أكدت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية وقوع هزة أرضية بقوة 3.7 بحسب مقياس ريختر، في تمام الساعة الثانية فجر يوم أمس بالقرب من مدينة مكةالمكرمة. وقال بيان رسمي لها تسلمت"الحياة"نسخة منه:"إن الهزة الأرضية شعر بها سكان حي العتيبية، وتبع ذلك هزات أرضية عدة متتابعة، كان آخرها نحو الساعة 11.45 من صباح اليوم نفسه". وأوضح البيان"أن الفرق الفنية المتخصصة العاملة في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية في منطقة مكةالمكرمة، أكدت عدم وجود أي أضرار أو تصدعات في المباني، وأكد ذلك أيضاً مسؤولو الدفاع المدني". وكان دوي أصوات تشبه"انفجارات"قوية عدة سمعت بعد منتصف ليل أول من أمس في حي العتيبية، وأجزاء من منطقة الزاهر، ولمسافات بعيدة، قدر عددها بما بين خمسة وستة انفجارات، سببت حالة من الذعر لدى السكان، ما دفعهم إلى الخروج من منازلهم، لتوقعهم أن تكون تلك الأصوات ناتجة من أعمال إرهابية أو إجرامية، قبل أن يكتشفوا أنها ناجمة عن هزة أرضية. وباشرت على الفور الأجهزة الأمنية في تلك المواقع التي سمعت فيها تلك الأصوات بكثافة من دون أن يعرف مصدرها في اللحظات الأولى تحركات لمعرفة سببها، وبعد أن تأكدت الأجهزة الأمنية أن الأمر لم يكن نتيجة عمل إرهابي، عملت بدورها على طمأنة المواطنين والأهالي في حينه، ما أدخل السكينة في نفوسهم فعادوا الى نومهم. وكانت بداية تلك الأصوات وقعت نحو الساعة 12.47 تقريباً بالتوقيت المحلي لمدينة مكةالمكرمة. إلى ذلك، وفي نحو الساعة الحادية عشرة من صباح أمس، شعرت مديرة وطالبات الثانوية الخامسة عشرة في حي العتيبية في مكةالمكرمة باهتزاز في مبنى المدرسة المكون من ثلاثة طوابق، ويضم أكثر من 700 طالبة ومعلمة، ما دفع مديرة المدرسة إلى إخلاء جميع الطالبات والمعلمات من المبنى بشكل منظم وهادئ، من دون أي إرباك، حتى لا يؤدي ذلك الى تدافعهن أثناء الخروج من المبنى، حرصاً على سلامة جميع الطالبات والمعلمات والعاملات في المدرسة والحفاظ على أرواحهن. ووجه أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز بتشكيل لجنة لدرس هذه الحالة، تضم باحثين واختصاصيين في مجال الزلازل والمساحة الجيولوجية، من الهيئة العامة للمساحة الجيولوجية السعودية، وجامعة الملك عبدالعزيز، والجهات المعنية ذات العلاقة، للوقوف والتعرف على كل الجوانب المتعلقة بهذا الحدث، لتوضيح الصورة كاملة حول تلك الهزة الأرضية التي لم تنجم عنها أي أضرار بشرية أو مادية في المنطقة التي وقعت فيها. ومن جهته، قال أستاذ علم الزلازل في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العمري في حديث إلى"الحياة":"إن الهزة الأرضية وقعت في أحد صدوع البحر الأحمر، وبسبب أن حي العتيبية يقع ضمن منطقة فوالق أرضية، أدى ذلك إلى شعور سكانه بالهزة على ضعفها، من دون أن يشعر بها سكان الأحياء الأخرى". وأعاد الدكتور العمري إلى الأذهان الهزة الأرضية التي وقعت في مكة عام 1414ه وشعر بها جميع سكان مكة، وكان لها 45 تابعاً بسبب قوة الهزة الأرضية التي بلغت قوتها 4.01 على مقياس ريختر.