تذمر مسافرون مغادرون وقادمون من وإلى المملكة عبر مطار الملك خالد من الطوابير الطويلة وراء كاونترات «الجوازات»، ومن التأخير في إنهاء معاملات الدخول والخروج، مطالبين بحل المشكلات وتطوير النظام، خصوصاً أن هذه الطوابير من وجهة نظرهم تمس بمكانة المملكة باعتبارهم واجهة حضارية وإسلامية. في حين نفى المتحدث باسم المديرية العامة للجوازات المقدم بدر المالك وجود أي تأخير في إنهاء إجراءات سفر الوافدين والمواطنين، مؤكداً أنها لا تستغرق أكثر من «خمس دقائق». من جهته، قال المقيم محمد عبدالحميد ل «الحياة» إن القادم – خصوصاً غير السعودي - يعاني من التأخير في إنهاء أوراقه وختم جوازه أمام كاونتر الجوازات، وهو ما ينعكس على صورة المملكة، باعتبار المطار واجهة للبلد، خصوصاً مع منظر الطوابير التي لا تنتهي. ورمى علي بن سالم باللائمة في تعطل بعض المسافرين عن الانتهاء من إجراءات الدخول والخروج على «نظام الجوازات»، وقال: «إذا تعطل النظام الآلي يحتاج لقدوم فني لإصلاحه، ما يعني تعطل بعض المسافرين وتكدسهم، خصوصاً في فترات الإجازات التي تشهد فيها المطارات الدولية حركة دخول وخروج كبيرة عما هي عليه في الأيام العادية». أما المواطن أحمد البريكي فانتظر نصف ساعة للحصول على ختم الدخول لجوازه، مطالباً بتنظيم أكبر للإجراءات في المطار، كما يحدث في المطارات المتقدمة. من جهته، نفى المتحدث الرسمي باسم المديرية العامة للجوازات المقدم بدر المالك وجود «أي تكدس في المطارات»، وخصوصاً «أمام موظفي الجوازات». وقال: «نحرص على إنهاء إجراءات المسافرين القادمين للمملكة والمغادرين منها بسرعة وفي وقت قياسي، «فالمواطن السعودي لا يكاد أن يقف لمدة دقيقة واحدة إلا وتنتهي إجراءاته، في حين أن الوافد معاملته تستغرق من 3 إلى 5 دقائق كأعلى تقدير. وأوضح أن النظام الإلكتروني المستخدم لدى الجوازات يسهل إجراءات المسافرين، مستبعداً أن يتعطل أكثر من مرتين، «وإن تعطل فهناك نظام آخر بديل يمكن لنا العمل عليه بالكفاءة نفسها». من جهة ثانية، أبدى مسافرون من ذوي الاحتياجات الخاصة استياءهم البالغ من «المعاملة» و«الخدمات» المقدمة لهم في مطار الملك خالد الدولي و«الخطوط السعودية»، مطالبين ب«معاملة أفضل» ومنحهم «حقوقاً خاصة»؛ مراعاةً لظروفهم الاستثنائية. وأكد المتحدث الرسمي باسم الخطوط الجوية العربية السعودية عبدالله الأجهر، استحداث مكاتب جديدة لخدمة العملاء في مطارات المملكة الرئيسية لسد ما قد يحدث من نقص، مرجعاً الأخطاء التي تقع من بعض الموظفين إلى «نقص الخبرة» و«ضغط العمل». محمد القاضي أحد المسافرين من ذوي الاحتياجات الخاصة روى ل«الحياة» الموقف الذي وقع أمام عينيه في مطار الملك خالد: «عند وصولي إلى كاونتر الاحتياجات الخاصة في المطار؛ لأنهي بعض الإجراءات الخاصة بعائلتي، صُدمت من فظاظة الأسلوب الذي يتعامل به الموظف مع العملاء والمسافرين من ذوي الاحتياجات الخاصة»، وأضاف: «كان يتعامل بأسلوب فظ وغير لائق، وكان يزجر المسافرين، ويطالبهم بالابتعاد عن مكتبه»، وتابع مستغرباً: «مع أن هذه الفئة تحتاج إلى معاملة خاصة، واهتمام أكثر من سواها». كما أثار سلوك الموظف استغراب المسافر سلمان الحمودي، وأعرب عن ذلك قائلاً: «تعامل الموظف مع المسافرين كان سيئاً، والأدهى أن ذلك حدث أمام المشرف عليه، وكأنها مباركة منه لما يفعل؛ إذ لم يحرك الأخير ساكناً». وأشار إلى حاجة ذوي الاحتياجات الخاصة – وهو منهم – إلى «معاملة أرقى»، وزاد: «بعضنا يعاني إعاقة جسدية أو كبراً في السن، وعندما نُقابل بهذا السلوك المخل يكون الأثر النفسي علينا أكثر من أي شخص؛ لأن الشخص العادي سيتوجه إلى موظف آخر ليخدمه، أو يقوم بعمل ما يريده بنفسه، أما نحن فلا خيار لدينا إلا أن نرضى بما يحدث ونتقبله». ويعلق على ذلك عبدالله الأجهر بقوله: «يفترض من موظف الكاونتر المخصص للاحتياجات الخاصة أن يكون تعامله أكثر لطفاً ولباقةً لهذه الفئة الغالية على قلوبنا، لكن بعضهم قد يسيء إلى نفسه وإلى الخطوط السعودية بتصرفاته». وأوضح أن الخطوط السعودية افتتحت مكاتب خاصة بخدمة العملاء في المطارات الرئيسية الثلاثة في المملكة (الرياضوجدة والدمام)، مؤكداً: «أنشأنا مكتباً خاصاً بخدمات العملاء في المطارات الثلاثة؛ ليكون المرجع للمسافرين ممن لم يتم التعامل معهم بشكل لائق، وليكون جهة مسؤولة في المطار عن عملائنا، ويفترض أن يكون للمشرف تعامل مع ما حدث أمامه، لكن ربما يكون عامل الخبرة ينقص الموظف المذكور».