إلى سنوات قليلة ماضية كانت فترة ما بعد الانتهاء من اختبارات الثانوية العامة، تمثّل كابوساً مرعباً لأهالي منطقة الجوف، إذ يضطر قسم كبير من أبنائها وبناتها إلى حزم أمتعتهم باتجاه المدن السعودية الكبرى التي تقع جنوبها، مثل الرياضوجدة والدمام، للتسجيل في جامعاتها وكلياتها، مخالفين بذلك ما قاله الأديب السوداني الطيب صالح في روايته «موسم الهجرة إلى الشمال»! لكن هذه الحال تغيّرت تماماً في السنتين الأخيرتين، بعد أن أكملت جامعة المنطقة «الوليدة» كلياتها المختلفة وفي تخصصات متعددة، لتعلن هذا العام أنها تستعد لاستقبال أكثر من 6 آلاف طالب وطالبة متخرجين من الثانوية العامة، ولتنهي حقبة «مؤلمة» في حياة الطلاب والطالبات «الجوفيين» وأسرهم، الذين تعنوا كثيراً من أجل الدراسة، وتكبدوا بسبب ذلك مبالغ مالية كبيرة. واعتبر وكيل جامعة الجوف الدكتور طارش الشمري، الجامعة بمثابة الحلم الذي راود الكثيرين وأصبح واقعاً ملموساً، وقال ل«الحياة»: «إن وجود الجامعة في هذه المنطقة كان له مردود إيجابي في استقطاب أكبر عدد من أبناء المنطقة وبناتها، الذين يدرسون خارج المنطقة في جامعات المملكة المختلفة وفي دول عربية مجاورة مثل الأردن»، مضيفاً أن «الجامعة خاطبت الملحق الثقافي في الأردن، لإبلاغ الطلاب والطالبات بالتخصصات الموجودة في جامعة الجوف، وحثهم على مراجعة جامعة الجوف لتحويلهم للدراسة في الجامعة، وعلى رغم أن الجامعة حديثة، إلا انها أسهمت في الحد من هذه المشكلة». وكان وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري قال ل«الحياة» بعد تفقده مشاريع المدينة الجامعية لجامعة الجوف قبل نحو ستة أشهر، إن الجامعات السعودية الجديدة أسهمت في تخفيف الضغط على الجامعات الموجودة في المدن الرئيسية، مضيفاً أن الجامعات الجديدة افتتحت عدداً من الكليات النوعية التي يقبل عليها الطلاب والطالبات، مثل الطب والهندسة والحاسب الآلي والصيدلة. وأوضح العنقري بداية الأسبوع الجاري، أن وزارة التعليم العالي والجامعات الحكومية أكملت استعداداتها لقبول نحو 250 ألف طالب وطالبة في 20 جامعة سعودية للعام الجامعي 1430/1431ه، وذلك في مسارات الالتحاق الدراسية الثلاثة «الانتظام والانتساب والتعليم الموازي». وقال إن نصيب جامعة الجوف بلغ نحو 6155 مقعداً متاحاً للطلاب والطالبات. يذكر أن جامعة الجوف التي أتمت هذا العام سنتها الرابعة، دخلت تصنيف أفضل 100 جامعة عربية، كما حصد أحد طلابها المركز الأول في كلية الطب في المملكة والثالث في الخليج، ويدرس فيها أكثر من 14 ألف طالب وطالبة، وتضم الكليات الآتية: كلية العلوم، كلية الهندسة، كلية الحاسب الآلي ونظم المعلومات، كلية الطب، كلية الصيدلة، كلية طب الأسنان، كلية العلوم الطبية التطبيقية، كلية العلوم الصحية، كلية العلوم الإدارية والإنسانية، كلية العلوم والآداب في القريات، كلية التربية للبنين، كلية التربية للبنات، كلية المجتمع للبنات، كلية التربية للبنات في دومة الجندل، كلية التربية للبنات في القريات، كلية المجتمع للبنين في القريات، كليات المجتمع للبنين والبنات في طبرجل.