الليلة ينتظر أن تتوقف الحياة الصاخبة في شوارع العاصمة الرياض، فشباب العاصمة مشغولون بما هو أكثر من قطع شارع التحلية ذهاباً واياباً أو التوجه الى طعوس الثمامة للاستمتاع بنسيم البر، أو ارتياد مطاعم الفاست فود المنتشرة في كل ناصية من شوارع الرياض، سيؤجلون كل هذه الطقوس الى ما بعد الحدث الكبير، وسيكون الوضع مشابهاً كذلك في مدينة جدة فلا مجال أيضاً للتنزه في شارع التحلية أو ارتياد البحر للاستمتاع بنسيم البحر... فالحدث لدى الشباب ومعهم عدد لا بأس به من كبار السن، سيطغى على الروتين اليومي للفئة الشابة. الهم الرياضي مشترك بين شباب المدينتين, إنهم ينتظرون الساعة الثامنة والنصف بالتوقيت المحلي عندما يأذن الحكم الاسباني ساندييجو جولين بانطلاق مباراة الهلال والاتحاد برسم الدور قبل النهائي في مسابقة كأس ولي العهد السعودي ثاني المسابقات المحلية بعد كأس دوري خادم الحرمين الشريفين. المباراة بدأت قبل الانطلاقة الفعلية، الاستعدادات بلغت ذروتها حيث حضور الشرف في المعسكرين، والطلب من الجمهور بالمؤازرة واذا صدقت الأخبار الواردة من البيت"الأزرق"بتخصيص حافلات في عدد من مواقع الرياض لنقل الجمهور وادخالهم بالمجان فهذه سابقة وتنبئ في الوقت ذاته بأهمية المباراة. بعد انقضاء دورة ألعاب التضامن الاسلامي الأولى توجهت بوصلة الاعلام الرياضي المحلي بكل طاقته نحو تغطية استعدادات الفريقين... تاركاً التعليق على النجاح أو الفشل المحلي في الاولمبياد الاسلامي فالوقت لم يكن يسعفه طويلاً... فمباراة الهلال والاتحاد بدأت تكتسي منذ سنوات بشيء من الحساسية لدى أنصار الفريقين، وتحديداً منذ أن تولى منصور البلوي رئاسة الاتحاد ونقل لاعب وسط الهلال خميس العويران الى جدة حيث الاتحاد، وقطع بذلك - كما يقول الهلاليون- كل أواصر العلاقة الحميمية التي كانت تجمع الناديين، والاتحاديون بدورهم يرون أن الهلاليين يقسون على لاعبيهم حتى وهم في المنتخبات وبالتالي فهم - أي الاتحاديون- في حل من ابقاء العلاقة المتميزة بين الناديين، حتى وان حرص المسؤولون فيهما على الخروج غير مرة بالقول ان العلاقة لا تزال في أوجها لكن الواقع يحكي غير ما يقوله الرسميون عادة. مباراة الليلة أولى المواجهات الخمس التي سيلتقيان فيها هذا الموسم، اثنتان برسم نصف نهائي البطولة العربية ومثلهما في كأس ولي العهد السعودي، والخامسة في اياب دوري كأس خادم الحرمين الشريفين، الفريقان خرجا لتوّهما من البطولة العربية بدافع معنوي كبير اثر تأهلهما الى الدور قبل النهائي، لكن الفارق أن الاتحاد خاض مباراة من النوع المميت أمام مولودية الجزائر إذ لم يخرج منها بالفوز الا في ركلات الترجيح بعد أن لعب 120 دقيقة ربما تؤثر في أداء لاعبيه هذا المساء. مباراة الليلة لن تخرج عن الطابع الذي يغلف مباراة القطبين عادة، حيث الندية والتنافس، والاتحاد ينظر الى المباراة بطابع الثأر بعد خسارته في الدوري 2-4 أمام الهلال، والفريق يدربه الروماني يوردانيسكو الذي سبق له أن درب الهلال قبل ثلاثة مواسم اصاب فيها نجاحاً يشار اليه بالبنان، لكن التوليفة التي كان يدربها يوردانيسكو لم يتبق منها سوى القليل. الهلال غير جلده كثيراً هذا الموسم ونجح مدربه باكيتا في اعادة قطار الهلاليين الى القضبان الصحيح معتمداً على جملة من اللاعبين الكبار يتقدمهم قائد الفريق سامي الجابر والحارس محمد الدعيع والشلهوب والكتيبة البرازيلية بقيادة المدافع تفاريس المتألق جداً اضافة الى أحمد الدوخي والمفرج والبرقان، ويفضل باكيتا اللعب دائماً بطريقة 4-5-1 بوجود سامي وحيداً في خط المقدمة، والجابر يفضل اللعب أمام الاتحاديين، وفي المقابل يعتمد يوردانيسكو على لاعبيه الدوليين الحارس زايد ونور وتكر والمنتشري والأجانب هيريرا وسيرجيو وبيكوفيتش. ومع التسليم بقوة الفريقين وصعوبة التكهن بنتيجة المباراة، الا ان الجماهير تتوقع أن يقدم اللاعبون الدوليون كل مالديهم وبالتالي سينعكس ايجاباً على اداء الفريقين داخل الملعب. وبعد أن يطلق الحكم الاسباني صافرة النهاية ستنطلق مسيرات الفرح، فهل ستكون في تحلية جدة أم تبقى في تحلية الرياض؟