تكثر أسماء هذا اليوم العظيم، فهو يوم العاشر من ذي الحجة، وهو يوم العيد ويوم النحر ويوم الحج الأكبر؛ نظراً لكثرة أعمال الحج فيه، حيث ينطلق الحاج إلى منى في اليوم العاشر من ذي الحجة قادماً من مزدلفة ليرمي جمرات العقبة، ثم يشرع في ذبح الهدي، كما فعل صلى الله عليه وسلم، ثم يحلق أو يقصر، ثم يطوف طواف الإفاضة، ويسعى سعي الحج، فتكون منى استقبلت وفود الحجيج بفرحتين وهما وصولهم إلى مشعر منى بعد وقوفهم على صعيد عرفات والنفرة لمزدلفة، وفرحة حلول عيد الأضحى المبارك وسط أجواء روحانية مشبعة بالإيمان والخشوع والراحة. فيما قامت هيئة تطوير منطقة مكةالمكرمة بالتنسيق والتعاون مع الأمن العام، ضمن خطتها بتطوير وتحسين منطقة الجمرات في مشعر منى؛ وذلك لتلافي التزاحم والتكدس والحوادث؛ ولزيادة الطاقة الاستيعابية لرمي الجمرات وتحسين الانسيابية من خلال تفتيت الكتل البشرية وتوزيعها على ستة مستويات، وعدة مداخل ومخارج وباتجاهات متعددة، في حين تم تجديد الحواجز المحيطة بشواخص الجمرات بمادة مصنوعة من مادة (بي في سي) المقاومة للحريق، بمساحة إجمالية 3700م2، وتم تبطين المادة باسفنج مضغوط سماكة 10سم؛ لحماية الحجاج من الضغط في المنطقة الملاصقة لحوض الجمار الخرساني عند رمي الجمرات في ساعات الذروة والزحام الشديد. وبيّن المهندس جلال كعكي، المتحدث الرسمي لهيئة التطوير في منطقة مكةالمكرمة، أنه تم تخصيص مستويات الجمرات الحديثة؛ ليخدم كل مستوى مجموعة معينة من الحجاج؛ بناء على الطرق القادمين منها؛ بهدف انسيابية الحركة داخل المنشأة وتسهيل الرمي على ضيوف الرحمن؛ ليؤدوا الشعيرة براحة، مؤكدا على تزويد كل مستويات «الرجم» بالتكييف؛ لتخفيف درجة الحرارة وتلطيف الجو، وكذلك بمشارب المياه المبردة على منحدرات الصعود والنزول، وتم إضافة لوحات إرشادية توجه الحجاج خلال سيرهم داخل منشأة الجمرات، حيث إنها تعد واحدة من المشاريع التي اسهمت في تخفيف الأعباء على الحجاج خلال جميع أيام الرمي وأصبح كل حاج باستطاعته أداء شعيرته بكل يسر وسهولة، مشددا على التعاون التام والمتكامل مع الأمن العام؛ لتسهيل حركة ضيوف الرحمن بالمشاعر المقدسة.