احتفت الشؤون الصحية في منطقة الرياض أمس بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية تحت عنوان "الرضاعة الطبيعية وأكل العائلة... صحيّ ومحبوب"وذلك في مستشفى النساء والأطفال في مجمع الرياض الطبي . وفي المناسبة ذاتها افتتح عميد كلية الطب في جامعة الملك سعود المشرف على المستشفيات الجامعية الدكتور مساعد بن محمد السلمان أمس معرضاً للرضاعة الطبيعية وسلامة المرأة ينظمه قسم النساء والولادة في مستشفى الملك خالد الجامعي ويستمر ثلاثة أيام. وألقت المنسق المحلي لبرنامج الرضاعة الطبيعية في منطقة الرياض المدير الطبي لمستشفى النساء والولادة في مجمع الرياض الطبي الدكتورة عفاف التويجري كلمة أكدت فيها أهمية الرضاعة الطبيعية لتقوية مناعة الطفل ضد الأمراض. بعد ذلك ألقى المنسق الوطني لبرنامج تشجيع الرضاعة الطبيعية المشرف العام على إدارة التغذية في وزارة الصحة الدكتور محمد الجاسر كلمة أوضح فيها أن الدراسات العلمية أثبتت أن الرضاعة من الزجاجة تسبب زيادة معدلات الإصابة بالإسهال والأمراض التنفسية، وهما سببان وراء وفاة الأطفال في الدول النامية. وأضاف الجاسر أن هذا الوضع حدا بمنظمة الصحة العالمية و"اليونيسيف"إلى إصدار"المدونة الدولية لتسويق بدائل حليب الأم"عام 1981 والتي وافقت عليها 118 دولة من ضمنها السعودية. وأشار إلى أن هذا الحدث التاريخي يعتبر الأهم لمصلحة جميع أطفال العالم، إذ إن هذه"المدونة الدولية"تهدف إلى توفير التغذية المأمونة والمناسبة للرضع والحدّ من استعمال بدائل حليب الأم إلى أقصى حدّ. وأفاد بأن الرصد الغذائي الذي تنفذه الإدارة العامة للتغذية في وزارة الصحة للأطفال قبل الخامسة من العمر في عشرة مراكز رعاية صحية أولية مختارة في مدينة الرياض شمل في الأعوام الثلاثة الأخيرة 57 ألف طفل، وأظهر أن أكثر من 77 في المئة من الأطفال يتناولون الحليب الاصطناعي خلال الشهر الأول من العمر. ورأى أن هذا"يدل على مدى تغلغل شركات الحليب الاصطناعي في مؤسساتنا الصحية واختراقها الخطوط الآمنة للوصول إلى الأمهات المرضعات بوسائل شتى لتحقيق أهدافهم الربحية على حساب صحة فلذات أكبادنا". وأضاف أن الإدارة العامة للتغذية قامت بخطوات عملية عدة لإنجاح البرنامج الذي يعتمد على تطبيق برنامج مستشفى"صديق الطفل"وتطبيق"المدونة الدولية لتسويق بدائل حليب الأم"وتوعية الأمهات بأهمية الرضاعة الطبيعية . وأوضح أنه تم تعيين منسقين لتشجيع الرضاعة الطبيعية في جميع مناطق المملكة وعُقد اجتماع سنوي معهم في مقر الإدارة العامة للتغذية للتعرف على المشكلات والمعوقات واقتراح الحلول لتنشيط برنامج تشجيع الرضاعة الطبيعية. وأفاد بأن نظام تداول بدائل حليب الأم الذي أقره مجلس الوزراء في شهر رمضان الماضي يهدف إلى حماية وتشجيع الرضاعة الطبيعية وتوقيع الجزاءات على المخالفين. عقب ذلك ألقى المشرف العام على مجمع الرياض الطبي الدكتور عدنان العبدالكريم كلمة أكد فيها أن فوائد الرضاعة الطبيعية معروفة ولا تخفى على الجميع، ولذلك أنشئت لجنة تضم عدداً من الأطباء والطبيبات في هذا الخصوص تقوم بالتعريف بأهمية الرضاعة الطبيعية وفوائدها. بعد ذلك ألقى المدير العام للشؤون الصحية في منطقة الرياض الدكتور عبدالعزيز بن عبدالمحسن الدخيل كلمة أكد فيها أهمية الرضاعة الطبيعية في المحافظة على صحة الطفل ووقايته من الأمراض لأنها توفر الغذاء اللازم له وتقوي مناعته وتقيه الإصابة بالأمراض. وأضاف أن حليب الأم هو الغذاء الأفضل والشراب الأمثل للطفل في الشهور الستة الأولى من عمره لأنه يحتوي على العناصر الغذائية الضرورية التي يحتاج إليها في هذا العمر. وبين الدكتور الدخيل أن المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة الرياض تتبنى سياسة الرضاعة الطبيعية وتشجع عليها في مختلف المستشفيات والعيادات الطبية ومراكز الرعاية الصحية الأولية باعتبار أن الرضاعة الطبيعية تشكل المصدر المهم لتغذية الطفل حتى بلوغه عامين من عمره. وقال إن الطب الحديث والبحوث العلمية التي أجريت أخيراً أثبتت أهمية الرجوع إلى الرضاعة الطبيعية وعدم استبدال الحليب الاصطناعي بها وأن تحقيق هذا الهدف المهم يحتاج إلى تضافر الجهود من الجميع لإيضاح الأثر الطبي والصحي على الأطفال وذلك من خلال التثقيف الصحي السليم ونشر المقالات الطبية في الصحف وكذلك إعداد البرامج الخاصة واللقاءات المتكررة مع أهل الاختصاص ومشاركتهم في وسائل الإعلام كافة. بعد ذلك وزع المدير العام للشؤون الصحية في منطقة الرياض شهادات التقدير والدروع التذكارية على المشاركين في البرنامج، كما تسلم درعاً تذكارية من المشرف العام على مجمع الرياض الطبي، ثم افتتح الدكتور عبدالعزيز بن عبدالمحسن الدخيل المعرض المصاحب للأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية.