جولة مفاوضات جديدة بين اوروبا ومجلس التعاون تبدا اليوم . سفير الاتحاد الاوروبي ل "الحياة": لا توجد ضغوط سياسية في مفاوضات منظمة التجارة الحرة

عزا سفيرالاتحاد الاوروبي لدى السعودية برنارد سافدج اسباب التأخير في توقيع اتفاق منطقة التجارة الحرة بين اوروبا ومجلس التعاون الخليجي الى شروط الاتحاد الاوروبي التي تم الاتفاق عليها مع دول المجلس، وتقضي بعدم البدء في مفاوضات رسمية لتوقيع الاتفاق الا بعد الاندماج الاقتصادي لدول المجلس التعاون واتحادهم ككتلة واحدة ، مشيراً الى ان الاتحاد الجمركي للخليج لم يبدأ إلا سنة 2003 وفي السنة نفسها انطلقت المفاوضات الرسمية بين الطرفين. ونفى في حوار مع"الحياة" وجود جدول سري سياسي في هذه المفاوضات، فهدف الاتفاق تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية و السياسية، الا انه عاد وأكد وجود بنود سياسية في كل اتفاق، وضعتها دول الاتحاد الاوروبي منذ 20 سنة لمناقشتها في مفاوضاتها مع الدول الاخرى، وهذه البنود لاتعتبر ضغطاً سياسياً، منها حقوق الانسان، واسلحة الدمار الشامل، والارهاب، والهجرة للافراد، مؤكداً انه تم طرح هذه المواضيع للمرة الأولى في المفاوضات مع دول مجلس التعاون في المنامة أيار مايو الماضي وقد كان هناك تساؤل من دول مجلس التعاون عن سبب طرح مثل هذه المواضيع ضمن المفاوضات، وكان ردنا عليهم ان هذه هي سياستنا ليست معهم بل مع جميع الكتل التي نتفاوض معها لتوقيع اتفاق تجارة حرة .
وعن اسباب توقيع اتفاق تجارة حرة مع تونس ومصر والمغرب وعدم توقيعه حتى الان مع دول مجلس التعاون قال سافدج:"ان علاقاتنا عميقة وقوية مع هذه الدول اكثر منها مع دول الخليج، وذلك يعود لعلاقاتنا التاريخية الطويلة المكثفة والمتعددة ونحن نأمل ان تصبح علاقاتنا في السنوات المقبلة بالدرجة نفسها والنوع مع دول مجلس التعاون كما هي عليه مع دول شمال افريقيا ولدينا تفاؤل كبير بهذا الخصوص، فالموضوع لم يكن بالاختيار، ولكنه كما ذكرت راجع لعلاقات تاريخية، كما ان توقيع دول الشمال الافريقي جاء اسرع واسهل لان الاتفاق وقع في اطار عملية برشلونة هذه العملية التي تضمنت جوانب سياسية وامنية وثقافية واقتصادية لكلا الجانبين". وحول توقعه ان تكون جولة المفاوضات المنعقدة حالياً في بروكسل هي الاخيرة للمفاوضات قال:"لا أتوقع ان تكون هذه الدورة الاخيرة فهي ستكون خطوة مهمة في الاتفاق الاخير كما انه ستطرح فيها مواضيع مهمة للمرة الأولى لم تناقش من قبل، وهو قطاع تبادل الخدمات كالتأمينات والخدمات المالية، وهي ستكون ضمن مواضيع اخرى".
وعن المماطلة في استيراد السمك والربيان من السعودية اوضح ان اللجنة الطبية البيطرية الاوروبية وافقت على استيراد الاسماك والروبيان من السعودية منذ 6 اشهر وهذا يعتبر ضمن الاطار الاداري لمراقبة الشروط الصحية لهذه المنتجات، كما انه لم يكن لدينا شك في جودة ونوعية هذه المنتجات، ولكن هذه الشروط الطبية البيطرية تطبق على جميع البلدان التي يتم استيراد مثل هذه المنتجات منها، فالمستهلكون الاوروبيون يجب ان يكون لديهم ثقة تامة في ان المنتجات المستوردة لهم تخضع للشروط الصحية والبيطرية نفسها المطبقة على المنتجات الاوروبية .وعلى كل بلد تريد تصدير منتجاتها لاوروبا ان تستخدم الادارة نفسها واذكر هنا ان الاتحاد الاوروبي كان شدد على موضوع الرقابة السعودية لمنتجاتها .
وأشار الى المفاوضات اقتربت من الاتفاق النهائي ، موضحاً انه ما زالت هناك جولات من المفاوضات ستطرح فيها مواضيع يجب التحاور والاتفاق عليها"الا انه من خلا ل هذه المفاوضات ستكون هناك حلول لجميع المواضيع العالقة، وذلك بتنازل من الطرفين حتى نصل الى تحديد تاريخ لتوقيع الاتفاق، وهناك تفاؤل كبير بأن يكون التوقيع قبل نهاية السنة الحالية، مشيراً الى انه"من جانبه لايرى ان هناك اية مشكلة لن يجد لها الحل خلال المفاوضات وأكد ان الاتفاق الاخيرسيكون بتنازل من الجانبين".
وأكّد عدم وجود اي شروط مطروحة من جانب الاتحاد الاوروبي، وقال:"ليس لنا شروط محددة بل هي طلبات وحدود وموقف من الجانبين، عن طريق التحاور والمفاوضات نصل الى اتفاق نهائي".
وعن إصرار الاتحاد الاوروبي في التفاوض مع دول مجلس التعاون ككتلة واحدة قال"هناك اسباب عدة منها السبب التقني، فعند تبادل الوثائق بين الجانبين يجب ان تكون واحدة من دول الاتحاد الاوروبي واخرى مقابلة لها من دول مجلس التعاون و حتى سنة2003 كان لدول مجلس التعاون، جدول تجاري مختلف، وفي هذه الحال كان من المستحيل لهم تقديم وثيقة واحدة تمثلهم لنا، اما السبب الآخر الرئيس هو ان دول الاتحاد الاوروبي ترى ان الاندماج الاقتصادي سبب مهم لاستقرار الميزان الدولي التجاري كذلك الميزان الدولي السياسي".
وعن ايجابيات الاتفاق قال انه سيزيد من حجم التبادل الاقتصادي بين الجانبين كما ان لهذ الاتفاق اهمية كبرى في بناء علاقات بميادين اخرى، منها الثقافية وبناء علاقات بين الشعوب والتعاون المشترك بين دول الاتحاد الاوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي، الى جانب تشجيع الاستثمارات الاوروبية في دول مجلس التعاون والاستثمارات الخليجية في الاتحاد الاوروبي، واعتبر ان هذ الاتفاق مهم مع دول مجلس التعاون لما سينتج منه من انفتاح اقتصادي للمنطقة التي تعتبر خامس سوق للتصديرات الاوروبية في العالم
واشاد بنتائج اجتماع وزراء المال لدول مجلس التعاون قبل اسبوعين في الرياض إذ تم الاتفاق على ان تكون الاتفاقات المنفردة مع الولايات المتحدة وهي حالة استثنائية، ما يعني مستقبلاً أنه ستكون مفاوضات دول مجلس التعاون ككتلة واحدة مع دول اخرى منها سنغافورة - اليابان- استراليا وهذا ما نأمله.
الشركاء الأساسيون
تعتبر السعودية ضمن الشركاء الأساسيين في قائمة التجارة لدول الاتحاد الأوروبي، فقد قدرت الواردات للاتحاد الأوروبي من السعودية بنسبة 1.4 في المئة من اجمالي الواردات الأوروبية بينما قدرت الصادرات من الاتحاد الأوروبي إلى السعودية بنسبة 1.5 في المئة. أما واردات دول مجلس التعاون الخليجي من الاتحاد الأوروبي فقدرت بنسبة 2.2 في المئة من اجمالي الصادرات الخليجية، أما الصادرات من الاتحاد الأوروبي إلى دول مجلس التعاون فقدر بنسبة 4.3 في المئة، وبذلك فان معدل التجارة المتبادلة بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي 3.2 في المئة.
وتحتل دول الاتحاد الأوروبي المركز الأول ضمن الشركاء الأساسيين في قائمة التجارة لدول مجلس التعاون الخليجي.