سجلت مكاتب تنظيم الرحلات السياحية إقبالاً بزيادة قدرت بخمسة في المئة عن العام الماضي، وسط تباين الوجهات، وعودة السوق الأوروبية والاميركية إلى قائمة الطلب السعودية، بعدما شهدت تذبذباً خلال السنوات الخمس الماضية، وسط إنفاق السعوديين 2.5 بليون ريال سنوياً. وأسهمت الأحداث التي يشهدها العالم في التأثير في قرار السائح السعودي، إلا أنها لم تثن شريحة عريضة عن معاكسة التيار، أو بحسب وصف العاملين في القطاع السياحي"بأن السياح تعودوا على ذلك"، أي الأحداث، كان أبرزها انتشار الأمراض، والكوارث الطبيعية والإرهاب. ويشرح المستثمر في سوق السفر والسياحة محمد بن محفوظ وضع هذا المجال بالقول :"قبل سبع سنوات، بدأت السوق تتغير، وكانت شرق آسيا أقوى الأسواق، بجانب الولاياتالمتحدة، وأوروبا، وشريحة عريضة تفضل التوجه إلى مصر ولبنان وسوريا ودبي". ويذهب ابن محفوظ موضحاً:"بعد أحداث 11 سبتمبر كل شيء تغير، وكان الإقبال على السوق إجمالاً ضعيفاً، وبعد ذلك قُسمت السوق بين الدول العربية وشرق آسيا، وتأثرت الأخيرة مطلع 2003 بسبب مرض"سارس"، على رغم خلو ماليزيا من هذا المرض، وعاد السياح إليها مطلع 2004، ثم عاد للانتكاس بسبب تسونامي". ويختلف الخبير في إدارة منشآت التسويق السياحي محمد جابر أبو عيسى مع ابن محفوظ مؤكداً أن الإقبال بقي في المستوى الطبيعي في ما يخص ماليزيا، مبرراً ذلك بأن السعوديين يفضلون الدول التي يعتنق أهلها الإسلام، إضافة إلى تقارب العملة، والتعايش مع الناس. وتشير الأرقام الصادرة عن المجلس السياحي الماليزي ، أن عام2000 زار ماليزيا نحو 10.2 مليون سائح من أنحاء العالم، وواصل نموه حتى 12 مليوناً عام 2002، متراجعاً إلى 10.5مليون 2003، وعاد للانتعاش العام الماضي 15.7مليون سائح، يتراوح عدد السعوديين بين 20 و 50 ألفاً، في ظل توقعات بأن يصلوا إلى 60 ألفاً بنهاية الصيف الحالي. ويذكر أبو عيسى أن"السوق في هذا العام شهدت تقلباً، ومفاجآت، أولها عودة الوجهات الأوروبية، والإقبال على الباقات البكج السياحية لدول مثل بريطانيا وفرنسا وسويسرا، ومشافي شرق أوروبا، كذلك اميركا، ولم تشهد تراجعاً سوى بريطانيا بعد التفجيرات التي وقعت فيها أخيراً". ويؤكد ابو عيسى في سوق السياحة والسفر"بقيت مصر ولبنان وجهتين ثابتتين، لأسباب مهمة، أولها هدوء هذه الدول وارتباط السعوديين بأعمال وعلاقات قوية مع أهل هذه البلدان، وعلى رغم أحداث شرم الشيخ إلا أن الوضع بقي طبيعياً، ولم يتراجع سوى البعض الذين اتفقوا ولم يدفعوا أما الذين دفعوا لم يأتوا لاسترجاع أموالهم". ورصدت"الحياة"ميدانياً توجه شريحة عريضة من السياح السعوديين إلى الوجهات السياحية الداخلية، جاءت في مقدمها جدة وأبها والطائف، ويعيد المشتغلون في هذه السوق السبب إلى نشاط الهيئة العليا للسياحة، واكتساب العاملين في تسويق المنشآت السياحية خبرة توسعت خلال السنوات الأخيرة. وتشير الأرقام الأولية إلى أن منطقة مكةالمكرمة تأتي في المقدمة بنحو أربعة ملايين سائح، من داخل المملكة ودول الخليج والدول الإسلامية، قدموا لتأدية مناسك العمرة، وزيارة المواقع السياحية، ثم منطقة عسير، لتمتعها بأجواء معتدلة بنحو مليوني سائح.