لا تزال آثار الربيع العربي متحكمة في خريطة السياحة الشرق أوسطية، بعد أن خرجت كبرى عواصم السياحة العربية من قائمة الأولويات، بل بات ينصح بعدم السفر إليها، أو الخروج منها. لم يبق سوى دبي كمدينة عربية تقريباً التي لا يزال السياح يقصدونها بكثافة، كما يؤكد الرئيس التنفيذي لوكالة ابن غيث للسفر أحمد الغيب: «لم تبق إلا وجهتان، دبي عربياً وإسطنبول التي حلت محل بيروت والقاهرة، في حين لا تزال ماليزيا تتربع على قمة الأولويات السعودية آسيوياً»، في حين قرن ارتفاع أعداد المسافرين السعوديين إلى أوروبا بانخفاض اليورو. وأشار إلى أن ارتفاع نسبة السياحة الداخلية كبيرة مقارنة في الوقت نفسه بالعام الماضي، «ارتفعت نسبة الرحلات الداخلية 50 في المئة»، عازياً ذلك إلى الأوضاع الأمنية في الدول العربية. وقدر الغيب عدد السعوديين المسافرين إلى خارج المملكة في إجازة عيد الفطر بنصف مليون سعودي، لكنه لفت إلى أن المنطقة الجنوبية ومدينة الطائف استحوذتا على نسبة كبيرة من السعوديين. من جهة أخرى، أوضح المدير العام لشركة الصرح للسياحة والسفر مهيدب المهيدب، أن الإمارات احتلت نصيب الأسد من كعكة السياحة خلال إجازة العيد، مشيراً إلى أن ماليزيا وتركيا هما المستهدف الأكبر من الأسر السعودية، كما أن شرم الشيخ عادت لتكون محطة سياحية للسعوديين من جديد. من جهته، أشار مدير وكالة السفر والسياحة (سياحة) حمود المطيري إلى أن بوصلة السائح السعودي ستكون اتجاهاً خلال إجازة عيد الفطر إلى الدول الخليجية، وبالأخص مدينة دبي التي استحوذت على رغبة كثير من السعوديين، عازياً ذلك إلى قصر مدة الإجازة، ومناسبة دبي للعائلة السعودية من أكثر من جهة، والعروض الإيوائية التي حفلت بها فنادق دبي خلال عيد الفطر في الأعوام السابقة، واعتدال أجواء الطقس. وأضاف المطيري أن الطلب انخفض على بقية الجهات الخارجية بنسبة 70 في المئة، باستثناء المقيمين الذين يرغبون في قضاء إجازاتهم مع أسرهم. وأوضح أن عدداً من العائلات السعودية غيّرت وجهاتها الداخلية، وبالذات إلى جدة والمنطقة الجنوبية، لعدم تمكنها من الحصول على حجوزات جوية، إضافة إلى الارتفاع الكبير في أسعار الفنادق والشقق الفندقية، مقارنة بالعروض السياحية في بعض العواصم العربية، من خلال «البكج» الذي يعتبر أقل سعراً وأكثر خيارات وأعلى خدمة. 2.8 مليون سعودي غادروا المملكة في 3 أشهر أفادت إحصاءات حديثة صادرة عن الهيئة العامة للسياحة والآثار، بأن أعداد السعوديين المغادرين إلى خارج المملكة خلال الربع الثاني من العام الحالي 2012 وصلت إلى 2.8 مليون مسافر، بمعدل نمو 23 في المئة مقارنة بالربع الثاني من 2011. وأشار التقرير الذي أعدته هيئة السياحة بالتعاون مع مركز المعلومات الوطني في وزارة الداخلية إلى أن البحرين والكويت تصدرتا قائمة أعداد السعوديين المغادرين بنحو 970 ألفاً و436 ألف مغادر على التوالي، فيما جاءت الإمارات في المركز الثالث ب365 ألفاً، في حين وصلت أعداد المغادرين إلى الأردن إلى 318 ألفاً، واليمن 188 ألفاً، وقطر 136 ألفاً، ومصر 55 ألفاً، وتركيا 51 ألفاً، والمملكة المتحدة 35 ألفاً، مشيراً إلى أن العدد الكلي للمغادرين السعوديين بلغ 2748889 مغادراً.