مما لا شك فيه ان صدور الأمر السامي بإنشاء جامعة في منطقة الجوف أخيراً اسعد أهالي المنطقة كافة، رجالاً ونساء، إضافة إلى خبر إعلان أكبر موازنة عامة تشهدها السعودية في تاريخها، إذ نال قطاع التعليم والتدريب حظاً وافراً منها، وتم بحمد الله اعتماد موازنات للجامعات الثلاث الجديدة في مناطق حائل وجازان الجوف، لتنضم إلى كوكبة الجامعات الأخرى التي بدأت تنتشر في نواحي الوطن. ولعله من المهم ان يعلم الجميع بأن جامعة الجوف كواحدة من الجامعات الجديدة وأسوة ببقية الجامعات ستتيح الفرص لابناء وبنات منطقة الجوف للالتحاق بها، وبكلياتها المختلفة. كما ان ذلك سيسهم في استقطاب الطلاب المغتربين من أبناء تلك المناطق الذين يدرسون على حسابهم خارج الوطن، سواء من ابناء المنطقة او من المناطق الأخرى للالتحاق بتلك الجامعات. ان امل ابناء المنطقة ان تتبنى إدارة الجامعة وتعمل من الآن على ايجاد آلية لاعداد وتوفير الكوادر من أعضاء هيئة التدريس من خلال جذب واتاحة الفرص للمتميزين في التخصصات العلمية والنظرية التي تحتاجها الجامعة مستقبلاً، وإعداد الكوادر للالتحاق بالجامعة، ووضع الحوافز التي تساعد على استقطابهم من بعض المؤسسات الأخرى وإتاحة الفرص للمتميزين وتأهيلهم عن طريق الابتعاث الداخلي والخارجي. ولابد هنا من الاشادة برؤية الدولة التي تنبهت إلى ان الجامعات اليوم لابد من أن تركز على العلوم والهندسة والحاسب الآلي بعلومه كافة، والطب والعلوم الطبية التطبيقية. ولعل إنشاء كلية العلوم منذ ثلاث سنوات في منطقة الجوف يأتي في مصلحة الجامعة باعتبارها اساساً لكل الكليات العلمية والهندسية والطبية، مع التأكيد على ضرورة الإسراع في فتح كلية للطب، إذ ان هذا التوجه سيعمل على فتح آفاق واسعة وجديرة بتغطية حاجة المرحلة ومواكبة مخرجات التعليم العالي لحاجات سوق العمل. ويجب على المسؤولين الا يغفلوا إحداث تخصصات تلائم البنات، ليتمكن من مواصلة دراستهن الجامعية في التخصصات المرغوبة التي تتناسب مع قدراتهن ورغباتهن وتتواكب مع سوق العمل. واخيراً، ليعمل الجميع بروح الفريق الواحد، كل في موقعه، وسيكون هذا بلا شك دعماً قوياً لمسيرة التنمية في المنطقة في كل المجالات، وبالله التوفيق. نايف المعيقل - الجوف عميد كلية المعلمين