في الوقت الذي تعمل فيه اللجان التنفيذية لأعمال الحج سنوياً على تنفيذ مشاريع تطويرية في مشعر عرفات، يبقى التحدي مستمراً أمام هذه اللجان للحد من الأخطاء التطبيقية لهذه المشاريع، خصوصاً في ما يتعلق بحركة الحجاج وانسيابية النقل ومرافق الخدمات في المشعر. ويشهد مشعر عرفات خلال الفترة المقبلة تنفيذ مشاريع كبرى لتطويرها بكلفة تتجاوز ال 400 مليون ريال، وذلك لإعادة تخطيطها والمتمثل في وضع مداخل ومخارج محددة للمشروع، إضافة إلى مواقع مرافق الخدمات مثل المراكز الصحية والمستشفيات ونقاط بيع المواد الغذائية وفق تصاميم معينة تراعي انسيابية حركة الحجاج ونقاط وجودهم بكثافة. ولا تزال الجهات المسؤولة عن تطوير المشاعر المقدسة تجتهد في تأمين إنسيابية حركة النقل بشكل أفضل عن العام الماضي، في ظل تداخل الحجاج مع سيارات النقل، الأمر الذي يؤدي إلى إرباك مروري، إضافة إلى إعادة تصميم بعض القطاعات ومداخل ومخارج عرفات والتوسع في إنشاء ممرات المشاة وزيادة الطاقة الاستيعابية للطرق الرئيسة. وشهد مشعر عرفات أمس تجربة بخاخات المياه العلوية بنجاح، إضافة إلى اتخاذ الأقسام الرسمية مواقعها مثل مراكز الدفاع المدني والمراكز الصحية والتأكد من جاهزيتها، فضلاً عن مراجعة صيانة الخدمات مثل دورات المياه والإنارة وفتح طرق جديدة للوصول إلى مسجد نمرة. وعزت دراسة تحليلية حديثة لمعهد أبحاث الحج في مكةالمكرمة أسباب الزحام في عرفات إلى صعود الحجاج من منى إلى عرفات في وقت واحد بعد الشروق، مع حرص العديد من هؤلاء الحجاج على صلاتي الظهر والعصر في مسجد نمرة بعد الزوال، وكثرة تنقلاتهم وحركتهم العشوائية، إضافة إلى زيارة جبل الرحمة وتكدسهم بأعداد كبيرة على حدود المشعر انتظاراً للنفرة. وبحسب الدراسة، فإن عدم خضوع مشعر عرفات لمخطط عمراني شامل يراعى فيه متطلبات الاستعمال والظروف البيئية وضعف الطاقة الاستيعابية للطرق وممرات المشاة وضعف التنظيم والخطط المرورية من شأنه التأثير على حركة الحجاج بشكل عام. وشددت الدراسة في الوقت نفسه، على ضرورة تغطية المشعر باللوحات الإرشادية ومنع المباسط العشوائية والتسول والافتراش واستخدام الناقلات الكبيرة، من أجل تقليل عدد المركبات على الطرق. واعتبرت الدراسة أن من مسببات الزحام السنوي لعرفات عدم توافر المواقف الكافية للسيارات، الأمر الذي يستدعي معالجتها وزيادة عددها وتوسعة الجسور الممتدة على طول وادي عرفة لتلافي تكدس السيارات وقت الصعود والنفرة.