يبدأ تشييع جثمان خادم الحرمين الشريفين الراحل من مسجد الإمام تركي بن عبدالله وسط العاصمة الرياض الديرة بعد الصلاة عليه عصر اليوم، وتنتهي بدفنه في مقبرة"العود"أشهر وأقدم مقبرة في مدينة الرياض العاصمة الإدارية للسعودية، التي دفن فيها إخوانه الملوك سعود 1388ه، والملك فيصل 1395ه، والملك خالد 1402ه، إضافة إلى العديد من الأمراء من أنجال الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وغيرهم من المواطنين. وستقوم الحكومة السعودية وأنجال الملك فهد بن عبدالعزيز باستقبال المعزين من زعماء دول العالم والمسوؤلين وعامة الشعب خلال ثلاثة أيام هي مدة العزاء. ووفقاً لذلك، فإن تشييع جثمان الميت في السعودية لا يكون من خلال جنازة رسمية ومسيرات، بل تتم وفق شعائر دينية يشارك فيها المسلمون كافة، كما أن التشييع لا يختلف من حاكم إلى شخص عادي، وذلك لاعتماد السعودية في عملية الدفن على قواعد الشريعة الإسلامية، التي يكون التشييع فيها في مقابر محددة، وتكون عامة وليست محصورة لأشخاص معينين. ويعمد السعوديون إلى الإسراع في عملية الدفن، اقتداء بقول النبي محمد عليه الصلاة والسلام:"أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه، وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم"، لكن تأخير الديوان الملكي موعد دفن خادم الحرمين الشريفين إلى عصر اليوم، يأتي لأجل إتاحة الفرصة لحضور الراغبين من زعماء دول ومسؤولين ومواطنين للصلاة عليه والمشاركة في عملية تشييع جثمانه. وتمر مراحل تشييع الجثمان للرجل في السعودية، مثل غيرها من الدول الإسلامية، بغسل الميت أولاً، بعدها يكفن في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة، تستره بشكل كامل، من دون أن يغطى رأسه ولا وجهه، كما لا يطيب. وتأتي بعد ذلك الصلاة على الميت، ثم يحمل المشيعون الميت من المسجد إلى المقبرة تمهيداً لدفنه، ويعمل الغالبية بصفة دفن للميت تتمثل في تعميق القبر إلى وسط الرجل، وأن يكون فيه لحد من جهة القبلة، ثم يوضع الميت في اللحد على جنبه الأيمن، وتحل عقد الكفن، ولا تنزع بل تترك، كما لا يتم كشف وجه الميت، بعدها ينصب عليه اللّبِن، ويطين حتى يثبت ويقيه التراب. وستشهد ساحات جامع الإمام تركي بن عبدالله ومقبرة العود، خلال عملية التشييع، توافد حشود كبيرة تتجاوز عشرات الآلاف من داخل السعودية وخارجها، وذلك للمكانة التي يحظى بها فقيد الأمة خادم الحرمين الشريفين في العالمين العربي الإسلامي والدولي.