قال متخصص في التنظيم والتخطيط إن التغييرات الهيكلية الجديدة التي يشهدها البريد السعودي ستؤثر في حصة شركات النقل السريع في السوق السعودية التي كانت حكراً على الأخيرة من دون منافسة من احد. وكشف ل"الحياة"مدير مكتب الفارسي للاستشارات والخرائط الرقمية ونظم المعلومات المهندس زكي فارسي أن تنظيم البريد السعودي أو النقلة الكبيرة التي يشهدها البريد السعودي ستقتطع حصة ليست صغيرة كانت تأتي سهلة لشركات النقل والتوصيل السريع، نتيجة تأخر عمل البريد سابقاً، إلا انه رفض تحديد حجم الحصة التي سيقتطعها البريد من أفواه هذه الشركات. وأضاف الفارسي الذي قام مكتبه بتنظيم الأساس الجديد للبريد السعودي أنه على رغم المنافسة الشديدة التي ستشهدها السوق السعودية إلا أنها ما زالت سوقاً بكراً قابلة للزيادة، ويوضح فارسي أن التنظيم الجديد سيخدم الجميع وسيعيد الثقة إلى البريد العادي أو الممتاز وحتى البريد السريع لأنه سيخلق استثماراً جديداً لم تكن السوق السعودية تتعامل به، فالشخص الآن يستطيع أن يجلس على جهاز الكومبيوتر ويشتري ما يريد، ويختار شركة الشحن التي يريدها من ون أن يغادر مكتبه أو منزله، مشيراً بذلك إلى وجوب تطوير نظام البيع والشراء الكترونياً والدفع ببطاقات الائتمان حتى يحصل مستخدم البريد على أفضل الخدمات التي ينتظرها. وعن استفادة شركات التوصيل السريع ذاتها من التنظيم الجديد للبريد قال الفارسي إن مكتبه ما زال في طور إعداد وإنهاء مشروع البريد السعودي وبعدها ربما يدخل في خدمة شركات النقل السريع. وعن قصر المدة التي نفذ بها البريد السعودي خطته الجديدة لترقيم وعنونة المملكة قال الفارسي اننا نعمل في السوق منذ أكثر من عشرين عاماً ولدينا كم هائل من المعلومات، كما عمل الفارسي نفسه مديراً عاماً لتخطيط المدن في وزارة البلدية والشؤون القروية، وهو ما ساعد على انجاز المهمة في وقت قصير. وختم الفارسي بقوله إن العمل جار الآن على العنونة البريدية بعد أن انتهت مرحلة توزيع الرمز البريدي في المملكة. هذا ويعتمد نظام العنونة الجديد للبريد على التقسيم المتوالي لكامل مساحة السعودية إلى مناطق بريدية ثم تقسم كل منطقة إلى فروع، ويقسم كل فرع إلى أقسام ثم يقسم كل قسم إلى مربعات بريدية لتكون هذه المتوالية ما سيعرف بالرمز البريدي المكون من 5 خانات تدل على رقم المربع والقسم والفرع والقطاع والمنطقة. وتستعد مؤسسة البريد السعودي حالياً لتوزيع قرابة 5 ملايين صندوق بريد منزلي في مختلف المناطق، بدءاً من العاصمة الرياض، كما رخصت المؤسسة لمؤسسات سعودية وطنية للمساهمة والاستثمار في مشروع العنونة الجديد والترميز الحديث، و تأسيس الخدمة البريدية للمواقع التجارية والسكنية بحسب الخرائط الرقمية، وإنشاء الأنظمة الإلكترونية، وإدارة وتشغيل كامل المشروع بأسلوب استثماري يقدر حجمه في مدينة الرياض بحوالى 600 مليون ريال. وينفذ المشروع بعد ذلك في منطقة مكةالمكرمة ثم المنطقة الشرقية تليها بقية المناطق وفق جدول زمني محدد.