في الوقت الذي ودّع فيه السعوديون والمقيمون معاناتهم السابقة من صعوبة الحصول على مواعيد قريبة لتقديم طلبات الحصول على تأشيرة دخول فرنسا ومن اضطرارهم إلى الانتظار ساعات عدة تحت الشمس الحارقة أمام مدخل السفارة الألمانية، يستعدون إلى نوع آخر من المعاناة للحصول على تأشيرة «تشنغن» من سفارتي باريس أو برلين اللتين افتتحتا الموقع الجديد للشركة الوسيطة أمس، إذ إن موقع الشركة يقع، في مقابل برج التلفزيون (جنوبالرياض) الذي يشهد ازدحاماً شديداً، ويصعب العثور على مواقف للسيارات بجواره، خصوصاً في فترة الظهيرة. ووصف السفير الفرنسي ونظيره الألماني اللذان حضرا الافتتاح الرسوم الإضافية التي تم فرضها كأتعاب للشركة الوسيطة بالأمر الطبيعي، لكن ومن خلال عملية حسابية بسيطة يتضح أنه سيضاف إلى تكاليف سفر السعوديين القاصدين باريس وبرلين أكثر من 5 ملايين ريال كل عام، إضافة إلى إمكان تأخير معاملات التأشيرات، إذ لا تملك الشركة الوسيط صلاحية اتخاذ أي قرار، بما في ذلك الاستثناءات البسيطة التي لم يكن موظفو القنصلية الفرنسية يترددون في غض الطرف عنها. وخلال مواجهتهم ببعض السلبيات الناتجة عن تسليم شركة وسيطة مهمة استقبال طلبات التأشيرات، كان لسان حال عدد من الديبلوماسيين الفرنسيين والألمان الذين حضروا رفقة سفيري باريس وبرلين حفل تدشين المركز الجديد يقول: «احترنا في أمركم، إن تولينا الأمر انتقدتم ذلك واتهمتمونا بسوء المعاملة والتعقيد، وإن سلمنا المهمة لشركة رائدة عالمياً في مجال استقبال طلبات التأشيرة، لم يعجبكم ذلك أيضاً». وعن إمكان أن تزيد الشركة الوسيطة الطين بلة، خصوصاً بعد أن أصبحت التأشيرة البريطانية في عهدتها تستغرق 3 أيام في أفضل الأحوال، بعد أن كانت تستغرق 24 ساعة خلال تولي السفارة البريطانية مهام التأشيرات، قال السفير الفرنسي برتران بيزانسونو في حديث ل «الحياة» في مقر الشركة الوسيط أمس: «تتمتع الشركة بسمعة جيدة وخبرة عالية لتولي مهام استقبال طلبات الحصول على التأشيرة، وحققت نجاحاً كبيراً مع سفاراتنا في المنطقة، ويكفي النظر إلى عدم حاجة الراغبين في الحصول على تأشيرة دخول فرنسا إلى حجز أي موعد مسبق من الآن فصاعداً، وهذا في حد ذاته أمر سيسرع من الوقت الذي يتطلبه حصولهم على تأشيرة الدخول». وبخصوص الشروط المفروضة على الراغبين في الحصول على تأشيرة «تشنغن» وإذا ما حصل عليها أي تغيير، خصوصاً أن القنصل العام الفرنسي في جدة أكد في حديث لصحيفة محلية أن كشف الحساب البنكي غير ضروري، وأن السعوديين يبادرون إلى تقديم كشوفات حسابهم لضمان الحصول على تأشيرة طويلة المدى. قال: «كشف الحساب ضمن الشروط الرئيسة للحصول على التأشيرة، ولكن يوجد استثناءات بالنسبة إلى الذين سبق لهم الحصول على تأشيرة دخول فرنسية، وبالتالي لم تتغير الشروط، ولكن لا نطالب السعوديين كثيري التردد على فرنسا بالوثائق ذاتها». وحظي السفير الفرنسي ونظيره الألماني باستقبال حافل من موظفي الشركة التي أمّنا لها دخلاً سنوياً يفوق الخمسة ملايين ريال، وقد يتجاوز ذلك بكثير في حال حرص السعوديون على الاستفادة من خدمات ال «VIP» المدفوعة والتي تصل إلى نحو 200 ريال للشخص الواحد، بينما يدفع المواطن العادي الذي لا يمانع من الانتظار في الصالة العادية 85 ريالاً فقط عن كل جواز سفر، إضافة إلى رسوم التأشيرة والذي يبلغ نحو 320 ريالاً.