ما الذي يريده المدرب التونسي أحمد العجلاني؟ وما الذي يفكر فيهه أصلاً وهو يقود الطائي إلى سلسلة متتالية من الانتصارات؟ وهل هدفه بلوغ المربع الذهبي على غرار ما فعله العام الماضي مع القادسية في سابقة لم تحدث من قبل في تاريخ الفريق الشرقاوي؟ كنا نسمي القادسية بظاهرة الموسم الماضي بسبب النتائج التي حققها القادسية وبلوغه المربع الذهبي، وهذا العام انتقل هذا اللقب إلى الطائي بعد نجاحه في تحقيق معجزة الإفلات من الهبوط. ويبدو أن من يستحق لقب الظاهرة هو أحمد العجلاني 43 سنة، فهو العامل المشترك بين نجاح الفريقين، وظهر صدق هذا القول بعد رحيله من القادسية، وقبل مجيئه إلى الطائي... فالأول لم يعد ذلك الفريق الذي شاهدناه الموسم الماضي، والثاني كان يترنح في قاع الترتيب ثم أدخل غرفة العناية المركزة بإشراف العجلاني وخرج سليماً معافى، بل وطامحاً إلى آفاق لم يصل إليها من قبل. كثير من الأسئلة يتداولها الشارع الرياضي السعودي بعد نجاح العجلاني في انتشال الطائي من قاع ترتيب فرق المسابقة، والوصول به إلى مشارف المربع الذهبي وتحديداً في المركز الخامس، بل إنه يتقدم على الأهلي صاحب الصولات والجولات. ومن حق هذا أن يخطط لدخول المربع فهو حق مشروع لكل مدرب ناجح، بل إن الباب بات مشرعاً له ولفريقه بعد العروض الممتازة التي قدمها الفريق في كل مبارياته منذ أن تولى العجلاني دفة القيادة. هل نستطيع أن نطلق على العجلاني لقب الساحر؟ مع يقيننا أن كرة القدم لا تعترف بمثل هذه الأمور، إلا أن الواقع يجعلنا نعيد التفكير مرة ومرات... وهو قال عن هذا اللقب: "أنا رجل مؤمن، لا أعترف بهذا اللقب". تولى تدريب فريقه الجديد وفي رصيده نقطة واحدة حصدها من تعادله في مباراة واحدة وخسارته في ست مباريات. وأجمع النقاد الرياضيون أن حال الطائي هذا العام سيؤول به إلى دوري الدرجة الأولى، لكن توقعاتهم ذهبت أدراج الرياح بعدما قاد العجلاني الفريق وحقق فوزه الأول على الهلال على ملعب الأخير 2 - 1، ثم كرت السبحة فتغلب على القادسية 3 - 1 في مباراة خاصة نجح فيها العجلاني في الثأر من فريقه السابق، ثم فاز على الخليج 2 - 1، قبل أن يُفرمل في محطة الرياض بتعادله سلباً من دون أهداف، لكنه عاد من جديد وفاز خارج أرضه على الاتفاق 2 - صفر. ثم افتتح جولة الذهاب من مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين بفوزين متتاليين، الأول على الشباب 2 - صفر وهو الذي خسر منه في مباراة الذهاب صفر - 7، ثم فاز أيضاً خارج أرضه على النصر 3-صفر وهو الفوز الذي اعتبره الكثر من النقاد تتويجاً لعطاءات العجلاني. وعن التغيير الذي أحدثه في الطائي، أوضح العجلاني: "عملنا منذ البداية على تطوير المستوى الفني والبدني، وتحسين الوضع النفسي بمساعدة الإدارة، وهذه العوامل ستجعل أي فريق في العالم يحقق النجاح. أثني كثيراً على حماسة اللاعبين وإخلاصهم ووقوف أعضاء الشرف السابقين والإدارة الحالية، وأعتقد بأن ما يميز الطائي عن غيره هو حماسة اللاعبين وإخلاصهم". وعن الطموحات التي يخطط لها، قال: "في البداية كان هدفنا البقاء في الدوري الممتاز، ولا أخفيك سراً أنني لم أكن أتوقع هذا النجاح السريع. والآن وقد نجحنا، فإن عملنا سينصب على المنافسة على الدخول إلى المربع الذهبي، وهذا في نظري أصعب من هدفنا الأول". ومشوار العجلاني حافل بالإثارة، "لعبت كرة القدم في نادي الملعب السوسي، وهو فريق يلعب في القسم الثاني من البطولة التونسية. ثم اتجهت إلى التدريب في سن مبكرة وكنت أصغر مدرب تونسي يتولى تدريب فريق كبير في تونس إذ أشرفت على فريق النجم الساحلي وعمري 31 سنة". وهو يؤكد بهذه المقولة أنه معروف قبل أن يأتي إلى السعودية "لكن هذا لا يعني أن نجاحي في السعودية لم يضف لي شيئاً". وعن مسيرته التدريبية في الملاعب السعودية "دربت القادسية سنتين ومثلها مع الخليج وسنة واحدة مدرباً للعروبة والشعلة والآن أنا مع الطائي". وكرة القدم هي عشقه الأول: "لا أعرف سوى كرة القدم وليس لدي هوايات أخرى، فأنا اتابع كل نشاطات كرة القدم في السعودية وتونس وأوروبا وفي كل مكان". ويمتاز العجلاني بحماسة متقدة وهو على مقاعد البدلاء، "أنا من طينة المدربين الذين لا يهدأون، وتجدني بعد المباراة أشعر بإرهاق جسدي ونفسي كاللاعب تماماً، وعموماً أنا أستمتع بهذا التعب". وعن الدوري السعودي، قال: "لم يعد كما كان في السابق، فالمستويات متدنية والسبب يعود إلى هبوط مستوى الأندية الكبيرة". وعن سبب عدم استعانة الأندية الكبيرة بخدماته، أوضح "هم يفعلون، إذ يستشيرونني في ضم اللاعبين الأجانب وبعض اللاعبين المحليين الذين يودون استقطابهم، وهم يثقون في آرائي الاستشارية، إلا أنهم لم يفاوضوني للتدريب". ويعتز العجلاني كثيراً بلقب أفضل مدرب في الموسم الماضي بحسب استفتاء "الحياة": "جاءتني النتيجة وأنا في تونس وكنت سعيداً للغاية بهذا اللقب". والعجلاني أب لثلاث بنات هن: وفاء وياسمين وأمينة.