شكا مواطنون ومقيمون من سوء التنظيم وعدم الالتزام والحافلات المستهلكة والمخالفة لدى بعض مكاتب العمرة والحج في المنطقة الشرقية، مستغلين روحانية العشر الأواخر من رمضان، ورغبة المعتمرين وشوقهم لأداء العمرة فيها، وسرعة العودة إلى الشرقية لقضاء العيد بين الأهل والأصدقاء، من أجل جني أرباح طائلة منهم، في مقابل خدمات وصفها بعضهم ب"الوهمية". ووسم أحد المعتمرين بعض الحملات ب"الكذب والخداع"، وبخاصة في ما يتعلق بالحافلات التي ينتقل فيها المعتمرون من الشرقية إلى مكةالمكرمة أو من ناحية الفنادق وقربها أو بعدها من الحرم الشريف أو الخدمات التي تقدمها الحملة لهم. ورصدت"الحياة"مخالفات وقع فيها أحد مكاتب العمرة في الدمام، بداية من موعد رحلته، التي كانت لمدة ثلاثة أيام وفق برنامجه، وتبدأ عصر الأحد الماضي، على أن تكون العودة صباح الأربعاء الماضي، إلا أن الحافلة التابعة له تحركت من أمام المكتب الكائن في أحد أحياء الدمام متأخرة ساعتين، لتصل مكةالمكرمة بعد رحلة استغرقت نحو 20 ساعة، بتأخير بلغ نحو خمس ساعات تقريباً، بسبب تعطل"هيدروليك الجير"الخاص بالحافلة في طريق الذهاب بعدما تخطوا مدينة الرياض. وتمثلت بداية مخالفات المكتب في تحديده موعد الانطلاق من الدمام في الساعة 3.30 عصراً، إلا أن الحافلة انطلقت في الساعة الخامسة بتأخير نحو ساعة ونصف الساعة، ليقوم السائق بمخالفة أخرى تمثلت في عدم الاتجاه من الدمام إلى الرياض مباشرة"خوفاً من نقطة التفتيش في أول الطريق، أو لعدم التصريح له بالسفر لمكةالمكرمة لعدم صلاحية الحافلة، أو للهروب من شيء مخالف لقواعد المرور"، بحسب تخمينات معتمرين. وقام السائق بالاتجاه لطريق الدمام ? بقيق، ومن ثم الاتجاه إلى الرياض،"ما ساهم في زيادة المسافة المقطوعة، وإجهادنا في السفر، وفينا من يعاني أمراضاً مزمنة أو كبر السن"، بحسب أحد المعتمرين. ولم تقف فصول المخالفات عند ذلك الحد، بل قام السائق بالوقوف كثيراً في الاستراحات على غير رغبة غالبية الركاب، مرة لصلاة المغرب والإفطار، وثالثة للعشاء وأخرى للسحور، ثم تالية لصلاة الفجر، والغريب أن زمن كل استراحة تجاوز الساعة في بعد الأحيان، وكأنه"على اتفاق مع أصحاب بعض الاستراحات على ذلك"، وما لفت إليه معتمر"أنه في كل استراحة يقوم بتعبئة الحافلة بالوقود، بعد صعود الركاب، كأنه يتعمد إضاعة المزيد من الوقت". واعتقد معتمرون أن وصولهم إلى مكةالمكرمة سينهي فصول عذاب رحلة السفر الشاقة"لنفاجأ بموظف الاستقبال في الفندق المتفق عليه يخبرنا بعدم وجود حجز لنا، ما اضطرنا للاتصال بمشرف الحملة، الذي نزل في فندق آخر مع ركاب آخرين، من أجل حل تلك المشكلة وتوفير السكن المتفق عليه، حتى نستريح من عناء السفر، ومن ثم نذهب لقضاء العمرة"، الأمر الذي استلزم معاناة أخرى لحين قدوم المشرف وإزالة مشكلة تسكينهم. واستمر مسلسل معاناة المعتمرين مع ذلك المكتب ليكتمل فصوله في رحلة العودة، عند الاتصال بالمسؤولين عن الحملة في مكةالمكرمة، الذين يتخذون من أحد الفنادق مقراً لهم، ليتم إبلاغ المعتمرين بثلاثة مواعيد مختلفة للعودة وتحرك الحافلة من مكةالمكرمة في اتجاه الشرقية"12.30"، و"الواحدة ظهراً"، والثانية ظهراً"، وتمثلت المفاجأة بتحرك الحافلة في الرابعة عصراً بعد وصولها أمام الفندق في الواحدة والنصف ظهراً، ليتم تسجيل تضارب آخر في المواعيد وعدم الالتزام بها. ويرجع سبب التأخير في تحرك الحافلة لقيام مسؤول المكتب في مكة بتحميل الحافلة بعبوات من ماء زمزم ليقوم المكتب ببيعها في الدمام وجني أرباح أخرى، ما أثار حفيظة سائق الحافلة الجديدة، نظراً للكمية الكبيرة للعبوات، وخطورة ذلك على الركاب والحافلة، إلا أن الخلاف بين السائق ومسؤول المكتب لم يسفر عن شيء سوى تأخير الركاب. وأشار سعد إبراهيم إلى أنه سافر مع مكتب آخر في الدمام"وضلّ سائق الحافلة الطريق، وعشنا ساعات من الخوف، إضافة إلى التأخير والتعب والمعاناة"، ووصف المكتب ب"سوء التنظيم، لاعتماده على سائقين جدد وحافلات مستهلكة".