حذرت الأممالمتحدة من مخاطر التهجير القسري للبدو في محيط القدس بغرض التوسع الاستيطاني، لافتة الى تبعات سلبية تتضمن تدهور ظروفهم المعيشية وفقدان تواصلهم القبلي وتقويض نمط حياتهم. ويعيش نحو 2300 بدوي في 20 تجمعاً تقع على التلال التي تطل على القدس من جهة الشرق، علماً أن أكثر من 80 في المئة منهم لاجئون من مناطق النقب بعد عام 1948، وأن أكثر من ثلثيْهم من الأطفال. ويعيش هؤلاء في ظروف مأسوية، إذ فقدوا القدرة على الوصول الى المراعي بسبب توسيع المستوطنات، ومنازل غالبيتهم مهددة بالهدم، كما أن هذه التجمعات لا تصلها الكهرباء، في حين لا تصل المياه سوى الى نصفها تقريباً. وعلاوة على ذلك، تخطط إسرائيل الى تهجيرهم وترحيلهم من أراضيهم. في هذا الصدد، أفاد تقرير أصدره «مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة» التابع للأمم المتحدة (أوتشا) وتلقت «الحياة» نسخة منه أمس، أن «خطر التهجير القسري يتهدد المجتمعات البدوية الفلسطينية التي تعيش في التلال الواقعة شرق القدس بعدما أبلغتها السلطات الإسرائيلية بأن لا خيار أمامها سوى مغادرة المنطقة كجزء من خطة أشمل لإعادة توطين البدو الذين يعيشون في المنطقة ج» الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية أمنياً وإدارياً. وأضاف التقرير إن تنفيذ الخطة قد يبدأ في كانون الثاني (يناير) عام 2012، موضحاً أن معظم التجمعات البدوية أعلن في هذه المرحلة أنه يعارض الخطة المقترحة. وكانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية نشرت منتصف الشهر الماضي تفاصيل هذه الخطة التي تأتي على 3 مراحل وتهدف الى توسيع مستوطنة «معاليه أدوميم» وبعض المستوطنات في المنطقة الممتدة ما بين شرقي القدس وشرقي رام الله. وأشارت الصحيفة الى أن المرحلة الأولى تبدأ بإخلاء نحو 2400 مواطن بدوي يعيشون شرق القدس بهدف ربط المستوطنات في هذه المنطقة مع القدس من خلال بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية، مضيفة أن هؤلاء البدو سيُنقلون برضاهم أو بالقوة للسكن في حي سكني قريب من بلدة العيزرية، وأن تنفيذ ذلك يبدأ قريباً على أن ينتهي عام 2012. وأضافت أن المرحلة الثانية تتضمن تجميع باقي البدو في تجمعات سكنية جديدة هي قيد الدرس حالياً، علماً أن هذه المرحلة يجب أن تنتهي عام 2015. وبالنسبة الى المرحلة الثالثة، فهي تشمل كل البدو في الضفة بهدف تجميعهم في مناطق سكنية جديدة. وتعتبر هذه الخطة امتداداً لخطة قديمة تعود الى التسعينات عندما رحّلت إسرائيل 200 عائلة من المنطقة، بعضها بالقوة، ومن بينها العديد من عائلات عرب الجهالين، وجمعتها قرب بلدة العيزرية. وأبدى تقرير «أوتشا» قلقه من انعكاسات خطة التهجير القسري للبدو في محيط القدس، معتبراً أن الموقع المقترح لتوطينهم في بلدة العيزرية لا يستوفي أدنى المعايير المقبولة، خصوصاً بسبب قربه من مكب النفايات البلدي، ما يشكل مخاطر صحية على هذه التجمعات، إضافة الى تدهور الظروف المعيشية للبدو بسبب محدودية الوصول الى مناطق الرعي والأسواق لبيع منتجاتهم، وفقدان التواصل القبلي، وتقويض نمط حياتهم. وأوضح التقرير أن مساكن البدو الحالية تقع في منطقة لها أهمية استراتيجية لتوسيع المستوطنات، خصوصاً خطة «شرق 1» التي تهدف الى توسيع «معاليه أدوميم» وربطها بالقدس، مضيفاً أنه إذا ما تم تنفيذ هذه الخطة واستكمال بناء الجدار الفاصل في المنطقة، فسيشكل ذلك خطراً على نمو الفلسطينيين وتطورهم وسيقطع التواصل الجغرافي للضفة.