يتفاءل الوحداويون كثيراً بالمعسكرات الخارجية ويؤكدون أنها أسهمت في شكل لافت في تطوير مستويات الفرسان الأدائية وقدرات اللاعبين الفنية وظهر تأثير ذلك واضحاً جلياً في المواسم الكروية الأخيرة التي استعد لها الفريق الوحداوي بمعسكرات خارجية في الدول العربية تخللتها المشاركة في بعض الدورات الودية مع أندية كبيرة وشهيرة عُرفت ببطولاتها وانجازاتها على الصعيدين العربي والقاري. ففرسان مكة استفادوا كثيراً من معسكراتهم الخارجية التي جاءت في السنوات الأخيرة، وتحديداً قبل موسمين عندما أقام الوحداويون معسكراً ناجحاً بكل المقاييس في مدينة الإسماعيلية المصرية، إبان فترة رئاسة حاتم عبدالسلام، وكان يُشرف على الفرسان آنذاك المدرب الوطني القدير خالد القروني وخرج الفريق بفوائد جمة من هذا المعسكر، ظهرت بوادرها سريعاً في دوري كأس خادم الحرمين الشريفين في ذلك الموسم وأشاد الكثيرين من النقاد والرياضيين بعطاءات الفرسان وبالمواهب الشابة الصاعدة والواعدة التي قدمها القروني في استحقاقات الموسم الكروي. وجاءت المحطة الثانية من معسكرات الفرسان في السنوات الأخيرة في الموسم الفائت عقب تسلم الرئيس جمال تونسي لزمام الأمور في النادي، اذ قرر أن يكون هنالك معسكر خارجي للفريق في العاصمة السورية دمشق تتخلله المشاركة في الدورة الودية المصغرة التي شارك فيها فريق النصر السعودي أيضاً، وحقق بطولتها من أمام أربعة فرق سورية، واستفاد الوحداويون من معسكرهم الخارجي الثاني استفادة كبيرة وكانت فرصة متميزة للمدرب التونسي الجديد لطفي البنزرتي في التعرف على كامل خطوط الفريق وقدرات كل اللاعبين. وقطف مسيرو النادي ثمار هذا المعسكر في منافسات ومسابقات الموسم الكروي الفائت، عندما قدم الفرسان أجمل عروضهم الكروية ورسموا أحلى لوحاتهم الفنية وحققوا المركز السادس في كأس دوري خادم الحرمين الشريفين وهو مركز متقدم للفريق لم يحققه منذ سنوات طويلة. وفي هذا الموسم أعاد الوحداويون الكرّة مجدداً بإقامة معسكراتهم الخارجية وقرروا هذه المرة أن تكون تونس الخضراء هي وجهتهم المقبلة وطاروا بفريقهم الذي يتكون من 25 لاعباً إلى مدينة المنستيرالتونسية التي يرتبط معها مدرب الفريق لطفي البنزرتي بعلاقات أزلية، وذلك تلبية للدعوة التي تلقاها النادي من فريق الاتحاد المنستيري بشأن المشاركة في الدورة الودية التي ستقام هناك وسيستغل الوحداويون وجودهم باللعب ودياً مع أبرز الأندية التونسية، في مقدمها الصفاقسي والترجي.