عبَّر عدد من المواطنين عن استيائهم مما يواجهونه من ازدحام وتعقيدات أثناء تقديمهم طلبات الحصول على تأشيرة لبعض الدول الغربية، واعتبروا أن الفوز بها يتطلب الحصول على إجازة غير التي ينوي بعضهم قضاءها في بلدان"اليورو"، أو بلد العم"سام"، إذ يتطلب تقديم الطلب فقط في بعض السفارات، وجود مقدمه قبل السابعة صباحاً، على أن يغادر الحي الديبلوماسي بعد الثانية ظهراً إذا حالفه الحظ في استلام ملفه. وتستغرق عملية معرفة المحظوظين من ثلاث إلى أربع ساعات، وهو الزمن الذي يسبق قدوم موظفي السفارة، ويضاف إليه الوقت الذي يستغرقونه استعداداً لبداية الدوام، وتحديد عدد المراجعين الذين سيحظون باستقبال ملفاتهم لهذا اليوم، الذين يتفاوت عددهم بين 40 و 80 شخصاً، ويفوق ذلك أحياناً، إذ يرتبط ذلك بنشاط الموظفين ذلك اليوم، على أن يعود من خذلهم الحظ بعد يومين إلى المحاولة مرة أخرى من نقطة الصفر. وبعد قضاء يوم كامل ضيفاً على أبواب السفارة، والنجاح في عملية التقديم، يعيش الموفقون التجربة نفسها بعد صدور الموافقة التي تستغرق حوالى أسبوعين، لختم التأشيرة على جواز السفر، إذ يتوجب عليهم مرة أخرى قضاء أكثر من سبع ساعات، للحصول على إذن زيارة أوروبا، ودعم السياحة الأوروبية بجميع قطاعاتها، بينما يغير وجهته من رفض طلبه، لعدم مطابقته لشروط السياحة الأوروبية، ولا يحق له استرجاع رسوم التأشيرة التي تبلغ حوالى 170 ريالاً عن كل جواز سفر. وأمام كل هذه الضغوطات يفضل البعض إبداء علامات الاستياء والتذمر، وأحياناً يتطور الأمر إلى شجار مع أحد الحراس، أو أحد مجاوريه في"الطابور"، بينما يكتفي آخرون بإصدار"تنهدات"عميقة، تعبر عن تحسرهم على الماضي، الذي كان تحديد الوجهة المقصودة، كافياً ليجوب السعودي أقطار العالم. ومن ضمن الحشد الكبير الذي تجمع في الصباح الباكر، كان فواز الحربي يقف سعيداً بنجاحه في الحصول على رقمه في"الطابور"الطويل، على رغم أن الرقم كان 76، إذ نجح بعض الوافدين من مواطني حراس السفارة، في إقناع ابن جلدتهم بأن يمنحهم رقماً متقدماً بحجة أنهم حضروا بعد صلاة الفجر، وتوجهوا لتناول وجبة الفطور، على رغم أن رجال الأمن في الحي الديبلوماسي لا يسمحون للمراجعين بالدخول إلا بعد الساعة السابعة، وبعد نحو أربع ساعات وصل دوره لتقديم ملفه إلى الموظف المختص، الذي أخبره أنه بحاجة إلى تغيير الصور الشمسية، كون لمعانها أعلى من المستوى المطلوب. وكاد الحربي أن يلغي سفره لأوروبا إلا أن أحد أقاربه اقترح عليه تأجير شخص ليتابع عنه إجراءات الحصول على التأشيرة، ولم يندم على تنفيذه الاقتراح، إذ بعد تعديل الصور، طلب منه تعديل في تعريف الراتب، وبعدها بسداد حجز الفندق، على رغم أنه بحسب قوله التزم بالشروط التي طلبت منه في البداية. أما محمد القحطاني الذي عزم على تحمل معاناته مع مشوار الحصول على تأشيرات لاصطحاب عائلته إلى بلاد الفرنجة، فقد ألغى رحلته وخسر أكثر من ألف ريال قيمة رسوم التأشيرات، ونسبة الحسومات اقتطعتها شركات الطيران والفنادق التي حجزها مسبقاً، بعدما تم قبول ملفه وزوجته وأبنائه، بينما رفض ملف أمه وخادمتها. بينما بدا المواطن تركي السبيعي، على رغم طول رحلته في الحصول على تأشيرة لدولة غربية، راضياً بإجراءات السفارة، وغير منزعجٍ من طول انتظاره ووقوفه ساعاتٍ طويلة تحت أشعة الشمس، من دون مظلة أو قطرة ماء، وقال:"علينا احترام نظام الأخرين، مثلما نحرص على احترام نظامنا، أما عن الشروط الصعبة للحصول على التأشيرة، فلا يجب أن يؤثر ذلك في نفوسنا، إذا كانت بعض الدول العربية تفرض شروطاً للحصول على تأشيرة لزيارتها، وأعتقد أن الأولى لمن لم تناسبه الشروط أو رفض التحمل، العزوف عن قراره، بدل التذمر الذي لا يجدي". ومن جهتهم، اعتبر عدد من ممثلي السفارات الغربية في الرياض، ما مرت به سفاراتهم من ازدحام، وما لحق بهم من معاناة، أمراً طبيعياً، إذ قرر عدد من المواطنين والمقيمين، التوجه إلى الديار الأوروبية، خلال فصل الصيف، واعتبروا معاناة المراجعين مع أشعة الشمس، أمراً أُجبرت عليه السفارات، لعدم تمكنها من إدخال الجميع دفعة واحدة. وأشاروا إلى أن عدم اشتراط السفارات حضور صاحب الطلب شخصياً، جاء مراعاة لعدم قدرة البعض على تحمل الانتظار، وبالتالي تتاح أمامهم فرصة تكليف غيرهم بذلك، وأشاروا إلى أن شروط الحصول على التأشيرة متاحة في المواقع الالكترونية لمعظم السفارات، وأكدوا أن بإمكان المراجعين الاتصال بالسفارة والحصول على المعلومات كافة، إلا أن عدم التزام البعض، يجعلهم يترددون كثيراً على السفارة. أما عن انتظار المراجعين وصول الرد نحو أسبوعين، فأفادوا أن الموافقة أو الرفض، يتطلب مراسلة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي كافة، وهو ما يستغرق بعض الوقت. وفي ما يتعلق بالشروط التي اعتبرها البعض غير ميسرة، أوضح ممثلو بعض السفارات، أن الشروط جميعها في متناول السعوديين، إلا أنهم أكدوا أن بعض المراجعين يعتقدون أنه لا حاجة لتوفير حجز مسبق للفنادق والتأمين الصحي، بينما أن هذه الشروط وضعت في الأساس لتؤمن لهم إجازة خالية من المتاعب، إذ تكتظ الفنادق في فصل الصيف، وكذلك نحرص أن يكون بحوزة المسافر تأمينه الصحي، كي لا يدخل في دوامة مصاريف العلاج وغيرها، في حال تعرضه لأي حادث أو مرض أثناء إقامته خارج بلده.