يعد المدرب التونسي أحمد العجلاني من أهم المدربين في الملاعب السعودية، بل وأشهرهم، وذلك لتنقله في العمل بين الأندية، فمن العروبة الى القادسية الى الطائي ومن ثم الهلال والآن الحزم، ويسجل نجاحات لافتة مع الفرق الصغيرة ولكن مع الكبيرة تتبدل الحال، الكثير والكثير كشفه العجلاني من خلال لقائه مع"الحياة"في هذا الحوار الموسع، فإلى التفاصيل: نجحت مع الفرق الصغيرة وفشلت مع الفرق الكبيرة كالهلال، ولم نسمع عن عروض أخرى من فرق كبيرة تطلب التعاقد مع العجلاني... ما السبب؟ - فشلت في تجربة واحدة مع فريق واحد دربته وهو في أزمة، وأنا لم آت في بداية الموسم بل في نهايته، وكان يمر في فترة حساسة وخطرة، ولا تستطيع أن تطلق علي لقب فاشل إلا عندما أتحصل على فرصة واثنتين وثلاث مع فرق كبيرة، وإذا لم أنجح معها وقتها يكون هذا فشلاً، ودائماً تجد كل مدرب لديه محطات نجاح وفشل في سجله التدريبي. لماذا فشلت مع الهلال؟ - قلت إنني اتيت في فترة سيئة بالنسبة إلى الهلال، وكانت مرحلة حساسة وحاسمة نهاية الموسم، وكان الوقت ضيقاً ولم أستطع التحكم لا في اللاعبين الأجانب ولا حتى اللاعبين السعوديين، وكانت الهلال يمر في فترة انتقالية، والجميع شاهد أن الهلال بعدها تدارك الموقف وتوفق، ولكن الأهم أني استفدت من غلطتي في اختيار التوقيت، ونادي الهلال من الأندية الكبيرة التي ينجح معها أي مدرب، خصوصاً حين يأتي في بداية الموسم ويكون قادراً على تحضير الفريق من البداية. لماذا رفضت تدريب النصر في وقت سابق؟ - انا لم ارفض تدريب النصر، ولكن إدارة الطائي هي التي رفضت تدريبي للنصر، لأن الطائي لم يضمن في تلك المرحلة البقاء، وأنا شرف لي تدريب كل الأندية سواء النصر أو الاتحاد أو الشباب أو الأهلي، ولكن الأكيد أني لن أقبل بأن أدرب أي ناد كبير وسط الموسم. هل أنت مقتنع بقيادة فريق الحزم مسبقاً، أم أن المادة أغرتك، لا سيما أنك كنت في فريق القادسية الذي لا تنقصه لا الإدارة ولا الشهرة ولا الإعلام؟ - تعرفت على خالد البلطان عندما كنت مدرباً في الطائي، وكان طلب مني تدريب الحزم موسماً في الأولى وموسماً في الممتاز، وأنا رفضت فكرة تدريب الحزم في الدرجة الأولى لأني قررت عدم التدريب في الدرجة الأولى مرة أخرى،وبعدما صعد الفريق للمتاز اتصل بي وطلب مني تدريب الفريق، ولم أجد الحماسة الكافية من إدارة القادسية لتجديد عقدي، صحيح أنهم عرضوا علي التجديد، ولكنه لم يكن بالجدية المطلوبة، وكان البلطان أقرب وأكثر إقناعاً لي، ولم يتفاوض معي بل قال تعال ولن نختلف على أي شيء مطلقاً، وهذه الكلمة في حد ذاتها تقدير لي ولتاريخي التدريبي من شخصية مرموقة. لماذا لا ينافس الحزم على المربع في ظل الإمكانات المتاحة؟ - أي عاقل لا يمكن أن يرشح الحزم للمربع هذا الموسم، ومع احترامي لنادي الحزم فهو لا يملك تاريخاً في كرة القدم، ولا يملك تجربة كبيرة في الدوري الممتاز، إذاً، لا يمكن في أول موسم له أن ينافس على المربع، خصوصاً أن غالبية لاعبيه هذا الموسم هم من خارج النادي، أي جدد، فالمنافسة على دخول المربع شيء غير معقول، ولو نافس الحزم على المربع فسيكون استثنائياً وخارجاً عن المألوف، والشيء الطبيعي والمعقول هو أن تحاول ضمان البقاء بكل راحة، وإذا استطعنا تحقيق أحد مراكز الوسط هذا الموسم، فسيحاول الفريق في الموسم المقبل، بعد تدعيمه بلاعبين، المنافسة على المربع، فلا يمكن إعادة تجربة القادسية، فالقادسية شيء والحزم شيء، القادسية بدأ معه العجلاني من الدرجة الأولى، ولاعبو القادسية تأقلموا مع طريقتي وخططي، وهذا مالا ينطبق على فريق الحزم. استطعت إحداث نقلة نوعية كبيرة على أداء فريق الحزم، واستطعت فرض اسم الحزم بطريقتك الخاصة... كيف تحقق ذلك؟ - اول شيء، لا يمكن للمدرب وحده عمل هذه النقلة، فأنا أعمل وفق منظومة متكاملة، وعلى رأسها يقف أبو الوليد بمساندته الكبيرة لنا، وهناك الإدارة واللاعبون، فكانت هناك تضحيات كبيرة من الجميع، أضف إلى ذلك التحضير المعنوي، وإن كانت أفضل النتائج تحققت خارج ملعبنا،فمعنى هذا أننا كنا خارج ملعبنا أفضل لأنه لا توجد علينا ضغوطات جماهيرية، والنتائج المخيبة للآمال تحققت على ملعب نادي الحزم، وهنا نضع علامة استفهام كبيرة، فهناك بعض العتب على بعض جماهير الحزم، وهذا لا يعني قلة حب لناديهم، لكنهم لم يتعودوا على أجواء الممتاز، فتعاملهم مع اللاعبين ومعنا كجهاز فني لا يزال سلبياً، وهم يضعون ضغوطات تحد من إمكانات اللاعبين في ملعبهم. إجابتك تقودني لسؤال عن رأيك في ثقافة المشجع الحزماوي؟ - عقلية بعض الجماهير الحزماوية لا يعجبها العجب ولا حتى الصوم في رجب، فهم يريدون الفوز على كل الأندية الأخرى، بغض النظر عن تاريخها الكروي، بل يبحثون عن الانتصار في كل المباريات وبأي طريقة، وحين هزمنا من الهلال في أول مباراة على ملعبنا كانت الجماهير غاضبة وتشجب وتستنكر هذه الهزيمة، فهذه ليست عقلية رياضية، ولو كنت ستفوز على ميدانك على كل الفرق مهما كان حجم المنافس، فهذه ليست رياضة، وأنا لست بقادر على قيادة فريق يفوز دائماً، فالرياضة فيها فوز وخسارة وتعادل، وهناك اجتهاد وتوفيق، انت تجتهد والفريق الآخر يجتهد ويبقى التوفيق بيد الله. من خلال حديثي مع أحد المسؤولين في إدارة الحزم، ذكر لي أن الفريق الذي يدربه العجلاني لا يحتاج لمدير للفريق،لأن العجلاني باستطاعته القيام بالدورين في آن واحد، إلى أي حد تعتبر هذه المقولة صحيحة؟ - أنا لا أنتقص من دور إداريي الفريق زهير الروضان وسليمان الدهامي، اللذين يبذلان قصارى جهدهما، ولكني أساعدهما وأعمل على تقريب وجهات النظر بين اللاعبين والإدارة، فاللاعب يريد الكثير والإدارة تريد إعطاء القليل، وأنا أجعل الأمور وسطاً فأنقص من حق الإدراة وأعطي اللاعب، فأنا دوري إراحة اللاعبين نفسياً ليعطوا ما لديهم داخل الملعب، فهم كأبنائي. عدم ثبات العجلاني على تشكيلة حتى الآن، واستعانته بلاعبين وافق على تنسيقهم في البداية أمثال مسفر البيشي وسامي الجوير، ما دورك في إبعاد وعودة مسفر والجوير؟ - أولاً: من يقول إني وافقت على تنسيق سامي الجوير ومسفر البيشي فهذا الكلام عار من الصحة، فمسفر كان غير موجود من بداية التحضيرات، ولما عاد كان احتياطياً وأعطيته فرصة واستغلها الاستغلال الأمثل فأصبح أساسياً، وسامي الجوير في بداية التحضيرات كان يلعب مع الفريق الأولمبي، ولما انتهت مباريات الفريق الأولمبي انضم للفريق الأول، فجميع من رفضتهم لم يعاودوا التدريبات معي، أما بالنسبة إلى عدم الثبات على تشكيلة واحدة، فيرجع لحدوث الكثير من الإصابات للاعبين بداية الموسم، ولاستعانتنا بلاعبين محليين وأجانب جدد. تطلق بعض الجماهير على فريق الحزم فريق الشوط الواحد، ودائماً ما يتقدم الفريق في الشوط الأول ويخسر أو يتعادل في الشوط الثاني؟ ولماذا لم يحقق الفريق أي فوز على ملعبه حتى الآن؟ - هذه حدثت في بداية الموسم، وكان السبب الرئيسي نقص الخبرة لدى بعض اللاعبين، فكنا تقدمنا على الهلال وخسرنا لأنها كانت المباراة الثانية لنا، وبعدها تقدمنا على القادسية والاتفاق وتعادلنا معهما لنقص الخبرة ورهبة البداية، وهذا ما تجاوزناه في ما بعد، ولا ادل على ذلك من تقدمنا في المباراة الأخيرة امام القادسية خارج ملعبنا، واستطعنا المحافظة على النتيجة حتى النهاية. أمام الفرق الكبيرة تعمد إلى إغلاق المناطق الخلفية واللعب على الهجمات المرتدة، ونجحت في بعض المباريات مثل الشباب والهلال، وعند مقابلتك للفرق الضعيفة تعمد إلى فتح اللعب والاعتماد على مهاجمين، وبالتالي تخسر مثلما حدث أمام الاتفاق، أليس هناك حل وسط؟ - هناك حل وسط، ونحن نلعب على حسب امكانات الفريق المقابل، ونعمد للعب بطريقة متوازنة بعد أن جمعنا نقاطاً لا بأس بها، ومباراة الاتفاق استثنائية وليست مقياساً، لأن ما حدث فيها لم يكن منتظراً على الإطلاق. نادي الحزم يحتل مركزاً جيداً في الدوري الممتاز ولا يحظى بمتابعة إعلامية وشرفية وجماهيرية، ما السبب في رأيك الشخصي؟ - هناك حزماويون يحبون الحزم ولكنهم سلبيون حتى الآن، وهذه نقطة ضعف في الحزم، من الواجب أن نتداركها، فمن يحبون الحزم لا تحسهم وغير ظاهرين على الساحة الحزماوية، فيفرح في داخله من دون إبداء ذلك للاعبين وداخل محيط النادي، على عكس المنتقدين لمجرد الانتقاد فتجد صوتهم عالياً، لأنهم لا يثقون بقدرتهم على إيصال ما لديهم إلا عندما يكون صوتهم مرتفعاً، فعلى جماهير الحزم أن تكون مؤثرة ومساندة، ويجب تكون أكثر إيجابية، ونحن ننتظرهم وبحاجة إليهم. تتهم بأنك تعمل للحاضر فقط ولا تعير مستقبل الفريق اهتماماً؟ - دربت القادسية ثلاث سنوات، هذا واحد، وبالنسبة إلى الحزم أنا أعمل على تهيئة لاعبين صغار وأعدهم لمستقبل الفريق، خذ مثلاً الحارس محمد ربيع، وهيثم الجهني وهادي حلبي وفؤاد المطيري ورياض الروضان وسامي الجوير، فأنا لم أطلب لاعبين كباراً فقط لأشركهم وبعد أن اذهب لا يجد الحزم من يشركه، بل على العكس أحاول أن أمنح الفرصة للاعبين الشباب بالتدريج. حدثنا عن الخسارة الكبيرة أمام الاتحاد بالسبعة، وكيف كان رد الفعل من الإدارة، وهل صحيح أنك تعرضت للاستجواب؟ - لم تكن مؤثرة لأنها كانت في بداية الدوري، ومن بعدها كانت الانطلاقة، ولم نهزم في سبع لقاءات متتالية، وعلى رغم أن النتيجة لا تعكس مجريات المباراة، خصوصاً أننا استطعنا تسجيل ثلاثة أهداف في مرمى الاتحاد، وهو أعلى رقم يدخل شباك الاتحاد في مباريات الدوري، وكانت من اصعب الفترات. هل ستجدد العقد مع نادي الحزم؟ - الوقت غير مناسب حالياً للإجابة على هذا السؤال، ولكن من الصعب أن أبقى أو اجدد عقدي مع نادي الحزم. أنت كثير الوقوف والصراخ على اللاعبين أثناء سير المباراة، وتكون مشدود الأعصاب، ألا تعتقد أن ذلك يؤثر سلباً في اللاعبين ما يؤدي لفقدانهم التركز داخل الملعب؟ - هذه طريقتي وهذا هو اسلوبي، وانا لم أفاجئ بها اللاعبين، لكن مع مرور الوقت والمباريات والتدريبات تعودوا عليها، فأنا لا اصطنعها بل هذا هو طبع العجلاني، وعندما يتأقلم معي اللاعب يحس أنني العب معه داخل الملعب. من يخسر افتتاحية"المونديال"يودع البطولة أكد المدرب التونسي العجلاني أن مواجهة المنتخب السعودي بنظيره التونسي في نهائيات كأس العالم ستكون صعبة للمنتخبين وقال:"كنت أحبذ أن لا يلتقي الفريقان في مجموعة واحدة، ولكن بعد أن حصل هذا كنت أفضل أن يلتقيا في ختام مباريات المجموعة بدلاً من افتتاحها، وثانياً: جمهور السعودية سعيد لأنه سيقابل تونس، ظناً منهم أنهم ضمنوا النقاط الثلاث، وجمهور تونس سعيد لأنهم يظنون أنهم ضمنوها، والمباراة صعبة والمهزوم فيها ستكون انعكاسات هذه الهزيمة سلبية عليه في بقية اللقاءات لأسباب كثيرة، وكلا الفريقين مرشح للفوز، وبحكم وسائل الإعلام أصبح تقديم المعلومات فائدته لا تذكر، بعد أن تحول العالم لقرية صغيرة، فالفريقان أوراقهما مكشوفة، حالهما حال الفرق الأخرى المشاركة في النهائيات، فالمنتخبان التونسي والسعودي يخوضان غمار بطولة افريقيا والبطولة الودية في الرياض، ولن يكون منتخب تونس في حاجة لمعلومات العجلاني، والا لاختاروني مدرباً لهم.