من اللحظة الأولى، ومنذ أن تخطو خطواتك الأولى مقترباً من باب المطار تبدأ دوامة العشوائية، بدءاً من «الحمالين» الذين يتسابقون لحمل الحقائب، ثم البحث عن مكان قص «كرت الركوب»، والانتظار في طابوره تحت رحمة «سلحفة» الموظف وزلات النظام الآلي، ثم الانتقال إلى طابور الجوازات الذي يعاني من مشكلات مشابهة، ثم البحث عن مكان للجلوس في الصالة المجاورة لبوابة الصعود إلى الطائرة، التي قد تتغير من دون أي سابق إنذار، والبقاء جالساً على نار خوفاً من تأجيل الرحلة أو إلغائها. وبطريقة مشابهة ومعاكسة تكون الحال عندما تحط قدماك على أرض المطار، لتفاجأ بطوابير الجوازات المرعبة، وبعض الجالسين والمفترشين، في جو مشحون، يزيده توتراً صراخ أحد موظفي الجوازات في القادمين، ينهر هذا ويطرد آخر، ويصرخ في وجه ثالث حاول الاستعانة أو السؤال، إلى حلقة انتظار الحقائب التي يجب عليك أن «تحزر» من أين ستأتيك، لتقف في انتظارها متوتراً من كثرة ما سمعت عن ضياع الأمتعة، أو من تجربة شخصية سابقة، قبل أن تمر على نقطة التفتيش الجمركي، لتتحول إلى «غزال شارد» يتسابق عليك السائقون النظاميون وغير النظاميين بطريقة فجة، تخلو أحياناً من الذوق والأدب. من مطار الملك خالد الدولي في الرياض إلى مطار الملك عبدالعزيز في جدة، ووصولاً إلى مطار الملك فهد في الدمام، تتنوع القصص وتستمر الهفوات، وكأنما سقطت المطارات «سهواً» من جدول السياحة الداخلية أو الخارجية.