حذر المفتي العام رئيس هيئة كبار العلماء في السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من عمليات استدراج الشباب السعودي إلى الجهاد في العراق. ووصف من يذهب إلى العراق لهذا الغرض بأنه"يلقي بالنفس إلى التهلكة". وقال :"العراق يجاهد فيه أهله العالمون به". جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها المفتي العام في مقر الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة في الرياض أمس تحت عنوان"التحذير من الإرهاب والتكفير". وحمل آل الشيخ على الإرهابيين الذين يقتلون المسلمين ويستبيحون دماءهم وأموالهم بغير وجه حق، مشيراً إلى أن شعارهم هو"القتل بدلاً من النصيحة والتدمير بدلاً من التوجيه". وقال إن مسؤولية استئصال هذا الداء تتطلب تعاون المجتمع كله، مضيفاً أن ما يجمع الصفوف ويوحد القلوب هو الالتقاء على الإيمان ومبادئ الإسلام وأخلاقه. وأشاد بالقوات الأمنية"التي ضربت هذه الفئة الضالة قبل أن تنفذ مخططاتها واحتوتها قبل أن يمتد فسادها". واعتبر المفتي العام أن"التكفير حكم شرعي لا يطلقه إلا عالم يعلم بأحكام الشرع يتحدث بما جاء به كتاب الله تعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام". وأضاف أن التكفير الذي يمليه الهوى يرجع إلى قلة العلم والتصور غير الصائب للأمور. وتساءل :"حينما نكفر مسلماً بغير ذنب فهل عبد غير الله أو أشرك معه غيره أو كفر بأركان الإسلام أم عطل الصلوات المكتوبة وهل استباح المحرمات؟، مشيراً إلى أن ذلك"هو مذهب الذين خرجوا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه". ووصف آل الشيخ من يكفر ولاة أمر هذه البلاد وعلماءها وعلى رأسهم ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله، بأنه"إما مجنون، أو أن قلبه مليء بالشبهات متأثر بالدعايات الباطلة والأفكار المنحرفة، ومن ثم يهذي بما لا يفقه". وأشار إلى أن قادة هذه البلاد بويعوا على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم واظهروا وأعلنوا الالتزام بذلك وحكموا الشرع وبذلوا كل غال ونفيس في سبيل استقرار الأمة والبلاد، وهم من أبناء هذا الوطن ومن جلدتنا ومن أبناء المسلمين، ولهم علينا حق أن ندعو الله لهم بالسداد والتقويم والهداية وأن نناصحهم بإخلاص وصدق وسرية، لأن القصد توضيح الحق لا التشهير والسب". وقال إن من يفتي بجواز قتل رجال الأمن هو شخص جاهل، متسائلاً:"إذا قتلنا رجال الأمن فمن يحرسنا بعد الله؟ وإذا قتلنا رجال المباحث فمن يحيط المجتمع بالنصح ويقطع طرق الفساد ويفاجئ المجرمين قبل أن ينشروا إجرامهم؟ وطالب أفراد المجتمع بمد يد المساعدة إلى رجال الأمن ليتمكنوا من أداء واجبهم تجاه الفئة الضالة والمفسدين عموماً، معتبراً ذلك من ضروريات الأمة، وأن من ير غير ذلك فهو إما جاهل أو حاقد. وشدد على أن من يتستر على الإرهابيين ويؤويهم ويؤمن لهم السكن وغيره يعتبر من المتعاونين على الإثم والعدوان ومعيناً للظالمين، وهو بذلك شريك لهم.