دعا الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدكتور محمد الحبيب بن الخوجة، المسؤولين في الحكومة الدنماركية إلى التعاون والتحالف مع الدول العربية والإسلامية جميعها، حرصاً على نشر التفاهم والتسامح بين الجميع لضمان حرمة الأديان، وصيانة حقوق الإنسان وكرامته. وأعرب الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي عن استهجانه واستغرابه لما أثارته صحف دنماركية ونرويجية، من إساءة للمسلمين بانتهاكها المبادئ الأساسية للصحافة تحت غطاء حرية التعبير. وقال الدكتور محمد الحبيب بن الخوجة في بيان صحافي وزع أول من أمس، ان ردود فعل واحتجاجات كثيرة صدرت ضد ما نشرته تلك الصحف، في طليعتها ما صدر عن القمة الإسلامية الاستثنائية الثالثة، التي عقدت في مكةالمكرمة نهاية كانون الأول ديسمبر الماضي، التي ورد في بيانها الختامي التأكيد على مسؤولية جميع الحكومات عن ضمان الاحترام الكامل لجميع الأديان والرموز الدينية، وعدم جواز استغلال حرية التعبير ذريعة للإساءة إلى الأديان، وصدر مثل ذلك عن المنظمات والمؤسسات كمنظمة المؤتمر الإسلامي، ورابطة العالم الإسلامي، والأزهر الشريف ونحوها. وأضاف: وإزاء هذا الكلام البعيد عن الصحة، الذي يختلط فيه الجد بالهزل، والحق بالباطل ننبه أولاً إلى أن اللون الأدبي الجديد الذي يدعو له ويحذوه كثير من الكتّاب لا ينبغي أن يتناول كل غرض، لأنه لا يتماشى مع كل المواضيع. ولفت إلى أن السخرية أو التهكم اللذين يقرهما ليس محلهما الأديان، والعقائد، ولكنهما ينصبان على حياة البشر وتصرفاتهم وما هم غارقون فيه أو مبتدعون له من المناهج البحثية والتوجهات الفكرية، مما هو غير يقيني أو غير خالص من الريب والاحتمالات. وقال: أصبح من الواجب أن نذكر أن الأديان والعقائد الصحيحة لا يجوز أن تخضع لما يخضع له هذا اللون المستجد من الأدب في العالم، لأن السخرية والاستهزاء إذا لابسا الدين ضاعت حقيقته وفسد الاعتقاد. وأضاف: إن الإيمان بالديانات والرسل والكتب والاعتراف بهم وتوقيرهم شرط من شرائط الإيمان والإسلام. وبين أن الخروج عن هذا الحد تجاوز لحقيقة الإيمان وبعد منه وانصراف عنه. وقال: ونحن لذلك نعجب من الفئة الضالة التي تريد إرهاب المسلمين بشتى صور الإرهاب لصرفهم عن عقيدتهم وتلبيس الحق بالباطل لديهم. وقال هذه الأعمال لا تنبو عنها الأديان ولا تحرمها وحدها لأن العقل والحكمة يقتضيان ذلك أيضاً، ويحضان على التعارف والتعاون والتآلف بين الناس. ودعت اللجنة الدول إلى اتخاذ إجراءات حازمة لحظر القيام بنشر الأفكار والمواد القائمة على العنصرية. يذكر أن أحد كبار الكتّاب الصحافيين في الدنمارك لم ينكر هذه الهجمة الشرسة، معللاً موقفه بأن هذا لون جديد من الأدب متقبل في المجتمعات الغربية. فالرسومات النقدية الكاريكاتورية والكلمات الساخرة التي تتناول شتى المواضيع والفئات والأفكار كافة، هي عبارة عن نقد وسخرية هادفة وذكية أيضاً، وان هذا مقبول ومتعارف عليه في العالم بأسره، باستثناء ما يخص الإسلام. ويتعجب هذا الكاتب من هذه الحرمة التي يتمتع بها الإسلام من دون غيره، ويعزوها إلى وجود جماعة تحتكر لنفسها حق النقد والتفسير لكلام النبي صلى الله عليه وسلم.