الاستقرار وتثبيت أسس المسيرة الوطنية نحو مستقبل زاهر يحقق طموحات المواطن ويحفظ للدولة القوة وللشعب العزة والاطمئنان، كما يحفظ للمملكة مكانتها بين دول العالم ويكفل تقدمها وازدهارها. وأشار إلى أن هذا النظام يمثل نقلة مهمة في تنظيم الحكم وفق ثوابت الدولة وقواعد التحديث، ويعد إكمالاً لحلقة دستورية مهمة وأساسية في بناء الحكم ونظامه واستقراره، كما يُعد صورة من صور المشاركة فيه. وأوضح أنه يُعد تطويراً وتفسيراً لنظام الحكم وفق البواعث والمتطلبات والمستجدات بما يزيد مؤسسة الحكم في البلاد رسوخاً وقوة وحيوية، فهو تجسيد عصري لأسلوب البيعة الإسلامية المتجذرة منذ عهد الخلافة الراشدة. ولفت ابن حميد إلى أن هذا النظام جاء ليؤكد على التزام الهيئة بكتاب الله تعالى, وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, والمحافظة على كيان الدولة, وعلى وحدة الأسرة المالكة وعدم تفرقها, وعلى الوحدة الوطنية ومصالح الشعب. وأضاف أن نظام هيئة البيعة أتى ليكمل عقد منظومة النظام الأساسي للحكم، ونظام مجلس الشورى، ونظام المناطق ونظام مجلس الوزراء, ليكون لبنة جديدة في صرح البناء الكبير الذي يواصل خادم الحرمين الشريفين بناءه وفق أسس الشريعة الإسلامية الغراء، مواصلاً ما بدأه الملك المؤسس الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل فيصل آل سعود وأبناؤه الملوك من بعده - رحمهم الله. وأوضح أن مجلس الشورى بهذه المناسبة، ينوه بالتقليد الثابت الراسخ في سلاسة انتقال الحكم في المملكة، الذي هو محل الإعجاب والتقدير لكل مراقب ومتابع، فالمملكة بكل تاريخها الحديث لم تشهد تعقيدات وخلافات في انتقال الحكم، لأن الأمور كانت تحسم بشكل تلقائي وفقاً لقواعد وتقاليد وآليات وضعها المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله -، مع احترام عظيم بين أفراد الأسرة المالكة قل نظيره في الأسر الحاكمة. وأضاف أن التاريخ المبهج المشرف في سلاسة انتقال السلطة، لم يمنع من إحداث تطوير في مسألة انتقال الحكم، تماشياً مع منهج التحديث ومتطلبات التجديد، وذلك تحديث مهم يستهدف ديمومة الانتقال السلس والحفاظ على كيان الأسرة المالكة والوطن، كما يشير إصدار هذا النظام إلى ما تتمتع به القيادة من شفافية في التعاطي مع مواضيع قد تبدو ذات حساسية. إلى ذلك، أوضح الأمين العام للمجلس الدكتور صالح بن عبدالله المالك عقب ختام أعمال الجلسة، أن أعضاء المجلس تفاعلوا مع بيان المجلس، إذ أشاد الجميع بإصدار نظام هيئة البيعة, وقدموا خالص شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين، وولي العهد لحرصهما على إكمال مسيرة الإصلاح، التي تأتي تعزيزاً للاستقرار السياسي، وضماناً للوحدة الوطنية, ودفعاً لعجلة التنمية الشاملة.