مع بزوغ خيوط فجر اليوم"الأثنين"تنطلق مراكب الصيادين في الخليج العربي مجدداً في أول حركة إبحار لصيد الروبيان هذا الموسم، بعد توقف استمر ستة أشهر منذ أواخر كانون الأول ديسمبر الماضي. ويأتي هذا الحدث بعد حظر صيد الروبيان"تطبيقاً لاتفاق وزراء الزراعة في دول مجلس التعاون الخليجي بعد النتائج الايجابية التي أثبتتها المسوح التي أجريت خلال الأعوام الماضية، في الوقت الذي طالب فيه الصيادون بتقديم موعد رفع الحظر إلى شهر تموز يوليو بدلاً من آب أغسطس لأن الروبيان يقترب من الشواطئ مع بداية فصل الصيف، الأمر الذي يسهل عليهم عملية صيده. وتأتي عملية جلب الروبيان من البحر بالنسبة للصيادين المحترفين بطرق عدة، منها البدائية ومنها الحديثة. والأخيرة تعتمدها الشركات الكبرى، بينما تعتمد الطريقة البدائية على الصيد بالشباك أو الجرف المغلق. ويعمد الصيادون إلى رمي الشباك التي عادة ما تكون على شكل"جورب"ذي فتحة واحدة ومغلق من جميع الجهات، فيما أن طريقة الكوفية"الطاقية"تعد الأسهل نوعاً ما، لأنها تعتمد على السير بالقوارب في سرعة منخفضة جداً، وسحب الكوفية في الماء لتمتلئ بالروبيان. وعلى أن المستهلكين يتوقعون من رفع الحظر عن صيد الروبيان، توافر بضاعة طازجة بأسعار غير مرتفعة، إلا أن الواقع يأتي عادة مختلفاً، إذ تبدأ الأسعار مرتفعة بأسعار قد تصل إلى 60 ريالاً للكيلو غرام من الحجم الكبير، ولا ينخفض سعره إلا بعد ازدياد حجم العرض. ويقول المواطن سمير بورشيد إن موسم رفع الحظر عن صيد الروبيان له"سلبيات كبيرة"بالنسبة إليه، لأن أسعار الأسماك في تلك الفترة تأخذ بالارتفاع مدة خمسة أشهر متتالية، خصوصاً أن معظم الصيادين يركزون عملهم على صيد الروبيان للافادة من فترة السماح، واصطياد أكبر كمية لخزنها وبيعها لاحقاً. وأوضح بورشيد انه يعمد في الكثير من الأحيان إلى شراء الروبيان من الشركات الخاصه بالاسماك، نظراً إلى"سوء التخزين"لدى الباعة الجائلين، لا سيما مع حرارة الأجواء التي تسود المنطقة خلال هذه الفترة التي يسمح فيها بصيد الروبيان. كما تطرق بورشيد إلى أن"الأسعار المطروحة في أسواق الروبيان والاسماك لا بد ان تخضع إلى رقابة من جانب البلدية، كونها أشبة بالبورصة"، على حد تعبيره. ورد تاجر الأسماك في سوق سيهات المركزي فاضل البقال، على مقولة أن الأسعار غير ثابتة بالقول ان"أسواق الروبيان على المستوى العالمي تتحكم بها طبيعة الطقس"، موضحاً أن"الأسعار دائماً ما تهوي في فصل الصيف، لأن الصيادين يكثفون الابحار، فيما العكس في فصل الشتاء، حيث تجد الأسعار دائماً مرتفعة". وعرج البقال إلى حجم المعاناة التي تكبدتها أسواق الأسماك في المنطقة جراء انطلاق موسم الروبيان، مبيناً أن أسعار الأسماك أخذت بالارتفاع بواقع سبعة ريالات للكيلو، لأن الصيادين ينشغلون في هذا الوقت من كل عام في فتره السماح بجلب أكبر كميات من الروبيان، وذلك بغرض تخزينها لفصل الشتاء، من أجل بيعها بأسعار مرتفعة خلال فترة الحظر. وكان الصيادون يتنافسون لنيل أكبر نصيب من الروبيان ابان فترة رفع الحظر عن صيده، والذي تختلف أحجامه ما بين الكبير والمتوسط والصغير. وتختلف أسعار الروبيان تبعاً للحجم والعرض والطلب، وتتأثر الأسعار بين فترتي الحظر والسماح. وتعتبر أسعار الروبيان ذي الحجم الكبير شبه ثابتة، كونه متوافراً في شكل قليل حتى في أيام السماح بصيده، ويبلغ سعر الكيلو الواحد 50 ريالاً 13 دولاراًأما بالنسبة للحجمين المتوسط والصغير فتشهد الأسعار انخفاضاً بنسبة 50 في المائة من أسعار فترة المنع، فمثلاً كيلو الروبيان ذي الحجم المتوسط يبلغ 30 ريالاً 8 دولارات أما الروبيان الصغير فيبلغ سعره 15 ريالاً 4 دولارات. بيد أن تلك الأسعار سرعان ما تتهاوى بعد مرور أيام عدة على فترة السماح، معتمدة على حجم السوق. ويمضي الصيادون يومهم باتجاه مواقع معروفة لديهم ابتداءً من شمالي الخليج الذي يتكاثر فيه الروبيان وبعد ذلك يتحولون باتجاه الجنوب تدريجياً، ويتوافر الروبيان بكثرة في مياه الخليج مقارنة بمياه البحر الأحمر. وتسبق فترة الانطلاقة الأولى للموسم فترة إعداد وصيانة المراكب لتكون على أهبة الاستعداد لخوض غمار مياه البحر، وينخفض معدل الإقبال على شراء الروبيان في حزيران يونيو وتموز يوليو كون الأغلبية تفضل التأني في شراء الروبيان المجمد منذ الموسم الماضي بهدف النيل من حصيلة موسم جديد. ويلاقي الروبيان اقبالاً من أهالي الخليج والمناطق الساحلية الواقعة على البحر الأحمر. وتشهد بداية الموسم تزايد الدعوات بين الأصدقاء لتناول وجبات أساسها الروبيان في أشكال مختلفة، وذلك كنوع من الاحتفاء بهم. يشار إلى أن حجم الروبيان في السوق السعودية حسب احصاءات الثروة السمكية يقدر بنحو 7آلاف طن سنوياً، ويعتبر الكثير من الصيادين قرار تحديد صيد الروبيان بستة أشهر ومثلها للمنع ذا دور فاعل في زيادة أحجام الروبيان رغم ظهور بعض التجاوزات الفردية . ويقدر حجم التداول اليومي في سوق الأسماك بالقطيف 170طناً من الأسماك والروبيان ، يمثل الانتاج المحلي 70 في المئة من كميات الأسماك المتداولة ، ويبلغ حجم تداول الروبيان ذروته في فترة السماح في الشواطئ المحلية، حيث تتراوح نسبة الروبيان وحده مابين 20 35 في المئة من إجمالي كمية الأسماك في سوق القطيف التي تعد أكبر سوق أسماك في منطقة الخليج . وتصنف شركة الأسماك السعودية والتي تتخذ من الدمام مركزاً لها كأكبر مسوق للروبيان في الخليج وشبه الجزيرة العربية ، بل يتعدى نشاطها للتصدير من خلال إقامتها مزرعة تربية الروبيان في الشقيق في منطقة جازان بكلفة تقدر بأكثر من 80 مليون ريال 21 مليون دولار ، مكونة من 108 أحواض داخل البحر وبقدرة إنتاجية تقدر ب 1500 طن سنوياً، حيث حاز إنتاجها على اعجاب الآسيويين ، وخصوصاً اليابانيين ، وتأتي فكرة إنشاء هذه المزرعة لضمان استمرارية توفير الروبيان طوال فترة المنع .