تغير مفهوم الصيف والإجازة عما هو متعارف عليه، لدى الشبان والشابات في السعودية، وظهرت فكرة العمل الصيفي، الذي بدأ انتشاره بالأعمال الروتينية المكتبية الخفيفة، ثم تطور بدخول الشبان لمجالات العمل المتاحة كافة، في الشركات والفنادق والمطاعم والمراكز التجارية والترفيهية والمستشفيات والصالونات. ويقول محمد علي 17 عاماً الطالب في المرحلة الثانوية والعامل في مطعم للوجبات السريعة، إن هذه أول تجربة له مع العمل الصيفي، وفضل الالتحاق فيها لتمضية الوقت في شيء مفيد، وخوض تجربة العمل. ويضيف"أكثر ما يعجبني في هذه الوظيفة خلوها من التعقيدات، إذ إن مهمات عملي تتنوع بين خدمة الزبائن وإعداد الوجبات السريعة والمحاسبة، وأجد الكثير من المتعة خلال عملي واختلاطي بالآخرين. ولا أعاني من مشكلات في العمل أو مع الزبائن. وأعتقد أنني سأكرر هذه التجربة الممتعة في الصيف المقبل". ويشير عمر 22 عاماً طالب في المرحلة الجامعية وبائع أشرطة كاسيت إلى أنه سبق له خوض هذا المجال خلال إجازات صيفية سابقة، لكن المختلف في الصيف الجاري نوعية العمل. وعلى رغم ما تواجهني من مضايقات بحكم طبيعة عملي، إلا أنه أفادني كثيراً في اكتساب العديد من الخبرات الجيدة، إضافة إلى الصبر وتماسك الأعصاب والثقة بالنفس. وينصح عمر الشبان بعدم التردد أو إضاعة فرصة العمل الصيفي من أيديهم، لما فيه من المتعة والفائدة مهما كانت طبيعته، ويرى أن العمل أفضل من اللهو والسهر حتى الصباح والنوم طوال النهار، وإضاعة الوقت في ما ليس مفيداً أو ممتعاً، رغم أني أعمل نصف الوقت تقريباً، إلا أنني استمتع بالإجازة بشكل أو بآخر. وتقول"خلود"17 عاماً طالبة في المرحلة الثانوية عن تجربتها الأولى للعمل في أحد صالونات التجميل في الإجازة الصيفية"منذ أن بدأت دراسة المرحلة الثانوية، وأنا ارغب العمل في أحد صالونات التجميل وسبق أن التحقت في الصيفية الماضية بدورة في أحد الصالونات للتدريب، وقد اتصلت بي مديرة الصالون لاحقاً لتعرض عليّ العمل الصيفي، فبدأت أمارس هوايتي بتطبيق الخبرات التي درستها علمياً حتى إني بدأت أفكر باحتراف هذا المجال عند الانتهاء من دراستي". وتحدثت"مها"21 عاماً عن تجاربها في العمل الصيفي قائلة"قبل ثلاث سنوات كنت أعمل في الإجازات الصيفية في بعض العيادات والمستشفيات الخاصة والتي تعلن تدريبها لبعض الطلاب والطالبات، وكانت تجربتي الأولى معهم مفيدة لي عملياً ومادياً. وأنا الآن أعمل في كل إجازة صيفية في إحدى العيادات الخاصة، حيث أمارس أعمال السكرتارية للتدرب على العمل ميدانياً والاستفادة من خبرات الموظفين الذين يعملون في هذا المجال وأكمل دراستي في مجال إدارة الأعمال وأطمح للعمل في جميع الإجازات الصيفية، إلى أن انتهي من دراستي الجامعية كاملة وأجد الوظيفة المناسبة".