زاد إقبال الناس على سنة الاعتكاف هذه الأعوام عن الأعوام السابقة بشكل ملاحظ في الجوامع، إذ تجد العشرات معتكفين بداية من العشر الأواخر في شهر رمضان، متأسين بالسنة النبوية المطهرة. يقول منصور المهيني أحد المعتكفين في مساجد الرياض: الحمد لله الذي يسر لنا في هذه البلاد المباركة الآمنة سنة الاعتكاف، التي حرم منها دولاً كثيرة، والملاحظ في هذا العام أن إقبال الناس على سنة الاعتكاف جاء موازيا ً لإقبال الشباب على صلاة التراويح، إذ كان أكثر المعتكفين في السابق هم من كبار السن، أما الآن فتجد الشباب موجودين بكثافة. وعن برنامج الاعتكاف قال:"البرنامج لا يخصني شخصياً، ولكن بشكل عام قراءة القرآن الكريم تأخذ معظم الوقت والتنفل بالصلوات وقراءة الأذكار، وبالنسبة لتوقيت الاعتكاف قال:"الاعتكاف عادة في العشر الأواخر تأسياً بالرسول الكريم، ولكن هناك قلة تعتكف من بداية الشهر الكريم". من جهة أخرى يقول خالد الخالد:"للأسف الاعتكاف تحول من اعتكاف تقشف وزهد إلى اعتكاف بذخ و"دلع"، وهذا لا يعني أن نواصل صوم الليل بالنهار ولكن التعقل والوسطية في المأكل والمشرب. ويرى الخالد أن وجود غرف في بعض المساجد لا يمنع، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يضع خباء لنفسه والغرف مشابهة للخباء مع تغير الطريقة فقط. ويقول عبدالله عبدالرحمن:"بدأ يتطور الإقبال على الاعتكاف الآن أكثر من السابق، وخصوصاً بعد قيام المساجد التي بنيت حديثاً ببناء غرف للمعتكفين"، وعن عدد المعتكفين يقول:"الآن وصل عددهم إلى 80 معتكفاً موزعين على 7 غرف كبيرة في المسجد". وعن البرنامج يقول أبوحمود:"نقتدي بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، ننام النهار ونقضي الليل في التعبد". ويضيف:"تأمين الغذاء للمعتكفين يكون عن طريق الوقف حيث نكون، والعام الماضي في أحد المساجد لم نستطع البقاء أكثر من ثلاثة أيام، إذ لم يصلنا الأكل إلا قليلاً ما دفعنا إلى العودة للمنزل". ويثمن المعتكفون خطوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتقديم الإجازات ليتفرغ الناس للعبادة، إذ كنا متخوفين من كيفية قضاء الاعتكاف، وهذا ليس بمستبعد على خادم الإسلام والمسلمين. من جهته يذكر إمام مسجد الشيخ صالح الصانع في حي السويدي الشيخ بدر الفلاج ان الإقبال يتزايد متى وجد المسجد المهيأ، وهم من سن ال 18 إلى 40 سنة تقريباً، وأضاف:"نحن في الجامع نؤمن السحور والفطور ووجبة ثالثة بين التراويح والقيام"، وعن البوفيهات المفتوحة التي تعمل في بعض المساجد قال:"إن السنة في تقليل الأكل للمعتكف". وعن المشكلات التي تواجههم قال: عدم وجود مكان، والمشكلة الثانية هي كثرة اللعب والحديث والمزاح من الصغار.