مباراة طرفاها الهلال والاتحاد، إذاً نحن موعودون بالمتعة والإثارة والندية والتنافس القوي داخل المستطيل الأخضر، لمعرفتنا المسبقة أن التنافس بين الفريقين سبق هذا النزال القوي خلال المسابقات المختلفة الداخلية والخارجية هذا الموسم، ولكن هذه المرة الأمر مختلف، فالفائز يقترب من اللقب الكبير، وينتظر مواجهة الشباب في ختام مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم. والتنافس القوي بين"الزعيم"و"العميد"انتقل خلال الفترة الماضية لخارج البساط الأخضر، بعد توقيع مدافع الهلال أحمد الدوخي لمصلحة الاتحاد كضربة موجعة تلقاها الهلاليون للمرة الثانية من الاتحاد، وكان انتقال الدوخي في هذه الفترة محرجاً للفريق"الأزرق"لما يتمتع به اللاعب من موهبة ومجهود، ويعتبر أحد مفاتيح اللعب بيد المدرب البرازيلي باكيتا. وانتقلت المناوشات بين الناديين إلى الساحل الشرقي بعد الصراع الكبير لخطف مهاجم القادسية الدولي ياسر القحطاني الذي أشعل الوسط الرياضي خلال عملية التفاوض التي طالت فصولها، ويترقب الجميع نهاية هذه المفوضات. إذا كان الهلال يدخل المباراة وهو بطل كأس ولي العهد وبطل كأس الأمير فيصل بن فهد ووصيف متصدر كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، إلا أن ظروف الغيابات التي دهمت بعض الركائز الأساسية في الفريق كحارس المرمى محمد الدعيع والغامدي والدوخي والخطير سامي الجابر الذي تحوم الشكوك حول مشاركته ستلقي بسلبياتها على أداء ومعنويات بقية زملائهم اللاعبين، وتكتيكات مدربهم الذي يعي مدى التأثير والفراغ الذي سيتركه هؤلاء النجوم، وان كان"الأزرق"لا يتأثر كثيراً بغياب نجمين أو ثلاثة إلا أن الوضع هذه المرة مختلف بغياب رباعي مؤثر، خصوصاً الجابر صاحب القيادة والحضور الهجومي الكبير. في المقابل يدخل"العميد"اللقاء وهو يعيش حال الفرح والنشوة بتحقيقه اللقب الغالي"دوري أبطال العرب"وإضافته إلى خزانته، ووجد مدربه يوردانيسكو أن كسر حاجز هذا الفرح لن يكون بالمستوى المطلوب لضيق الوقت الفاصل بين المباراتين، لذلك اتجه إلى إلقاء المحاضرات لعل وعسى أن تعيد التركيز مرة أخرى للاعبين. وبالنظر إلى تمركز اللاعبين داخل الملعب، سنجد تشابهاً بين الفريقين في التكتيك، بتكثيف منطقة الوسط بخمسة لاعبين مع الإبقاء على رباعي الدفاع ووجود مهاجم وحيد في المقدمة، وهذا الأسلوب يهدف منه المدربون إلى البحث عن السيطرة في منطقة منتصف الملعب التي تعتبر منطقة المناورة والمسيطر عليها غالباً يكون هو الأقرب لتشكيل الخطورة على الآخر، والتوجيهات التي يركز عليها باكيتا دائماً تعتمد على الجهد الكبير الذي يقوم به لاعب المحور خالد عزيز، الجندي المجهول بالفعل في الخريطة الزرقاء، ويساعده عبداللطيف الغنام، اللذان تقع عليهما مسؤولية إغلاق العمق الهلالي، وحماية قلبي الدفاع تفاريس والمفرج، وستكون مهمة صانعي اللعب الشلهوب وكماتشو كبيرة ومضاعفة، لاستغلال الثغرات في خطوط الاتحاد الخلفية مع الإيعاز لظهيري الجنب الخثران والياس بحماية الفراغات، التي ستحدث من هذا التقدم. ومن الممكن أن يزج باكيتا بالتمياط في الجهة اليمنى بعد أن أبدى اللاعب استعداداً جيداً خلال اللقاءات الماضية، وربما يضطر أيضاً إلى الزج بالعنبر مكان الجابر خلال الشوط الأول، وسيحرص باكيتا على توجيه لاعبيه إلى اللعب بتوازن، خوفاً من الاندفاع الذي ربما يكلف الفريق الكثير. وفي الجانب الاتحادي، تختلف التوجيهات والتحرك أثناء المباراة، لا سيما من ظهيري الجنب الصقرى والقحطاني، اللذين يقومان بادوار المساندة للهجوم، في ظل التحرك من دون كرة، الذي يقوم فيه أبوشقير والسويد، وهو ما يفتح الثغرات على الطرفين للظهيرين، وستكون مهمة المنتشري والمولد سهلة إلى حد كبير في غياب الجابر لضعف خبرة البديل، وسيكون دور العويران مشابهاً لدور"عزيز"الهلال، والاختلاف سيكون فقط في مباغتات كريري ومساندته للمهاجم سيرجيو والمهاجم الوهمي، وصاحب المجهود الكبير محمد نور، ولن يجد يوردانيسكو أفضل من هذه المنهجية لفريق الاتحاد في هذه الفترة للانسجام الواضح بين اللاعبين. وستكون الحلول في مباراة بهذه الأهمية والحساسية والكثافة العناصرية في الكرات الثابتة - التي يتفنن ويتقن التعامل معها لاعبو الناديين، خصوصاً الثلاثي البرازيلي كماتشو وتفاريس وسيرجيو - القريبة من منطقة الثمانية عشر أو الكرات الجانبية بوجود المنتشري والمولد ونور في الاتحاد، وتفاريس والمفرج والعنبر في الهلال، المتميزين بالضربات الرأسية، وحُسمت الكثير من المباريات بهذه الطريقة. لكن الكلمة تبقى في عوامل أخرى تتعلق بالروح القتالية على الكرة مع التركيز على تطبيق توجيهات المدربين، إضافة للارتجال الايجابي داخل المباراة.