يلقى مزاد مالكي الماعز الشامية في الجوف، حضوراً كثيفاً لمحبي هذه هذا النوع من الماعز، إذ يتوافد جمهورها من مناطق الحدود الشمالية وتبوك وحفر الباطن. وكانت فكرة المزاد بدأت قبل ثلاث سنوات، من تسعة من محبي هذا النوع من الماعز، أنشأوا مقراً دائماً للمزاد في مركز"الفياض"غرب مدينة سكاكا شمال السعودية، وتطورت الفكرة حتى أصبح لهم مزاد شهري ينظم في آخر يوم خميس من كل شهر هجري، يقبل عليه الراغبون في بيع وشراء الماعز الشامية من مختلف مناطق السعودية. يقول مبارك الكريع أحد المنظمين إن المزاد يبدأ بعد صلاة العشاء بتناول الطعام ومن ثم يبدأ مالكو الماعز الشامية بتسجيل أسمائهم عند اللجنة المنظمة، ويتم عمل قرعة لعرض كل شخص من المالكين ماعزه، ويبدأ العرض بتعريف مالك الماعز لنوعية ماعزه، فيذكر اسمها وسلالتها وأبرز مواصفاتها، وأن أبرز السلالات المعروفة على مستوى مالكي الماعز الشامية في السعودية والخليج هي: التيس"عطاف"و"المعتدل"و"الجلاد"، إثر ذلك يفتح الدلاَّل المزاد، ويبدأ عرض أسعار الماعز، التي يصل مجموع مبيعاتها إلى أكثر من 40 ألف ريال في المزاد الواحد". ويذكر الكريع أن الماعز الشامية تختلف عن الماعز البلدية من ناحية نوعية الأكل والعلاج المقدم لها، ومن ناحية الأكل فإن الماعز الشامية نظراً إلى التواء فمها، يتعذر على أمها إرضاع صغيرها بطريقة طبيعية، لذلك يلجأ صاحبها إلى وضع الحليب لصغير الماعز في قناني خاصة مثل التي تقدم للأطفال رضاعة، أما بالنسبة إلى العلاج فتعطى للماعز تطعيمات طبية بشكل دوري، ويوضع في حضيرتها أجهزة تكييف في فصل الصيف، لأنها حساسيتها من الحرارة الشديدة قد يودي بها إلى الموت. ويقول نمر منصور أحد المشاركين في المزاد:"للماعز الجيدة مواصفات كثيرة يعرفها المتمرسون في هذه الحرفة، ومنها أن للماعز الشامية المرغوبة رأساً كبيراً وفكاً قصيراً، وتتميز بطول الرقبة وطول الجذع وأن يكون الذيل الريشة مرتكزاً بشكل قائم، إضافة إلى طول قوائم الماعز وصفاء العين وبياضها، ويدخل أيضاً في المواصفات الجيدة صفاء لونها، ويعتبر اللون الأدهم الأميز في الدرجة الأولى عند محبي هذا النوع من الماعز، ومن ثم الأسود ف"النيلي"، ومن المميزات أيضاً في الإناث منها أن يكون ضرعها ملموماً وألا يكون متدلياً". ويضيف نمر أن من أبرز عيوب الماعز الشامي، والتي تقلل من سعره"الرباش"، وهي نقاط بيضاء في أذنها. يذكر أن مقر المزاد معد بشكل جيد وبتنظيم متقن، وتم عمل منصة للعرض بطريقة متدرجة من الجهات الأربعة، وفي المنتصف وضعت حلبة شبيهة بحلبة المصارعة ومضاءة بدرجة كافية، وعند أحد أطراف الحلبة ممر طويل يؤدي إلى الخارج، إذ يتم دخول مالكي الماعز مع ماعزهم من أحواض سياراتهم إلى الممر المؤدي إلى الحلبة مباشرة. ويتقاضى منظمو المزاد 5 في المئة نسبة على كل ماعز مباع، ومن الملاحظات التي تلفت الانتباه عند الزيارة الأولى للمزاد، تلك العبارات والأدعية التي يقولها المالكون لدفع العين عن الماعز، ومنها ما تم طبعه عند مدخل الماعز إلى الحلبة مثل"ما شاء الله تبارك الله"و"اذكر الله". وفي المزاد الشهري لا يحضر المالكون أفضل ما لديهم من الماعز الشامي، لأنهم يعولون أكثر على المزاد السنوي الكبير، الذي يقام في الأول من شهر أيلول سبتمبر من كل عام، ويجتذب أبرز ملاك الماعز الشامي في السعودية والدول المجاورة كالكويت والإمارات وعمان وسورية والأردن، وحققت مبيعات المزاد السنوي الماضي مبلغاً قياسياً على مستوى الخليج، إذ وصلت مبيعات المزاد إلى 675 ألف ريال. وعند سؤالنا عدداً من مالكي الماعز الشامية من إمكان تحرجهم من هذه الحرفة اجتماعيا، قالوا جميعاً إنهم يشعرون بمتعة وفخر كبيرين عند التعامل مع الماعز الشامية سواءً بالتربية أوالبيع والشراء.