كشف الرائد ضحيان بخيت الجهني من إدارة مكافحة المخدرات في المدينةالمنورة عن دراسة إحصائية أجريت أخيراً، أثبتت زيادة ملحوظة في قضايا الإدمان والمدمنين على المخدرات في المنطقة. وأشار الرائد الجهني إلى أن قضايا المخدرات المسجلة في المنطقة بلغت 18.145 قضية حتى عام 1425ه، وبلغ عدد المتهمين فيها نحو 24 ألف متهم، وأن جملة ما جرى ضبطه في العام نفسه تسعة أطنان من الحشيش، و83.57 كيلو غراماً من الهيروين، و12.67 كيلو غراماً من الكوكايين، تاركاً المجال مفتوحاً لتخيل ما آل إليه الأمر حتى إعلان إحصائية 1426ه. وجاء الكشف عن هذه الإحصائية خلال الدورة السنوية الرابعة لمكافحة المخدرات التي نظمتها إدارة الإشراف التربوي في المدينةالمنورة بالتعاون مع إدارة مكافحة المخدرات تحت عنوان"دورة المشرفات التربويات في توعية المعلمات بأضرار المخدرات"، واختتمت أعمالها التي استكمل خلالها تدريب نحو 400 متدربة من منسوبات إدارة الإشراف التربوي وإدارة إرشاد وتوجيه الطالبات، إضافة إلى فئة المعلمات المستهدفة هذا العام. واشتملت الدورة التي اختتمت أخيراً فعالياتها على مسرح مدارس الريان الأهلية على عدد من المحاور التوعوية ذات الصلة بظاهرة تعلق النشء بالمخدرات والإدمان على تعاطيها. وشددت مديرة إدارة الإشراف التربوي عائشة الخريجي على"أهمية دور الأسرة في تربية النشء وغرس القيم الإسلامية لديه، وتعزيز التفكير العقلاني في تقديره للأمور". من جهتها، لفتت مديرة إرشاد وتوجيه الطالبات عزة القاضي إلى"أن الدورة عملت على توعية المعلمات والإدارة المدرسية إلى ما من شأنه إعلاء روح المقاومة لرفيقات السوء، والانخراط ضمن منظومة تربوية اجتماعية هادفة". وتحدثت مساعدة الإشراف التربوي والمشرفة على الدورة الدكتورة نوال ناظر خلال الدورة عن أنواع المخدرات وتصنيفاتها العلمية، وأكدت خطورة الأمر لجهة وجود أنواع أخرى في متناول الأبناء في محيط البيت والمدرسة ربما لا يتنبه لها أحد مثل: الغراء، والصمغ شديد اللزوجة، واستنشاق البنزين والطلاء والتنر ذي المنشأ الأفيوني، وما لهذه المواد المخدرة من أثر في اعتلال الصحة عضوياً ونفسياً. كما ناقش كل من الدكتور عصام سماح والدكتور علي الزهراني المظاهر العامة على المتعاطين، والآثار النفسية للإدمان التي رأى مدير مستشفى الصحة النفسية الدكتور أحمد رضا حافظ إمكان احتوائها وعلاجها من منظور الطب النفسي وبمساعدة المدمن ذاته والمجتمع. وتناول الدكتور عبدالكريم المطبقاني خلال الدورة دور وسائل الإعلام في توضيح الرؤى التربوية والاجتماعية حول تفشي ظاهرة الإدمان، ومحاربتها عبر بوابات الإعلام المسموعة منها والمقروءة والمرئية وشبكات الاتصال الإلكترونية. قصص مثيرة روى الرائد ضحيان بخيت الجهني في ختام الدورة التدريبية عدداً من القصص المؤثرة لبعض مدمني المخدرات جراء الإدمان والتعاطي،"منها إقدام مدمن على قذف ابنته المعلمة من السيارة المنطلقة بسرعة جنونية بعد أن رفضت منحه المزيد من راتبها ليبدده على مزاجه الخاص، وآخر يقضي أيامه الباقية خلف القضبان بعد أن اعتدى على ابنتيه في نهار رمضان تحت تأثير الإدمان، وفي حال أشد تأثيراً وجدت امرأة ميتة بجرعة زائدة في منزلها المجرد من الأثاث، بعد أن عانت انتكاسة أعقبت علاجها على نفقة الدولة، وكان زوجها يجبرها على مواعدة رجال غرباء لقاء ثمن المخدر الذي يدمن عليه كلاهما".