نفذت الجهات الأمنية في محافظة جدة حملة دهم كبيرة شملت ثلاثة أحياء هي أحياء النزلتين والهنداوية والسبيل في جنوبجدة، قادتها شرطة محافظة المدينة بإشراف مديرها العميد مسفر الزحامي. وشارك في الحملة أفراد من وحدات أمن المهمات والواجبات الخاصة في شرطة جدة، وإدارة البحث والتحري، والجوازات، والدفاع المدني، والدوريات الأمنية، وإدارة مرور جدة، والهلال الأحمر، إضافة إلى شركة الكهرباء، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وأسفرت الحملة عن ضبط 1170 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل، و17 آخرين من المطلوبين جنائياً في قضايا أمنية مختلفة. وجاءت حملة الدهم من خلال خطة محكمة وضعتها الجهات الأمنية بدأت بعمل تحريات عن تلك المواقع، والمنازل والأوكار المشبوهة، إضافة إلى رصد مداخل ومخارج تلك الأحياء المستهدفة، ويسكنها المخالفون بمساندة من عمد وسكان تلك الأحياء، بعدها جاء تحرك الجهات الأمنية متزامناً مع إغلاق المداخل والمخارج وتوزيع الفرق إلى مجموعات تضم كل مجموعة عشرة أفراد توغلت داخل تلك الأحياء التي تتميز بالممرات الضيقة المتعرجة والمنازل القديمة. ولم تمنع محاولات عدد كبير من المخالفين والمشبوهين من إطفاء الكهرباء داخل أوكارهم وإغلاقها من الداخل، قوات الأمن من أداء واجبها، في دهم المنازل التي تقطنها تلك الفئات المخالفة المستهدفة. وتمكنت الفرق خلال الحملة التي استمرت لخمس ساعات من إلقاء القبض على المخالفين لأنظمة الإقامة رغم محاولة عدد منهم الهرب والاختباء داخل دورات المياه وأسطح المنازل، واثنين من مروجي المخدرات، والقبض على سيارة مطلوبة في قضية جنائية، وعدد من أوكار الدعارة، وأربعة منازل حولت إلى كبائن لتمرير المكالمات الدولية، وعدد كبير من الأشرطة واسطوانات الكمبيوتر تحوي أفلاماً خليعة تروجها تلك العصابات في الأسواق والمراكز التجارية، بعد نسخها داخل تلك المنازل، ومعامل لإنتاج العباءات والملابس النسائية يوجد فيها أكثر من70 ماكينة خياطة، ومطاعم لإعداد الطعام وبيعه داخل تلك المنازل بطريقة تفتقر للشروط الصحية، وعدد كبير من أوراق اليانصيب والقمار. وحصرت قوات الأمن فور انتهاء الحملة تلك المضبوطات، وأعدت محاضر ضبط لها. وأحيل الموقوفون على أقسام الشرطة والأجهزة الأمنية المختصة، فيما تولت فرق شركة الكهرباء فصل التيار الكهربائي عن تلك الأوكار، وتدوين أرقام عدادات تلك المنازل تمهيداً لحصر أصحابها، واستدعائهم من جانب الجهات المختصة للتحقيق معهم حول المخالفات، والمضبوطات التي وجدت في المنازل التابعة لهم، والتأكد من سلامة عقود الإيجار التي أبرمت مع سكان تلك المنازل من المخالفين. وأبدى عدد من سكان تلك الأحياء سعادتهم بتنفيذ تلك الحملات الأمنية، مبدين رغبتهم في استمرارها إلى أن يجري القضاء على المخالفين للأنظمة الذين يشكلون خطراً أمنياً على سكان تلك الأحياء ومنازلهم، خصوصاً وأن كثيراً من أبنائها اضطروا إلى مغادرتها بعد أن أصبحت تعج بالمخالفين والمجرمين، وتعرضت كثير من المنازل للسطو والسرقة من جانب عدد من العصابات التي تشكلها تلك الفئات المخالفة. واتسمت الأحياء التي شهدت حملة الدهم بتنوع الجنسيات وفقاً للحي الذي تقطنه، فبينما تغلب على حملة النزلة أعداد كبيرة من حملة الجنسيتين التشادية والنيجيرية والتي تسكنها تلك الجنسيات بأعداد كبيرة، غلب على الجزء الذي تم دهمه في حي المصفاة في المنطقة التي تقع جنوب حي القريات الجنسيتان البنغلادشية والبرماوية، فيما اتسم حي السبيل بتنوع الجنسيات. إلى ذلك وأثناء دهم أحد المنازل في حي المصفاة، والقبض على ثلاثة من الجنسية البنغلادشية المخالفين في إحدى غرف المنزل الموزع على أكثر من ساكن لوحظ عدم تمكنهم من التحدث بشكل طبيعي، وتبين أنهم كانوا في حال سكر بعد ضبط عبوة ماء صحة تحوي المسكر. ووجد مبلغ كبير من المال في خزانة يمتلكها المخالفون داخل الغرفة جرى تحريزه، وضبط المقيمين الثلاثة للتحقيق معهم، ومعرفة مصادر تلك الأموال الكبيرة، كما ضبطت بحوزتهم كميات من أوراق اليانصيب. وخلال حملة الدهم أيضاً تم إلقاء القبض على احد الأشخاص من الجنسية الإفريقية في الخمسين من عمره يعمل على ترويج بعض المواد المخدرة داخل الحي وهو في حالة سكر، وضبطت معه أصابع حشيش إضافة إلى مبالغ مالية كبيرة من فئتي الدولار والريال السعودي.
