أيام قليلة ويسدل الستار على الموسم الدراسي، فيما يتجه مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم إلى تطبيق المرحلة الثانية العام المقبل ليشمل نحو 14 منطقة ومحافظة تعليمية، وفق ما كشف المشرف العام على البرنامج منصور بن سلمة. وأمام الأصوات التي تستعجل نتائج "تطوير التعليم" قال ابن سلمة إن أعمال التطوير تستغرق سنوات وإن المرحلة الأولى التي طبق فيها البرنامج في 7 إدارات تعليمية هي (الرياضوجدةوالشرقيةوالمدينةوتبوكوالقصيم وصبيا)، مبشرة ب"خير". وأفصح ابن سلمة عن وجود نية لدى المسؤولين في المشروع بالاستمرار في عملية التوسع كل عام حتى يتم تعميم البرنامج على كل مناطق المملكة ومحافظاتها"، مشيرا إلى أن تطوير المدارس يستهدف 1000 مدرسة العام المقبل. وأكد أن "التطوير ليس عملية سهلة ويأخذ سنوات حتى يتبين التغيير المطلوب، خصوصاً أن اتساع رقعة المملكة يجعل ملاحظة التغيير طفيفاً"، مشدداً على أن "برنامج تطوير المدارس هو ضمن سلسلة برامج يعكف المشروع بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والجهات ذات العلاقة على تنفيذها، بعضها ينفذ فعلياً وبعضها تعد خطط لتنفيذه". ------------------------------------------------------------------------ كشف المشرف على برنامج تطوير المدارس بمشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام الدكتور منصور بن سلمة، أن المشروع يتجه إلى التوسع في تطبيق البرنامج ليصل إلى ألف مدرسة في 14 منطقة ومحافظة تعليمية خلال العام المقبل، يشرف عليها 14 وحدة تطوير للبنين ومثلها للبنات، ليرتفع بذلك عدد الوحدات إلى 21 وحدة تطوير، مشيراً إلى أن البرنامج طبق في مرحلته الأولى في7 إدارات تعليمية في كل من الرياض، جدة، الشرقية، المدينة، تبوك، القصيم، صبيا. وأضاف الدكتور ابن سلمة في حوار مع "الوطن"، أن ترشيح المدارس في كل إدارة تعليمية يتم بمشاركة "15 بنين – 15 بنات" بواقع خمس مدارس لكل مرحلة تعليمية "ابتدائي – متوسط – ثانوي" ليصل المجموع العام إلى 210 مدارس، مبيناً أن البرنامج في بداياته الأولى مبشر بالخير، وأن العملية تتطلب تمكين وبناء سياسات وأدوات، ونشر ثقافة في المدارس وإدارات التربية والتعليم كي تكون مبادرة في التطوير ومستجيبة لاحتياجات الطلاب، وقد تم إشراك أصحاب ذوي العلاقة على جميع المستويات في الوزارة مما يقود إلى إنجاحه. وبيّن أن استهداف الطالب والعناية به وتجسيده حقيقة كمحور للعملية التعليمية، يتطلب قيام المدرسة بهذا الدور لقربها من رصد تلك الاحتياجات، وبالتالي العناية بالجانب النوعي في مخرجاتنا، وأنه من الصعوبة بمكان تطوير المدارس عن بعد من خلال جهاز الوزارة، وأن ذلك كان مناسباً حينما كان الهدف نشر التعليم وتعميمه، بينما تستهدف الوزارة في هذه المرحلة النوع والكيف، ويستهدف الطالب ليكون محور فعاليات المدرسة بصورة فعلية من خلال حشد جميع الفعاليات لتنميته وإعداده بالصورة المرجوة. وأشار إلى أن المسؤولين في المشروع يتجهون إلى الاستمرار في عملية التوسع في كل عام حتى يتم تعميم برنامج تطوير المدارس في جميع مناطق ومحافظات المملكة، وتابع "نحن نمكن هذه الوحدات في بعض القضايا مثل التقويم الذاتي والتخطيط والقيادة المدرسية، وفي السنة التي تليها يكون هناك تعزيز للقضايا السابقة مع تناول قضايا جديدة". آليات التطبيق وحول آليات تطبيق البرنامج، أكد ابن سلمة، أنه تم وضع آلية لترشيح المناطق والمدارس والوحدات وفق معايير محددة، وتم توقيع اتفاقيات مع إدارات التربية والتعليم ومشروع تطوير برعاية وزير التربية والتعليم، في حين يعتمد التمكين على برامج التطوير المهني وتوفير الأدوات وبناء السياسات التي تدعم توجه هذه المدارس، مشيراً إلى أن المشروع تعاون مع عدة جهات لإنجاح البرنامج، شملت جميع المعنيين بعمل المدارس من أفراد وأسرة ومجتمع ومؤسسات حكومية وقطاع خاص هم شركاء في تحقيق أهداف البرنامج، كلّ يعمل من منطلق مسؤوليته وخبرته في عملية التطوير والتخطيط من أجل تحسين عملية التعلم، إضافة إلى أن المدرسة وأولياء الأمور والمجتمع المحلي هم شركاء في بناء الخطة وصياغة الهدف، وأن إدارة التعليم بأقسامها الإشرافية أيضا هي شريكة في دعم خطة تطوير المدرسة. دور وحدة التطوير وعن دور وحدة تطوير المدارس والصعوبات التي تواجهها، أوضح الدكتور ابن سلمة، أن وحدة التطوير فريق مهني متعدد الخبرات، تقوم بأدوار رئيسة في سبيل تعزيز مفهوم المجتمعات المتعلمة في إدارة التربية والتعليم والمدارس بهدف دعم المدارس المشاركة في تطبيق البرنامج من حيث بناء خططها التطويرية، وبناء كفاءاتها الداخلية، وتقديم المشورة المهنية بالتعاون مع أقسام إدارات التربية والتعليم ويبلغ عدد وحدات التطوير "7" وحدات للبنين، ومثلها للبنات في "7" مناطق تعليمية، ويبلغ عدد العاملين في كل وحدة بنين وبنات "9" مشرفين ومشرفات. وبالنسبة للصعوبات، بيّن الدكتور ابن سلمة، أن عمليات التطوير تواجه العديد من المتغيرات والمشكلات والتحديات، مثل تخوف بعض المشرفين من الالتحاق بهذه الوحدات على اعتبار أنهم مستقرون في مواقعهم، وأنهم كيانات ناشئة في إدارات التربية والتعليم، أما على مستوى قيادات التربية والتعليم فهو استعجالهم للنتائج، مما يقصر عمر البرامج، وتابع "الذي يعمل في المدارس وفي إدارة التربية والتعليم يعرف أن تغيير القناعات وإكساب المهارات هما رحلة طويلة.. ونسعى عموماً إلى التعامل مع هذه التحديات والصعوبات بخطوات مدروسة حتى لا تلقي بظلالها على النتائج المنشودة من البرنامج". وعن دراسات احتياجات المدارس في ظل مطالب المسؤولين بتطويرها، أوضح الدكتور ابن سلمة، أن غاية برنامج تطوير المدارس تتمثل في الارتقاء بجميع مدارس التعليم العام من خلال توفير مجموعة من الاحتياجات المادية الأساسية لتوظيفها في تهيئة بيئة تربوية مناسبة، وأنه تم تصنيف هذه الاحتياجات إلى قسمين، الأول يختص بالاحتياجات التعليمية والإدارية للمدرسة بعناصرها المختلفة، والثاني يختص بالاحتياجات التعليمية والإدارية في إدارات التربية والتعليم، مشيراً إلى أنه تم تحديد هذه الاحتياجات بعد عقد عدد من اللقاءات مع المعنيين في الوزارة وكذلك عينة من منسوبي المدارس في المراحل التعليمية المختلفة، كما تم توزيع استطلاعات على عدد من المدارس، بالإضافة إلى مرئيات الميدان التربوي لتحديد احتياجات المدارس من حيث النوع والكم. حديث الأبراج العاجية وحول اتهام بعض المراقبين لمسؤولي تطوير بأنهم يتحدثون من أبراج عاجية دون الاطلاع ميدانياً على البنية التحتية للمدارس، أكد أن التطوير ليس عملية سهلة وتأخذ سنوات حتى يتبين التغيير المطلوب، خصوصاً أن اتساع رقعة المملكة يجعل ملاحظة التغيير طفيفا، وأنه لا اختلاف على أهمية المباني المدرسية ولكنها ليست السبب الوحيد لتطوير التعليم، وتابع "على سبيل المثال لو كانت هناك مدرسة في مبنى تربوي مناسب ومزود بالبنية التحتية المناسبة، هل يضمن هذا وجود تعليم متميز .. إن هناك عناصر كثيرة يجب التركيز عليها مثل المعلم والمنهج وغيرهما، لأن العملية التعليمية تتأثر بكم من المتغيرات المختلفة، ولو افترضنا أن مدرسة ما ضعيفة في البنية التحتية، فهذا لا يعطينا الحق أبداً أن نهمل باقي العناصر المؤثرة في عمليات التعليم والتعلم". وقال إن برنامج تطوير المدارس هو ضمن سلسلة برامج يعكف المشروع بالتعاون مع الوزارة والجهات ذات العلاقة على تنفيذها وأن بعضها ينفذ فعلياً والبعض الآخر تعد خطط لتنفيذه وذلك وفق برمجة زمنية محددة وهي تقود في النهاية إلى تهيئة بيئة تربوية على جميع الأبعاد البشرية والمادية بصورة تحقق تجويد التعلم. وأشار الدكتور ابن سلمة في ختام حواره إلى أن الموقع الإلكتروني لوحدة التطوير يعتبر قناة للتواصل بين جميع المناطق حيث يتم تخصيص صفحات لكل إدارة تعليمية ولكل مدرسة، فيما ستكون هناك صفحة لكل طالب في حال رغبته في المستقبل، كما يتم رفع جميع تجارب وخبرات المدارس لتتم الاستفادة منها، مبيناً أن الموقع يرتبط بمنتديات تطوير التي فتحت المجال لكل منسوبي المدارس وكذلك الأكاديميين للمشاركة فيها، كما تم بناء تطبيق في مخزن التطبيقات يمكن تركيبه على أجهزة الآي فون والآي باد بعنوان "تطوير المدارس" ويتضمن إصدارات البرنامج ومبادرات المدارس ومشاركات لخبراء وخبيرات في مجال التربية والتعليم، وهو لا يزال في بداياته الأولى. تطلعات البرنامج • يعد أحد برامج مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام، التي تهدف مجتمعة إلى بناء شخصية الطالب بأبعادها المختلفة "العقلية، والاجتماعية، والنفسية، والأكاديمية، والجسمية". • يستهدف تخريج الطالب وقد تحلى بالقيم الإسلامية، ويكون منتجاً للمعرفة، قادراً على التعلم مدى الحياة، ممتلكاً لمهارات حياتية يتفاعل مع معطياتها ومحققاً مستويات تحصيلية وأدائية عالية. • يتطلع البرنامج إلى بناء أنموذج لتطوير المدارس قائم على مفهوم المجتمع التعليمي، لتنمو المدرسة وتتطور من داخلها، مع توفير أنظمة دعم مختلفة للمدرسة للقيام بتلك الأدوار الجديدة.