يعيش السعوديون خلال هذه الأيام حالة استنفار لجمع مستلزمات العيد، وبلا شك للخياطين وأصحاب الكماليات سواء للرجال أو النساء، نصيب الأسد من موازنة الأسرة، فلا يمكن أن"يحل العيد بلا ثوب جديد". فكل الأسواق تشهد ازدحاماً غير عادي سينتهي مع حلول عيد الفطر السعيد. وحار شبان الرياض خلال هذه الأيام إلى فريقين، الأول يتجه إلى العقال والشماغ والثوب والقلم والكبك، تمهيداً لقضاء إجازة العيد بين الأهل الأقارب داخل المدينة. ويتجه الفريق الثاني إلى الجينز و"التي شيرت"و"الكاب"و"الكوتش"، لاعتزامه قضاء إجازة العيد خارج البلاد. أما من كان حظهم أن يداوموا في العيد، فإنهم يقفون على الحياد غير مضطرين إلى الانضمام إلى أي من الفريقين، ومن ثم لا يشترون ملابس جديدة، سواء كانت رسمية أو إفرنجية. وهناك من يجمع بين الأمرين، ومنهم إبراهيم الربيق 32 عاماً الذي قرر اقتناء الجينز والثوب معاً، ويقول إبراهيم:"من عادات العائلة الاجتماع في أول أيام عيد الفطر، وهذا يقيدني بلبس الثوب والشماغ". ويضيف أنه في ثاني أيام العيد يلبس"الجينز"و"التي شيرت"ويسافر خارج السعودية. وعلى النقيض يقول سامي السامي:"لن أدخل أي محل مستلزمات رجالية للثياب أو الشمغ بتاتاً هذه السنة"، مشيراً إلى تركيزه على محال البدل والقمصان والبناطيل، لنيته قضاء العيد خارج السعودية. أما بدر العبلان الذي يستعد لقضاء إجازة العيد بين الأهل والأقارب فيقول:"تسوقي للعيد لن يخرج عن الزي الرسمي للمواطن السعودي". ومن جانبه، يرى أبو سلطان، صاحب محل للخياطة الرجالية أن أكثر الذين يفصِّلون الثياب يكونون مرتبطين بمناسبات عائلية". ويقول سمير محمد، وهو بائع في أحد محال البدلات الرجالية:"نوعية الملابس المقتناة تبين الدولة التي سيقضي فيها الشخص إجازته". ويضيف:"يستحيل أن يدخل المحل شخص سيقضي إجازة العيد داخل المدينة". وفيما يتعلق بالسيدات، تتباين الأذواق عند شراء مستلزمات العيد، فمنهن من تميل إلى شراء كل ما هو بسيط ذو ألوان هادئة، ومنهن من تتعمد شراء كل ما هو غال ويحمل اسم ماركة معروفة، لتتباهى به أمام معارفها، حتى ولو كان لا يناسبها. تقول أم خالد 40عاماً إنها فوجئت بارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه عندما توجهت مع بناتها الست إلى السوق لشراء ملابس العيد لهن، علماً أن أعمارهن تتراوح بين 12 و16 عاماً. وتضيف:"شعرت بالعجز، فراتب زوجي لا يتجاوز ثلاثة آلاف ريال، ما اضطرني إلى اللجوء إلى المحال المخفضة". ومن جانبها، تلقي معلمة المرحلة الثانوية هدى محمد 33 عاماً باللوم على التجار الذين لا يراعون حالات أصحاب الدخل المحدود، ويتلاعبون بالأسعار، على حد قولها. وتضيف:"أسعار الملابس والأحذية تتضاعف قبل العيد ببضعة أيام، ثم تهبط إلى النصف بعد العيد، ما يؤكد استغلال بعض التجار لهذه الفترة، لإدراكهم أن الكثير من الناس مضطرون لشراء الجديد من أجل العيد". وتؤكد طالبة المرحلة الثانوية نهى السلوم 17عاماً أنها تحاول قدر الإمكان شراء قطعة واحدة أو قطعتين تتميزان بالجودة وان ارتفعت أسعارهما، فضلاً عن شراء ملابس رديئة". ويقول صاحب محال ملابس نسائية عبدالرحمن البقمي:"من الطبيعي أن ترتفع أسعار الملبوسات في المواسم والمناسبات، لزيادة الطلب عليها". ويضيف:"من حق التاجر أن يسعى إلى الربح في هذه الفترة، لأن السوق سرعان ما ستعود إلى الركود". ويقول بائع في محل أحذية:"من ترغب في شراء كل ما رخص ثمنه، ما عليها إلا قصد المحال ذات الأسعار المخفضة، ومن تميل إلى شراء الجيد والمبتكر، ليس عليها سوى الذهاب إلى المحال التي تتخصص في بيع الماركات العالمية ذات الجودة المضمونة، وبذلك لا يكون هناك ظلم لا على البائع ولا المشتري".