تعود أسباب تسمية الشوارع في السعودية عموماً وفي مدينة جدة خصوصاً إلى محطات تاريخية أو أحداث وقعت فيها ومنحتها الاسم نفسه، إضافة إلى نسبتها لأسماء شخصيات تاريخية، أو أخرى اجتماعية فاعلة يجري تكريمها عبر إطلاق اسمها على شوارع المدن، وأحياناً تحوز الشوارع اسمها من النشاط التجاري الغالب على أكثرية المحال المنتشرة في جوانبها. وبمجرد سماع عبارة"شارع المندي"يتبادر إلى الذهن الأكلة الشعبية السعودية المعروفة ب"اللحم المندي"، هذه التسمية ليست تاريخية وإنما نتجت من كثرة مطاعم ومطابخ المندي في الشارع المذكور والتي حازت شهرة وسمعة كبيرة لدى محبي هذه الأكلة الشعبية. يقول أحد العاملين في مطبخ ابن إسحاق الذي يقع في وسط شارع المندي الواقع في حي كيلو 6 جنوبجدة عن سبب تسمية الشارع بهذا الاسم إنه يعود إلى كثرة مطاعم المندي في هذا الشارع، وذلك ما منح هذا الشارع ذلك المسمى الذي ربما كان غريباً أو غير مألوف لمن يسمعه للوهلة الأولى. عرف عن الشارع إضافة إلى كثرة مطابخ المندي فيه، كثرة الوافدين إليه من مناطق شتى قريبة أو بعيدة، حضروا جميعهم لتناول وجبات غدائهم أو عشائهم، أو لشراء الذبائح لضيوفهم القادمين من خارج جدة خصوصاً، على رغم مزاحمة محال عدة خارج الشارع لمطاعمه ومطابخه لجهة استقطاب الزبائن. ويشير أحد سكان الحي المجاور للشارع، عباس أحمد، إلى أن أهالي الحي يختلفون في تقديرهم لسبب تسمية الشارع إذ إن عدداً منهم ينسب هذه التسمية إلى كثرة مطابخ المندي في هذا الشارع، فيما يرى آخرون وخصوصاً من كبار السن أن سبب التسمية يعود إلى زمن مضى، إذ كان السكان يصنعون حفراً في الأرض وتوضع الذبيحة فيها بعد إشعال النيران تحتها، وهي الطريقة المعروفة عن السعوديين، استخدامها في طبخ المندي. ويشير عباس أحمد إلى اتجاه الكثير من التجار في الفترة الأخيرة إلى إنشاء مطابخ عدة للمندي على امتداد الشارع للاستثمار فيها، هادفين إلى الاستفادة من السمعة التي تتمتع بها هذه المطابخ.