اعترف مدير الإدارة العامة للتربية والتعليم في محافظة جدة عبدالله الثقفي بوجود معلمات ذوات كفاءات منخفضة، أعدادهن قليلة نسبياً قياساً بالمعلمات الممتازات. وأكد في حوار أجرته معه «الحياة» أن هناك نسبة محدودة من المعلمات قليلات الكفاءة، معتبراً ذلك أمراً طبيعياً في جميع القطاعات، نتيجة اختلاف السمات الشخصية للعاملين، والاستعداد النفسي للتطوير، كاشفاً وجود إدارة تدريب خاصة بالمدرسات فقط، تنفذ دورات تدريبية تربوية سنوياً بهدف رفع مستوى المهنية التربوية لدى المعلمة، سواء في ما يختص بالمنهج أو التعامل مع الطالبات، مشيراً إلى أن إدارته تعمل جاهدة على تطوير العملية التعليمية في المحافظة من خلال افتتاح عدد من مدارس «العقول الذكية» و«المستقبل» و«المستقلة». كما تطرق الحوار مع الثفقي إلى مشكلات المدارس المستأجرة التي تعاني منها المحافظة وخطط إدارته للتخلص منها خلال الخمسة أعوام المقبلة، وهنا نص ما دار في المقابلة: ما هي خطط «إدارتكم» المستقبلية خصوصاً في ما يتعلق بتطوير العملية التعليمية؟ - إننا في إدارة التربية والتعليم نعمل دائماً، بمتابعة من وزارة التربية والتعليم، على كل ما من شأنه تطوير العملية التعليمية وما يصب في مصلحة الطالب والطالبة، وسيتم افتتاح مدارس «العقول الذكية» والمدرسة «المستقلة» ومدرسة «المستقبل» وهي جميعاً ستمثل نقلة نوعية مواكبة لمشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم «برنامج تطوير»، كما لدينا مشروع «تطوير» الذي سيطبق في 30 مدرسة للبنين والبنات هذا العام، ومشروع تطبيق تدريس اللغة الإنكليزية من الصف الرابع الابتدائي في 120 مدرسة بنين و بنات، إلى جانب أنه تم استحداث وحدة خاصة بتطوير المدارس، كما أننا في هذا العام عكفنا على التوسع في «مدارس الموهوبين» لتشمل الكثير من المدارس سواء للبنين أو البنات. بعد توحيد الإجراءات الحديثة بين إدارتي تعليم البنين والبنات في المحافظة، ما هي الترتيبات بشأن هذا الخصوص؟ - إن غالبية المشاريع في الأساس موحدة، وليس هنالك مشاريع تخص البنات وأخرى تخص البنين، كل ما في الأمر أننا وحدنا الإدارات تحت مسمى واحد، لذلك نحن نعمل في اتجاه واحد حتى قبل توحيد الإجراءات. لندلف بالحديث إلى المدارس المستأجرة، هل هناك خطط مستقبلية من إدارة تعليم البنات في المحافظة لاستبدال بها أخرى نموذجية؟. - نسعى في تعليم جدة بخطوات متسارعة للتخلص من البنايات المستأجرة، وخلال خمسة أعوام ستكون المحافظة الساحلية بلا مدارس من هذا النوع، إذ لدينا آلية عمل مع «الأمانة» لتخصيص أراض لمشاريع تعليمية تكون مملوكة، إضافة إلى نزع ملكيات بعض الأراضي لإقامة مشاريع تعليمية بها. كيف تقيمون عمل مكاتب التربية الأربعة المنضوية تحت إدارتكم، وهل لديكم خطط لتطوير أدائها؟ - ساعد وجود مكاتب فرعية لإدارة التربية والتعليم في العروس على تخفيف الضغط على الإدارة الرئيسة، خصوصاً أن جدة محافظة كبيرة جداً، وعدد سكانها في تزايد مطرد، وأما عن تطوير أدائها فهي في تطور، شأنها شأن جميع الإدارات التابعة للإدارة الأم، كما أننا نعد المكاتب الفرعية إدارة للتعليم مصغرة، تعنى بهموم الأحياء التابعة لها. هناك شكوى من أولياء الأمور من قلة كفاءة بعض المعلمات، وعدم قدرتهن على إيصال المعلومة بطريقة صحيحة للطالبات، فما هي الخطط التدريبية التي تم اعتمادها لرفع كفاءتهن، لاسيما بعد تطوير المناهج؟ - التعميم في مثل هذه القضايا أجده «مجحفاً جداً» و«غير منصف»، إذ إن هناك معلمات رائعات ملمات بأسس العملية التعليمية، تخرج على أيديهن أجيال وأجيال، ولكن هذا لا يمنع وجود قليلات كفاءة يشكلن نسبة محدودة من الربط العام، و هذا أمر طبيعي في جميع القطاعات نتيجة اختلاف السمات الشخصية للمعلمات والاستعداد النفسي للتطوير، ولدينا إدارة تدريب تربوي خاصة بالمعلمات، مهمتها فقط الرفع من مستوى المهنية التربوية لدى المعلمة، لذلك يتم إلحاق المعلمات الضعيفات سنوياً بدورات تدريبية تربوية بغرض رفع كفاءتهن العملية، سواء ما يخص المنهج أو التعامل مع الطالبات، وأما ما يختص بتطوير المناهج فإننا ألحقنا حتى مديرات المدارس، وليست المعلمات فقط، بحلقات تدريبية للمناهج المطورة لتتمكن الهيئة التربوية من الإلمام بكل ما يختص بتطوير تلك المناهج . في رأيكم، ما هو واقع تطبيق المناهج في المرحلتين الابتدائية و المتوسطة؟ - أعتقد أن الواقع بشأن المناهج رائع جداً، وأقرأه في ردود أفعال أولياء أمور الطلاب في المرحلتين المذكورتين، من خلال إشادتهم بها، ومما يصلني من رسائل إيجابية مشجعة عنها. أخيراً، كيف تقيمون أثر هذه المناهج على الطلاب والطالبات، وهل تمكنت المعلمات من مواكبة هذا التطور؟. - كل الأمور في الحياة تتدرج، وبخصوص هذه المناهج فهي بحاجة إلى منحها الوقت الكافي لتؤتِي ثمارها، وحال ما يتخرج جيل بأكمله من المرحلة الابتدائية سنلمس أثرها في المرحلة التالية (المتوسطة).